ارتباطه بالريف السوداني امتد للريف بالدول العربية _ عاش واقعه في ظلال الحرب
ألتف حوله جمهوره في المحنة وحول أغانيه أهازيج للانتاج
اراء جريئة في حق ودالبكري من عمالقة الفن والشعر
أجاز صوته برعي محمد دفع الله وأشاد به علي المك وعثمان حسين
مواقف طريفة في حياته الفنية ما بين الاذاعة , التلفزيون واتحاد شباب ام درمان
ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
ولد بشمال كردفان 1959م في العام 1987م ذاع صيته في ولاية النيل الابيض ما بين تندلتي والدويم , تشكلت شخصيته الفنية مبكرا أخذ من كردفان مفرداته وأغاني التراث , فغنى لوديانها وخيرانها وطيورها وغزلانها ( تزورني سنة ما حرام عليك تنساني كدا يالبلوم بالله ) فاستمع نفر من متذوقي الفن فقرر أن ينقله من الدويم الى عاصمة الفن والثقافة أم درمان , فاستدرجه بحفل زواج وأستقر بها , فأشتد شوقه لبوادي كردفان فغنى لها أجمل كما ما يكون (كردفان بلدي ليك جد مشتاق يا الفريد حسنك وشوقك الحراق .. في رمالك أتوه واطلع القيزان أسقي أزهارك وأرعى بالغزلان ) ثم ضاق زرعا من ضجيج العاصمة وسخبها فكانت سلواه أغانيه التي تربطه بالجذور ( اطلع المسرح عشان أغني وأقول في صفات اهلك واحكي عن زول زول.. طيبة موروثة وكرم موصول والجمال فطري أصلوا ما معدول .. كردفان بلدي ) 1990م جلس أمام العمالقة لجنة إجازة الأصوات برئاسة برعي محمد دفع الله ومحمد داؤود فغني من الحقيبة ( أنا من صفاك مسحور بالله أنت ملاك ولا من حسان الحور ) ثم غنى ل عبدالعزيز محمد داؤود وابراهيم عوض ثم اعماله الخاصة , فتمت إجازة صوته فقال عنه الراحل على المك أنه أفضل من يغني الحقيبة بطابعه الخاص وقال الراحل عثمان حسين امام رئيس تحرير مجلة الشباب والرياضة حينها الاستاذ احمد الترابي (انا بلغت من العمر ما لم يسمح لي بالمجاملة يا ودالبكري خامة صوتك لم تمر على الوسط السوداني قبل خمسة وعشرين عام مضت , لكن محتاج للمسات آخرين في التلحين والكلمات التي تناسب صوتك وانا مستعد أقدم لك ما تحتاجه )..
أول مرة يدخل استديوهات التلفزيون كان عبر مجلة المساء اخراج الراحل اسامة الجوخ وتقديم مصطفى المنا ومها فريجون اول نكاته في ام درمان قال ناس التلفزيون ديل ما بنفعوا معاي الراجل تجده شايل مرايا في جيبه ) ثم علم به بلدياته فني الصوت الشهير عباس محمود وهو من ابناء ام جر بالنيل الابيض فطلب منه يسجل له (كاسيت) بالعود فعندما دخل الاستديو كان بينه وبين عباس حاجز زجاجي فأشار له ليبدأ فقال ود البكري وين بناتكم؟ فهو أعتاد يغني دائما في الحفلات المحتشدة بالحسان، وخرج منه عباس محمود بكاسيت مديح للمكاشفية (يا ليلى ليلك جنى معشوقك أوه وغنى )..عند اشتهار الكاسيت في فترة وجيزة بلغت تسجيلاته حوالي خمسين شريط كاست اغبلها عبر استديو سارة بالصافية فكان هدف مهم لمتعهد الحفلات ابراهيم شلضم الذي كان يجوب السودان من بورتسودان شرقا حتى الجنينة غربا سنويا ويتشكل وهو يقيم الحفلات الجماهيرية في أي سينما في السودان والوفد الفني دائما يتكون من حوالي اثنين أو ثلاثة من كبار الفنانين وأحد الفنانات وفنان شاب فكان ودالبكري احد الفنانيين الثابتين في هذه الرحلات لعدد من السنوات بجانب حنان بلوبلو التي كانت النجمة بلا منازع ورافقهم في رحلات مختلفة عبدالعزيز المبارك , زيدان ابراهيم , خوجلي عثمان وعبدالرحمن عبدالله لهم الرحمة، وغيرهم . هذه الرحلات ربطت ودالبكري بالغناء في الولايات التي يعشقها وحتى بعد توقفت رحلات شلضم ظل ودالبكري أغلب ارتباطاته في مناسبات الاعراس في ولايات السودان المختلفة ومن أشهر المواقف كان له حفل زواج فذهب لمركز شباب ام درمان وكلم العازفين وقال لهم لدينا حفل في (القاعة ) فعندما حان وقت التحرك كانت السيارة بوكس كاشف فركب العازفين على مضض لأن اصلا المسافة قطعة الكبري في اعتقادهم ، لكن بعد نصف ساعة افتكروا لأنفسهم ووجدوا البوكس ينخر بهم عباب الصحراء بغرب ام درمان وحجب عنهم الغبار الرؤية فصاحوا يا ودالبكري مش قلت الحفلة في قاعة الصداقة؟ قال لهم قلت لكم القاعة والقاعة هذه منطقة بالقرب من حمرة الشيخ محطة الجمارك الطريق البري للجماهيرية الليبية فكانت الرحلة اربعة ايام ذهابا وايابا ..
ارتباطه بالسفر جعل السفر يدخل منظومة اغانيه بثقلها فغني (الباص السريع القام شال الصيد جنى الغزلان ) وغنى أي حاجة ولا السفر لو صحيح قلبك معاي .. ليه تسافر وتبتعد وريدنا ما تم سنة .. والظروف ليه تبقى قاسية بعدما عشنا الهنا) ومن الحقيبة أختار (يا ظبية الباص السريع )
ودالبكري عشقه للريف لازمه في الرحلات الدولية :
ذهب لبيروت العام 2012م رغم أنه غنى في الجامعة الامريكية لكنه أبت نفسه الا وأن يذهب للجبل ويغني هنالك ثم ذهب للسعودية وغني في جدة والرياض ولكنه أبت نفسه إلا أن يغني في القسيم وبريدة ثم وجدت فيه القبائل المشتركة بين مصر والسودان ضالتها فذهب لأكثر من مناسبة فغني في عدد من محافظات الصعيد المصري من اسوان وحتى قنا ولم يصل القاهرة ..
مدني النخلي : ودالبكري معطوب الوناس السودان
سأل الصحفي الفني بصحيفة الخرطوم ايهاب بشير ذات يوم الشاعر مدني النخلي عن رأيه في ودالبكري فقال له ودالبكري مثله ومثل فنان الامازيغ معطوب الوناس بالمغرب العربي الذي مات مقتولا من أجل قضيته فمن هو معطوب الوناس
معطوب الوناس..الاحتجاج بالنغم
ولد سنة 1956. كان يوصف بـ”الثائر” أو “غيفارا الجزائر”. صار أيقونة التنوير في وجه التشدد، ما كلفه الاختطاف ثم القتل نهاية التسعينات.عرف عن معطوب الوناس إيمانه بالديمقراطية، ونبذه كل أشكال التشدد، كما غنى عن الحب في بداياته، لكنه انتقل إلى انتقاد ممارسات النظم الاستبدادية منتصف الثمانينات، إذ اكتست أغانيه الطابع الاحتجاجي.اغتيل في 25 يونيو 1998، وعقب وفاته سجلت سلسلة من الأحداث الدموية، إذ انتفض سكان القبائل غضبا لمقتله. فودالبكري فنه يحمل قضية أهل الهامش وارتبط بالولايات وارتبطوا به وحمل طابعهم في اغانيه والحانه .. يذكر بأن ودالبكري غني لمدني النحلي أكثر من عمل .
ودالبكري والحرب
يذكر بأن ودالبكري في وقت ما كان يغني في أحد أحياء ام بده الطرفية وعندما يغني أغاني الحماس مثل ( قلبي يا طيب ليك زمن عيان انت ماك طيب ) فاشتد ضرب السلاح فتوقف العازفين عن العزف فقالوا لازم يتوقف ضرب السلاح فيستجيبوا وسرعان ما يعاودوا ذلك فتكرر الأمر فأخرج ودالبكري مسدس ومسكه مع المايك واصبح نفسه يضرب فحمل اي عازف آلته وأتخارج ) الآن مع اندلاع هذه الحرب لم يتوقف ودالبكري عن حفلاته في اغلب ولايات السودان وبالتاكيد مع اطلالة الخريف تتوقف المناسبات مثل الزواج وغيره. ودالبكري حزم امره واختار الزراعة اتجاه منطقة الجبلين ما بين جنوب السودان والسودان بعد ان احيا حفل زواج في مدينة الرنك بأعالي النيل , قرر أن يزرع وقال بأنه منح من المعجبين هنالك مساحة خمسمائة فدان بجانب مساعدته من الشباب المعجب به وانتشرت صورهم في الوساط فهو يحرث الارض ويترنم بأغانيه يناجي الأمطار
(مطر الرذاذ العمة دعاشو سار ألمني يا مطيرة ليه ما تحني يا مطيرة ليه ما تحني
شجر الحراز الخضر ألمي التبلدي مخزن فيهو الطيور المسن والحواري العطشن)
ولكن ودالبكري رغم قناعته بواقعه وتعايشه مع الاحداث إلا الحنين ظل يشده لزملاءه في المهاجر وخاصة أصدقاءه المقربين حيث كتب مغردا قائلا (هاجرت العصافير المغردة وتركت الجدب والمحل خلفها واهازيج من العويل والنواح وافتقدناهم في ساعات الصفاء والمحبة في الله منهم اخي العزيز صديق سرحان الذي اسري الساحة نشوة وحلاوة بعذوبة صوته له التحية)
نسأل الله له التوفيق والسودان وأن يعود السودان آمنا مستقرا وتعود كل الطيور المهاجرة ..