القاهرة _ ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
شدد البروفيسور إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، على ضرورة وقف الحرب في السودان والوصول للسلام الدائم والمستدام حتى تنطلق جهود الإعمار في كل القطاعات وخاصة القطاع الزراعي لتحقيق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار والرفاه. جاء ذلك اليوم خلال جلسة عمل تحت عنوان ( وثيقة افاق اعمار القطاع الزراعي في السودان) والتي نظمت بنادي الزراعيين بحي الدقي القاهرة.
نص كلمة الدخيري أدناه :
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة السفير الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفي عدوي سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية
معالي الوزراء الحضور معنا والمشاركون عبر الزوم
سعادة السفراء والمستشارون
الخبراء والعلماء والمختصون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا نرحب بكم أيما ترحاب باسم المنظمة العربية للتنمية الزراعية أحد أعمدة جامعة الدول العربية في خصوصية التنمية الزراعية والأمن الغذائي وأنقل إليكم تحيات وسلام معالي الأمين العام لجامعة الدول العربي الأستاذ أحمد أبو الغيط وكافة منسوبي الجامعة.
منذ أن تفجر الصراع والقتال في السودان في 15-أبريل-2023م بسبب انشقاق قوات الدعم السريع عن القوات المسلحة السودانية وأعلانها الحرب، عاش الشعب السوداني مآسي جمة فقد ساد القتل والتشريد والنزوح واللجوء لدول الجوار وفقد الناس سبل كسب العيش بسبب الدمار الذي لحق بكافة القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع الزراعي الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذا اللقاء.
لعله من نافلة القول أن للقطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به أهمية خاصة في تحقيق القدر الأوفر لسبل كسب العيش للسواد الأعظم من الشعب السوداني وقد تأثر هذا القطاع بالحرب ودمرت بنياته التحتية ومصانعه وخربت منشآته وهام منسوبوه على وجوههم في أقصى المعمورة فضمر الإنتاج وتأثر الأمن الغذائي وتأثر الأمن الغذائي سلبا بصورة بالغة في السودان وفي دول الجوار ذات الارتباط الوثيق بمنتجات القطاع الزراعي السوداني.
على أثر مالحق بالقطاع الزراعي من دمار وتلافيا لآثار ذلك على الأمن الغذائي بادرت المنظمة العربية للتنمية الزراعية وبدعم من الأمين العام بتقديم مبادرة لدعم الموسم الزراعي بعد شهر من تفجر الأزمة في السودان وأمن عليها القطاع الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية وشملت وركزت على ثلاثة قضاياهي:
أولا دعم الموسم الزراعي من شركاء التنمية حفاظا على الأمن الغذائي والنسيج الزراعي
ثانيا الحفاظ على منظومة الإنتاج والتصويب ها عبر الشراكات خاصة الخارجية (Contract Farming)
ثالثا تنظيم ومأسسة التبادل التجاري عبر الصفقات المتبادلة (المنتجات السودانية المتوفرة مقابل المدخلات المطلوبة)
ركزت المبادرة على الإجراءات الإسعافية المشار إليها آنفا غير أنها وضعت اللبنات الأولى وأسست لمرحلة التعافي المبكر كما أشارت بقوة لمطلوبات إعمار القطاع الزراعي (Relief-to Early Rehabilitation -to Sustainable Recovery ).
وقد اعتمدت المبادرة التطور التدريجي من الجهود الإسعافية للقطاع الزراعي ثم الانتقال لمطلوبات التعافي المبكر وصولا لجهود ومطلوبات إعمار القطاع الزراعي، الحدث الذي نحن بصدده في هذا اللقاء المبارك إن شاء الله.
إذن سعادة السفير الحضور الكريم
نحن بصدد مناقشة الوثيقة الاستراتيجي لإعمار القطاع الزراعي السوداني والتي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بواسطة خبراء مختصين من داخل وخارج المنظمة كمساهمة منها لصالح الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الداعية لمساعدة السودان للخروج من كبوته المتمثلة في الدمار الواسع للإقتصاد السوداني خاصة القطاع الزراعي بسبب الحرب وعدم الاستقرار وانعدام الأمن والسلام في ربوع السودان حيث تمارس الزراعة بكل مكوناتها النباتية والحيوانية والسمكية.
وتتلمس الوثيقة الإطار الاستراتيجي المفضي للتحول المدروس في القطاع الزراعي بناءا على التحليل الموضوعي لما آل إليه الحال جراء الحرب وجراء حالة عدم الكفاءة التي كانت سائدة في القطاع الزراعي.
وعليه وحتى تنطلق جهود الإعمارفي كل القطاعات وخاصة القطاع الزراعي لتحقيق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار والرفاه يكون لزاما وواجبا على الجميع الآتي:
أولا وقف الحرب والسلام الدائم والمستدام بحقه ومستحقاته المرضية للسودانيين جميعا والمعززة له
ثانيا الأمن الاجتماعي والتوافق المجتمعي لأن القطاع الزراعي يوجد في الريف
ثالثا التوافق على مشروع وطني جامع يحقق الاستقرار والرفاه للسودان يكون إعادة إعمار القطاع الزراعي في قلب هذا المشروع لأهميته في تحقيق سبل كسب العيش لغالبية أهل السودان في إطار هذا الطرح المقدم وكافة الأطروحات الأخرى
نرحب بكم مرة أخرى ونأمل أن نمضي قدما في ما خططنا له في هذا اللقاء المبارك والسلام عليكم ورحمة الله