أعلنت قوى سياسية سودانية، اليوم السبت، عن ترحيبها بتصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، فيما يختص بإجراءت تهيئة مناخ الحوار السياسي، داعية جميع الفرقاء إلى وقف التصعيد، وتقديم التنازلات المطلوبة للتوافق الشامل.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني أعلن، مساء الجمعة، عن إجراءات قادمة، بينها مراجعة حالة الطوارئ، وتسريع إجراءات إطلاق سراح المعتقلين، وذلك لتهيئة مناخ الحوار الشامل في البلاد.
وقالت الجبهة الثورية في بيان باسم المتحدث باسمها أسامة سعيد، اليوم السبت، إنها ترحب بتصريحات البرهان، التي جاءت متطابقة مع مبادرتها التي سلمتها للقوى المدنية والعسكرية، وتضمنت خريطة طريق تبدأ باتخاذ إجراءات لبناء الثقة تشتمل على إجراءات من بينها ”إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ورفع حالة الطوارئ“.
وقالت إن الاستجابة بتنفيذ تلك المطالب تشكل بادرة حسن نية وجدية لبدء حوار يفضي إلى تسوية سياسية شاملة، وتابع: ”بالمقابل هناك أيضًا مطالب من القوى المدنية عليها القيام بها في مقدمتها، وقف التصعيد، ونبذ خطاب التهييج السلبي، والقبول بالحل السياسي عبر وسيلة الحوار“.
من جهته قال القيادي في تحالف ”الحرية والتغيير – القوى الوطنية“ يوسف محمد زين، ‘طبقا لـ ”إرم نيوز“، إن تصريحات البرهان مرحب بها، وإن الفعل السياسي الآن يتطلب تقديم التنازلات لأجل التوافق الشامل، مشيرًا إلى أن ”سلطة الأمر الواقع“ عليها القيام بالإجراءات المطلوبة لتهيئة المناخ.
وذكر أن تصريحات البرهان حول إنهاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح المعتقلين، حال تنفيذها ستكون خطوة إيجابية نحو التوافق السياسي المنشود، مشيرًا إلى أن المطلوب من الجميع اتخاذ خطوات إيجابية لاستعادة عملية التحول الديمقراطي.
ودعا يوسف محمد القوى السياسية إلى مراجعة عملها، ونقد تجربتها، وتحمل مسؤولتها تجاه ما جرى وأدى لتعثر الفترة الانتقالية، قائلًا: ”أمامنا مهمة عاجلة وهي الجلوس للتحاور بين جميع الفرقاء السياسيين، وعلينا تقييم تجربتنا والإجابة عن سؤال لماذا وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟، هذه معركة ليس فيها منتصر ومهزوم، أما أن ننتصر جميعًا أو نخسر جميعًا“.
وطالب جميع الفرقاء بالتخلي عن لغة التخوين التي أصبحت عثرة في وجه العمل السياسي، ودفعت الكثيرين من السياسيين إلى الابتعاد عن العمل العام خوفًا من التخوين.
وكان البرهان، قد قال في خطابه بمنزل عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا في أم درمان – حيث أقام مائدة إفطار رمضاني، إنّهم يعملون على تهيئة المناخ للحوار، وأضاف: ”في هذا الخصوص عقدت اجتماعًا مع النائب العام ورئيس القضاء لدراسة الوضع القانوني للمُحتجزين، وتسريع الإجراءات الخاصة بهم، وخلال يومين أو ثلاثة، سيكون المُحتجزون في الخارج بشرط ألا يؤثر ذلك على سير العدالة“.
وأوضح أنه وجّه الأجهزة المختصة لمراجعة حالة الطوارئ، والإبقاء على بعض البنود الخاصة بحالة الاقتصاد وغيره مما يساعد على تهيئة المناخ للحوار، مضيفًا: ”نسمع أحاديث عن وحدة قوى الثورة، ونحن سعيدون بذلك، لأنه يساعد على سرعة التوافق“.
وأكد البرهان أنهم مُستعدون للإبقاء بعيدًا عن المشهد حال اتفاق القوى السياسية على الجلوس الى طاولة الحوار، وقال: ”مستعدون في حال اتفاق القوى السياسية وقالوا لنا اقعدوا .. نحن سنقعد؛ ونقول لهم امشوا قدام ما دمتم متفقين“.
ويوم الخميس، أعلن مجلس حكماء السودان، عن توحيد جهود 35 مبادرة لحل الأزمة الراهنة، في وثيقة السودان الدستورية 2022، وفقًا لما نقلته الوكالة الرسمية في البلاد (سونا).
وكشف العضو في المجلس محمد حسين أبو صالح، عن ”التوصل إلى إعادة صياغة الوثيقة الدستورية، والترتيب لعقد مؤتمر، الأسبوع المقبل، للتوقيع عليها بعد مشاورات مع الاتحاد الأفريقي ومبعوثه محمد ود لبات، وقوى سياسية و 4 تحالفات ضمت أكثر من 200 جهة حزبية وطرق صوفية“.
وأكد أبو صالح أن ”الوثيقة الجديدة لا تقصي أحدًا شارك في الثورة، وتضمنت تكوين حكومة تكنوقراط راشدة وحكيمة بمواصفات مهنية، يتمتع أفرادها بمهارات قيادية، تم وضع آلية لاختيارهم بشفافية، وتمارس خطابًا سياسيًا يمنع الاستقطاب“.