(عشاء الوزير) المثير يرفض أن يكون الاخير!
قصة خبرية : عبدالباقي جبارة
وزير الداخلية السابق حامد عنان ، الجهة التي نشرت سيرته القذرة ليست المكونات الرافضة للحرب، ولا الخصوم السياسين الذين يضمرون شرا للاسلاميين ومعسكر الانقلابيين حكام هذه المرحلة ، الرجل يعد من الحلقة الضيقة لقائد الجيش رئيس حكومة الامر الواقع ببورتسودان، ويقول المراقبون بأنه أي عنان تم اختياره بعناية لوزارة الداخلية من قبل البرهان وهو من القلائل الذين يحظون بالثقة المطلقة من الرجل الذي يصفة انصاره ب ( الكاهن) . وعندما حمى الوطيس وفر هاربا حرق ( مراكب العودة) بصمته تجاه الاتهامات الخطيرة التي وجهت له ، واخطرها على الاطلاق ليس علاقته الحميمة مع قائد الدعم السربع ( حميدتي) او الملفات المالية أو قمع الثوار، فحسب وهذه مبررها جاهز بان حميدتي كان نائب رئيس مجلس السيادة وبقية الملفات دمها مفرق اكيد لكن الخطورة ارتبطت بعمان ببيعه وطن كامل لما يسمى ب ( عرب الشتات) هذه العبارة التي تعد إحدى رافعات ( حرب الكرامة) ، عنان متهم مباشرة بتمليكهم ماكينات الرقم الوطني ( الهوية القومية) للسودانيبن ، ومن يملكها فهو مواطن بالاصالة وليس بالوكالة، فإن صح هذا الاتهام لا يمكن أن يتم تذويب هذا البلاغ الذي دُون في محكمة الرأي العام السوداني بالتقادم وسيكون لزاما على أي حكومة وطنية فتحه في أي مرحلة من المراحل..
السؤال الذي يطرح نفسه كيف طفت سيرة الوزير الهارب مجددا على السطح، الشواهد والاحاديث المسربة تقول الرجل اعتمد على عامل الزمن واعتقد عشرين شهر مع اهوال الحرب الدائرة حتى الآن كفيلة بنسيان قصة هروبه الشهيرة ، وخاصة قصة الهروب لم تكن مجرد اشاعة بل تمت اقالته بسببها عندما تم الضغط على ابن سرحته البرهان فكان قرار اقالته إقرارا بهروبه ، وسجل هو اعترافا به بصمته عليه ، رغم أن كل هذه الاحاديث عنه كانت في الهواء الطلق، النقطة الثانية التي عوّل عليها هي عصبية القبيلة وعلاقات المناطقية التي حاولت تشفع له لدى البرهان، أو الاصح البرهان كان يريد تمهيد وسط الرأي العام ليجد عنان القبول من جديد.
فكان تسريب صورة العشاء للوزير العائد الهارب وسط قيادات الشرطة وبثها في الوسائط لا يرغب فيه بأن يكون العشاء الأخير، بل فتح (مطابخ العودة) لموائد عديدة، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي الانفس فأصبح عشاء مسموما سيقضي على مموله ومعده وطابخه وآكله، وجرّ وراءه مصائب لن تنته قريبا، ابرزها بأن العشاء وضّح كيف تدار هذه الدولة العشائرية ثم استدعى هذا العشاء الذاكرة القريبة لهروب الوزير، وجعل ملفاته القذرة تطفو على السطح مجددا، والاهم من ذلك هذا الوزير ومن يقف وراء خُطة عودته وضعوا انفسهم في ( شرك ام زريدو) فهل سيهرب مجددا ام يظل بالداخل ويضع الجميع في حرج اما ان يطبقوا فيه القانون واما يصبح سابقة لحلفاء هذه المرحلة وكل قبيلة تحمي اولادها.. وهذا العشاء يرفض ان يكون الأخير..!!!!