طبيبة تكشف عن انتحار عدد من المغتصبات في السودان
القضارف: محمد سلمان
رسمت اختصاصي النساء والتوليد بوزارة الصحة بولاية القضارف، المتطوعة في قضايا العنف ضد المراة، دكتورة هناء بن عوف، صورة قاتمة لأوضاع بعض الناجيات النازحات ممن تعرضن للاغتصاب من قبل مليشيا الدعم السريع.
وذكرت دكتورة هناء، أن أكثر من (100) حالة اغتصاب ترددن عليها بالعيادة بغرض طلب العلاج، وقالت “بعض الناجيات ممن تعرضن للاغتصاب للأسف انتحرن.. وبعضهن حاولن الإنتحار”، ونبهت هناء للآثار النفسية والاجتماعية، والجسدية والجنسية المترتبة على العنف الجنسي، من “اكتئاب، خوف، قلق، لوم الذات”، وغيرها من اعتلالات مابعد الصدمة.
ودعت دكتورة هناء ابن عوف، خلال ورقة قدمتها، في ورشة المناصرة الإعلامية لقضايا العنف ضد المرأة والطفل، التي نظمتها وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بالولاية، بالتعاون مع منظمة بلان العالمية السودان، دعت لضرورة محاربة الوصمة للناجيات ممن تعرضن للعنف الجنسي، لضمان وصولهن لمراكز العلاج الطبي والنفسي، ومراكز الدعم الإجتماعي، وأوضحت ابن عوف، إن برنامج الإحالة الذي تعتمده وزارة الصحة بالولاية، ينص على معالجة الحالة بطريقة تحافظ على السرية والخصوصية.
وشددت اختصاصي النساء والتوليد بالقضارف، على ضرورة المعالجة الفورية للعنف المبني على الجنس، ومعالجة الإصابات الناجمة عنه، والحرص على أدوية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، ومراجعة مركز الصدمة النفسية بالمستشفى إن دعا الأمر ذلك.
ونوهت إلى أن إدارتها بمستشفى النساء والتوليد بالقضارف، تقدم خدمات مقابلة الطبيب للناجيات على مدار اليوم مجانا، داخل المستشفى أو بالعيادة الخارجية، إضافة إلى تقديم العلاج مجانا، بجانب حبوب منع الحمل الطارئة، وحبوب الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا.
وثمنت في هذا الخصوص دور المنظمات ووزارة الصحة بالولاية في الإهتمام بقضايا العنف ضد المرأة وتوفير الدعم.
وأوضحت دكتورة هناء أن هناك ممرات لنظم الإحالة بالتنسيق بين القطاعات والمؤسسات الصحية والاجتماعية بالولاية، تبدأ بمستشفى النساء والتوليد، ثم مركز الطب الشرعي حسب الحالة، ومركز الصدمة النفسية في حالة وجود صدمات نفسية، أو المتابعة عبر برنامج إدارة الحالة بوحدة العنف ضد المرأة والطفل، ونوهت لوجود بروتوكول للعلاج يتضمن الصحة الجسدية والنفسية، والدعم الإجتماعي، والأمن والسلامة، وأكدت تمكنهم من علاج الكثير من الحالات عبر البروتوكول المتبع.
في السياق، كشف دكتور اختصاصي الطب الشرعي، عبد الرحيم محمد صالح، عن تسجيل (342) حالة اعتداء جنسي خلال الفترة الماضية، حتى الخميس، بمركز الطب العدلي بالمستشفى المركزي بالقضارف، وقال إن معظم تلك الحالات من النازحات الناجيات من الحرب.
بدوره، قال ممثل النيابة العامة، مولانا إبراهيم الناجري، إن معظم حالات الاغتصاب التي وصلت للنيابة، كانت مبنية على العنف الشديد، وذكر أن الضحايا في معظم تلك الحوادث لم يتعرفن على الجناة، لعدد أسباب من بينها “لبس الكدمول” لأفراد مليشا الدعم السريع، وتحفظ على ذكر أرقام بلاغات الاغتصاب المسجلة لدى نيابة القضارف.
من جانبها، قالت رزان عوض الضو، الباحثة الإجتماعية بوحدة العنف ضد المرأة بوزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بولاية القضارف، إن الوحدة تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات إدارة الحالة، مع الإلتزام القاطع بالخصوصية.
وأضافت رزان، إن الكثير من الحالات لم تصل إلينا مما يتطلب عملا مضاعفا للوصول للحالات لعلاجها، ومنع المضاعفات والآثار المترتبة على عدم العلاج.