نيروبي – صديق الدخري
نفت قوات “الدعم السريع” مسؤوليتها عن ارتكاب أية انتهاكات ضد المدنيين، ووصفت الحديث عن ذلك بأنه دعاية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس وفد التفاوض عمر حمدان في مؤتمر صحافي اليوم (الإثنين)، بالعاصمة الكينية نيروبي إنهم “لا يرفضون السلام، لكن هذا يتوقف على مبادرة جادة وبضمانات دولية يمارس فيها المجتمع الدولي ضغوطاً على الطرف الآخر في النزاع”.
خيارات مفتوحة
وبشأن الوضع في مناطق سيطرة “الدعم السريع”، أشار حمدان إلى أن “هناك حاجة ماسة لتشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا، وخياراتنا مفتوحة حيال ذلك.
وأوضح أن “قوات “الدعم السريع” لم تشعل الحرب وليست لديها مصلحة في استمرارها، والمستفيد الوحيد هو المؤتمر الوطني.
وبشأن أحداث ولاية الجزيرة، أفاد حمدان إن “الولاية كانت آمنة، لكن المتمرد المنشق من قواتنا، أبو عاقلة كيكل، قام بتسليح عدد من المواطنين، وحدد ساعة صفر لانتفاضة داخل الإقليم، وعندما اكتشفنا أمره فر، فأدت المواجهات بين قواتنا مع المدنيين “المسُتنفرين” إلى نزوح كبير من المواطنين.
وحذر رئيس وفد التفاوض بالدعم السريع سكان ولاية الجزيرة وبقية أقاليم السودان من الانجرار وراء عمليات التسليح التي دعا إليها قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.
نفي تام
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم قوات “الدعم السريع” محمد المختار : قمنا بتوثيق حالة اغتصاب واحدة فقط في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، على رغم نتائج الأمم المتحدة التي تشير إلى مستويات مهولة من العنف الجنسي، بما في ذلك اختطاف النساء والأطفال لاستعبادهم جنسياً.
ورفض مختار هذه النتائج واصفاً إياها بأنها “دعاية على وسائل التواصل الاجتماعي”، وقال إن “الدعم السريع” أجرت فحوصاً طبية على النساء للتحقق من مزاعم الاغتصاب.
وقال المختار إن قرار مجموعة بورتسودان بتغيير العملة يقسم البلاد، وهذا أمر مرفوض وإجراء غير سليم في ظل عدم وجود حكومة في البلاد.
وتابع : قوات “الدعم السريع” سبق أن أصدرت بياناً منعت فيه التعامل بالعملة الجديدة في مناطقها، ورحبت باستخدام الدولار الأميركي، ويمكننا التداول به في مناطق سيطرتتا.
وقف الحرب وإحلال السلام
على الصعيد نفسه، أكد مستشار قوات “الدعم السريع” عز الدين الصافي أن “للتعامل مع مسألة الانتهاكات يتعين علينا وقف الحرب، ولهذا السبب فنحن مستعدون لوقف الصراع المسلح اليوم قبل الغد.
مشيراً إلى أن القوات انضمت بصورة كاملة إلى مبادرات سلام دولية عدة، وملقياً باللوم على الجانب الآخر في “تقويض كل الجهود”.
وتابع، “على رغم السيطرة على أجزاء كبيرة من السودان فإننا نظل ملتزمين بشدة بوقف إطلاق النار الفوري على مستوى البلاد، وضمان مرور المساعدات الإنسانية وإنشاء ممرات آمنة للمدنيين وعمال الإغاثة”.
قتل المدنيين والحرب الأهلية
وفي شأن قصف الطيران، اتهم الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض محمد المختار الجيش باستخدام الإغاثة سلاحاً ضد المدنيين، إذ حرم نحو (30) مليون نسمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” من وصول المساعدات الإنسانية إليها.
وقال إن حصيلة القصف الجوي للطيران الحربي بلغت 2873 قتيلاً و2320 جريحاً، كما دمر 4321 منزلاً في عدد من المناطق في كل من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.
وأضاف : رصدنا استخدام الطيران قنابل زنة 250 كيلوغراماً، وهي محرمة دولية، وأدت إلى اختناقات وسط المدنيين نتيجة استخدام الغاز السام.
وقال إن قائد الجيش الفريق البرهان يسعى إلى تحويل الصراع إلى حرب أهلية بتسليح المدنيين في شمال السودان والجزيرة، ما تسبب في الأحداث التي شهدتها منطقة شرق ولاية الجزيرة.
وأكد المختار أن قواتهم أعادت الاستقرار للمنطقة، بعد إخراج القائد المنشق أبو عاقلة كيكل والمقاتلين المدنيين الذين جرى استنفارهم وتسليحهم من قبل الجيش، ولكن بعد تجريدهم من السلاح الذي تلقوه من الجيش.