بكل أسى بلغنا رحيل واحد من أبرز شهود عصر الصحافة السودانية في عهدها الحديث العم ( تلفون) لم يكن صحفيا ولم يكن كاتبا ولا مالكا لصحيفة ، بل مجرد عامل بسيط بالغراء صحيفة الوطن وأي عامل نعني هذا الانسان الخلوق المهذب العطوف ، بل هو خزينة اسرار مجتمع الصحافة السودانية، حيث رعى اجيالا من الصحفيين وهم يافعين حتى اصبحوا نجوما في مختلف الصحف الداخلية والخارجية ويشار إليهم بالبنان، ومنذ ثمانينات القرن الماضي الذي شهد تأسيس صحيفة الوطن على يد الراحل الاستاذ / سيد احمد خليفة الذي اصبح تلفون واحد من افراد أسرته واحسن معاملته وأصبح ابناءه كانهم ابناءه بالضبط ، وكل الصحفيين الذين مروا بشارع الجراند وسط الخرطوم يعرفون العم تلفون هذا الرجل العصامي الذي عرف بنزاهته وعفته وتصالحه مع الجميع ، حتى اصبح تلفون يمثل ذاكرة لكل مجتمع الصحافة، ورغم انتماءه للجزء الٱخر من سودان المليون ميل مربع إلا أنه تمسك بأن يكمل حياته بالخرطوم التي نشأ وترعرع فيها ولم يذهب بعد الانفصال . وظل مرابطا بمقر صحيفة الوطن حتى اندلاع حرب ١٥ ابريل وظل محاصرا وتم إجلاءه بعد ثلاثة ايام ومن ثم غادر الى مدينة كوستي حتى لقي ربه فيها قبل ثلاثة ايام وهو يعاني المرض والمسغبة ويصبح في اعداد ضحايا هذه الحرب اللعينة… ونحن إذ ننعيه نتوجه الى الله عز وجل ونقول له بأن تلفون عبدك وانت ربه والٱن بين يديك ، ونشهد له بحسن الخلق والمعاملة وطيب المعشر وانت ربه اولى به .. وخالص التعازي لاسرته ومعارفه وكل من له صلة به ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون
رئيس التحرير
عبدالباقي جبارة