محمد آدم.. يكتب.. نيالا.. العودة لمربع الاغتيالات.. قصة حزينة مقتل المعلم ( عثمان) ..!
خلد إلى النوم مبكرا ، بعد مقاومته لآلام داء الملاريا المنتشر في أرجاء المدينة، ، قرر عثمان عبدالله خليل المعلم بالمرحلة الثانوية ، الاستلقاء لفترة قصيرة ريثما يسرى مفعول الدواء إلى أجزاء جسده المنهك … حتى يتمكن الدخول في سبات عميق بمنزله ضمن السكن المخصص للمعلمين داخل مدرسة جنوب دارفور الثانوية النموذجية( كاشا الثانوية)، بحي النهضة مربع (٢) .
في تمام الساعة الحادية عشر ، من ليلة يوم أمس ” الجمعة”، ،تسلل لص داخل بيته وشرع فور اقتحامه ننزل الاسرة غرفة الأبناء وحاول كسر قفل الغرفة ،فشعر الأبناء بحركة غير عادية ، ففزغ الأبناء وقاموا بمناداة والدهم بالغرفة المجاورة ،فهرع الأب لنجده أطفاله حاملا في يده “عصا”، عقب خروجه كان في مواجهة مع اللص ،بعد ما فشل الاخير في الهرب ، فاستطاع رب المنزل محاصرة اللص ،، ولكن اللص لم يكن وحده فهناك مجموعة مسلحة مكونة من ثلاثة آخرين كانوا داخل مباني المدرسة وتحديدا خلف منزل المعلم المقصود مباشرة ،، فبعد ما تأكد اللصوص أن رفيقهم لمن يتمكن من الهرب ومحاصرة عثمان له ، ما كان لهؤلاء القتلة الا ان صوب احدهم بندقيته صوب جسد الفقيد عثمان واطلق عليه الرصاص (رصاصتان اخترقت صدره بينما اخترقت الثالثة الرأس وخرجت بمؤخرة الرأس، سقط الأستاذ في الحال جثة هامدة غارقا في بركة من الدماء ولاذ القتلة بالفرار، ، بينما تعالت أصوات صراخ زوجته وأبنائه طالبين النجدة، فخرج بعض من يجاورنهم السكن لإسعاف القتيل ولكن وجدوه قد لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة ، وتدثر الحي بثوب السواد منذ الصباح الباكر حزنا على هذه الفاجئة .
ولم تكن هذه حادثة اغتيال وحيده في الفترة السابقة بل سبقتها محاولات كثيرة نتجت عنها اصابات بالغة بغرض النهب المسلح ، فلولا لطف الله وعنايته لكان هؤلاء المصابين في عداد الموتى..
تشهد مدينة نيالا، هذه الأيام حالات فوضى وانفلات أمني غير مسبوق خاصة في المناطق المجاورة للأسواق، حالات خطف ونهب يقوم بها لصوص يمتطون سيارات صغيرة وآخرين يفضلون تنفيذ هذه العمليات عبر الدراجات النارية “المواتر”،، وفي أغلب هذه الأحداث الجاني يكون مجهول،،، والآن انتقلت المدينة الى مربع الاغتيالات داخل المنازل بهدف السرقة وعندما يدافع صاحب المنزل عن نفسه يتعرض للتصفية الجسدية ..
نيالا .. إلى اين ؟!
وداعا أستاذ
خالص التعازي والمواساة لزوجته وابنائه وزملائه وطلابه وذويه ومعارفه وان يربط على قلوبهم ويلزمهم الصبر
إنا لله وإنا إليه راجعوراجع