أن تعود أرض السودان “حُباً وإبتساما” بعد خروجھا قوية، من ذرة ھي حبلي بالعدم.
وفق تعبير شاعرنا محمد المھدي المجذوب الذي يوافق قولا للاستاذ محمود جاء قبيل أعدامه باسابيع شارحا حال السودان الذي شھدناه الآن تقريبا، ومبشرا كالمجذوب بما يمكن أن يكون عليه حال البلاد بعد انجلاء غبار ھذه الحرب اللعينة.
روي ھذا الحديث د. تاج السر الترابى في أواخر ديسمبر ١٩٨٤م قائلا: “اذكر إنني كنت موجودا في جلسة حوار فكري بمنزل الاستاذ محمود محمد طه، قبل إصدار منشور الفكرة الجمهورية الشهير (هذا أو الطوفان).
تناول الحوار الفكري موضوعات عديدة، ولكن ما لفت إنتباهي وكل تركيزي، مقولة الاستاذ محمود: إذا علمتم “بأحداث” و “ثمن” تكلفة إنتزاع وإقتلاع جماعة “الهوس الديني” من جذورهم، من أرض السودان، لما تمنيتم أن تدركوا ذلك الوقت.
فسأل أحد التلاميذ الأستاذ عن تصوره لشكل تلك ألاحداث، رد عليه الاستاذ: (البلد دي، راح تكون في حالة “دمار شامل” و “خراب كامل”، خاوية علي عروشها، حتي تقنعوا من خير فيها، ثم بعد داك، تعمر.
وتلي الأستاذ محمود علي تلاميذه: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً، فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ، اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ، وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ).
وبعد “العمار” أردف الأستاذ:
يجيء عليكم خير، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
يجيكم خير الدنيا بجنة الله في الارض”.
-ونواصل-