الوئام – خاص : ترياق نيوز
في أحدث تطور للأزمة السودانية، أعربت وكالات الأمم المتحدة عن مخاوفها من وقوع مجاعة في شمال دارفور، مع وقوع وفيات بين الأطفال في مخيمات النازحين، بسبب سوء التغذية الحاد، نتيجة الصراع السوداني المستمر لأكثر من 15 شهرا.
وحذرت لجنة استعراض المجاعة التابعة للأمم المتحدة، من الأوضاع الإنسانية وسوء التغذية الحاد الذي وصل إليه النازحون، بسبب الصراع في السودان، وعدم وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، لافتة إلى أن الأوضاع الإنسانية في مخيم زمزم، الذي يُؤوي أكثر من 400 ألف نازح، تجاوزت عتبة المجاعة.
ويتحرك المجتمع الدولي على الجانب الإنساني والسياسي والدبلوماسي، عبر طرح مبادرة أمريكية لإجراء محادثات ومفاوضات في 14 أغسطس المقبل، بمدينة جنيف السويسرية، بين الجيش السوداني والدعم السريع، بهدف إنهاء الحرب.
وفي السياق، يرى الكاتب الصحفي الجميل الفاضل، المحلل السياسي السوداني، أنه لم يعد أمام الجيش السوداني اليوم، فسحة للالتفاف أو المناورة، فقد أُحكم الطوق حوله، وحوصر دبلوماسيا، إلى درجة يمكن أن نقول فيھا إن كل الطرق تؤدي الآن إلى محادثات جنيف.
ويؤكد الجميل الفاضل، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن المبادرة الأمريكية قد صُمّمت بعناية فائقة ودقيقة، وفق صيغة متكاملة لا تقبل الأخذ والرد، موضحا أن رفع مستوى التمثيل الأمريكي على طاولة المبادرة إلى مصاف وزير الخارجية الأمريكي ومندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، يشير إلى جرّ رؤوس كبيرة للمشاركة في المفاوضات.
ويضيف المحلل السياسي السوداني أنه بالنسبة إلى “المجاعة”، فالجوع أصدق أنباءً من كل بيانات مركز التنصيف الدولي للأمن الغذائي، الذي أعلن قبل أيام قلائل عن المجاعة في السودان، وھو بالطبع أول إعلان من نوعه على مستوى العالم يصدر منذ 7 سنوات، بل ھو الإعلان الثالث عالميا الذي خرج للناس، بعد إعلانات عن مجاعة مماثلة في الصومال عام 2011، وفي دولة جنوب السودان سنة 2017.
ويتابع الفاضل: “بعد أن أعلن مركز التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، الذي يضم أكثر من 12 وكالة من وكالات الأمم المتحدة، إضافة لھيئات إقليمية ومنظمات إغاثة، عن المجاعة في السودان، دعت مفوضية اللاجئين، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، لتحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان”.
الكاتب الصحفي ينهي حديثه مشددا على أن العنف وضع 48 مليون سوداني في رحى الحرب، ليرمي 25 مليونا منھم في بئر “المجاعة” مباشرة، وهناك أيضا 22 ألف طفل مهددون بالموت جوعا، إضافة لـ55 ألف طفل آخرين بحاجة لعلاج شهري من سوء التغذية، إلى جانب مليون طفل باتوا يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد، فضلا عن 19 مليون طفل ھم الآن خارج النظام التعليمي.