حقيقة لم نهتم كثيرا بالتعليق على حادثة اقتحام مبنى التلفزيون القومي ببورتسودان من قبل مجموعة محسوبة على مكون قبلي.. لكن مهما كان موقفنا من حكومة الأمر الواقع في بورتسودان يحز في انفسنا ان نرى وطننا في موقف يرقي لدرجة الفضيحة، رغم أنني اتفق مع الذين ذهبوا بأن هذه الزوبعة مفتعلة لتحقيق اهداف دنيئة، بلا شك لو تم بحث وراءها بدقة سيكون من خلفها شخص واحد او شخوص لا يتعدوا اصابع اليد الواحدة، لا يهمهم ما يحل بهذا الشعب من نوازل غير ذواتهم ومكاسبهم الشخصية.. والحادثة برمتها اعتقد درس رباني لابراهيم البزعي لموالاته الانقلابيين والشهادة لله هو اكثر الاعلاميين قومية ويكاد يكون اي سوداني يجد نفسه فيه ، ولكن خدم بخبرته الكبيرة هذه وثقافته العالية فئة محددة تريد تشبع رغبتها في السلطة عبر الانقلابات ووجدوا ضالتهم في الضعف الباين في مقدرات البزعي الادارية.. ولذلك ما حصل بقدر ما هو دليل براءة له لكن الرأي السالب وسط الكثرة باهلنا بشرق السودان ستستغل لقتل شخصيته ومهما علت اصوات الخبراء والعلماء في تبرير ساحة البزعي ستضيق عليه الارض بما رحبت، لان السواد الاعظم من اهل الشرق تمت تعبئتهم ضده، بل ليس ضده هو فقط ولكن انه خنجر مسموم ارتد على الانقلابين الذين استخدموا لاغلاق الميناء لتجويع الاطفال وموت المرضى واضعاف السودان الى الابد من اجل اسقاط حكومة مدنية ، وحصاد هؤلاء القوم أي اهل الشرق بيانات وتهديدات باسم القبيلة من اجل تحقيق قضايا اهل الشرق التي تلاشت حتى من البيانات واصبح كل همهم أن لا تتمدد الحرب للشرق الحبيب بل انتقلت لهم الحكومة الانقلابية لتشاركهم الخدمات القليلة المتوفرة لاهل الشرق بل نصيبهم لا يتعدى ما يفيض عن حاجة الحكام الهاربين من الخرطوم وما زال الهتاف المحبب ( ترك مرق) ولو سألتهم اذكروا انجاز واحد فقط لصالح انسان الشرق لا شئ .. وما زالت الفتن تترى ولا اعتقد هذه المشكلة ستستمر كثيرا بل ستتحقق لكم مطالبكم يا اهلنا البحا باقالة البزعي ما كتيرة عليكم و( زينب) تلبس زي قومها كما ارادت ولكن ثوبها بأي طريقة لبسته لن يستر خور حكومة بورتسودان ولا يغطي فساد مسؤلي حكومة الامر الواقع ( بائعة الاغاثة) وهذا الثوب لا يكفي لغطاء مصابي حمى الضنك في بورتسودان وكذلك لا يصلح ليكون درع واقي لساحل البحر الاحمر لتقسيمه قواعد على الدول العظمى.. لكن فقط سيلهي انسان الشرق بأنه حقق انتصار، وفرض إرادته بأن تلبس زينب زيها البيجاوي ( يا ادروب ما دام مفتاح عندك شنطة خليهو يقع) والقطر ماشي..
لكن الاهم من ذلك في هذه الحادثة بالذات والنقطة التي لم يلاحظها الجميع لماذا شلة متظاهرين اقتحموا التلفزيون وجلسوا على اسطح الترابيز دون ان يعترضهم رجال الامن.. وهل كان بامكانهم اذاعة الييان الاول والاطاحة بحكومة البرهان؟! ام ان هنالك تواطوء متفق عليه.. وخاصة الاجهزة الامنية تترصد الصحفيين في كتابة اي كلمة تمس هذه الحكومة ؟! .