نقابة الصَّحفيين السٌّودانيين .. الحلم الذي أصبح حقيقة .
بقلم: محمد مصطفى الياس-مرشح سابق لنقابة الصَّحفيين السٌّودانيين.
تقرير : محمد المصطفى
<1>
نجحت نقابة الصَّحفيين السٌّودانيين في إنجاز الكثير من الملفات المعقدة في ظل استمرار الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، حيث أنجزت العديد من الملفات المعقدة والشائكة، هذه النقابة الوليدة ظلتّ في حالة متابعة ورصد وادانة، لما ظل يحدث لعضويتها من إنتهاكات من قبل طرفي الصراع، حيث شكلت حائط صد منيع لأي جهة تصادر حرية الصحافة، وهضم حقوق الصحفيين ومنعهم من ممارسة عملهم الصحفي، على الرغم من توقف معظم المؤسسات الصحفية من الصدور واغلاقها بشكل كامل، خاصة بعد اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل نيسان 2023م الماضي، حيث نجحت في احداث اختراق ونتائج ملموسة في ملفات الدعم الاجتماعي وتفقد أحوال الزملاء والزميلات الصحفيين المحاصرين في مناطق الصراع والقابعين في مناطق بعيدة ونائية، كذلك الموجودين في مراكز دور إيواء النازحين بالمدن وفي العواصم العربية والافريقية ، حيث عملت على حل الكثير من المشاكل، وكان الزميل وليد النور الأمين الاجتماعي للنقابة الدينمو المتحرك، متفقداً لأحوال الجميع، وعمل على إيصال الدعم للزملاء والزميلات، ونجح أيضاً في مساعدة امين التدريب بالنقابة الزميلة هانم آدم حسين، في تنظيم العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في الإعلام لمنسوبي النقابة بالدخل والخارج.
<2>
وخلال الأشهر الثمانية الماضية نجحت نقابة الصَّحفيين السُّودانيين في تنفيذ عدد من البرامج والمشروعات المختلفة لاسيما في مجال التدريب وإعانة المرضى وتقديم العون القانوني واحداث اختراق في ملف العلاقات الخارجية للنقابة مع النقابات النظيرة، حيث نشطتّت كافة سكرتاريات المكتب التنفيذي في العمل وقيادة الجهود التي تجعل النقابة حاضرة وفاعلة في الوسط الصحفي، ونفذت النقابة دورات تدريبية متخصصة في عدد من مدن البلاد الآمنة حضرها عدد كبير من الصحفيين العاملين بالمؤسسات الصحفية المختلفة مثل الاذاعة والتلفزيون ومراسلي الصحف بالولايات، واشتملت عناوين الدورات على السلامة المهنية والتغطية الصحفية أثناء النزاعات والآثار النفسية للحرب، وكيفية محاربة خطاب الكراهية والأخبار المضللة والشائعات، إلى جانب البرامج التدريبية الأخرى، حضرها أعضاء مجلس النقابة بالخارج في كل من القاهرة وأديس ابابا وكمبالا، كما عملت النقابة على تنفيذ مشاريع أخرى مثل توفير الدواء للمرضى خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، والمساهمة في علاجهم فضلاً عن مساعي سبق وان قادتها النقابة لتوفير معدات العمل المطلوبة لعدد من الصحفيين وغيرها من البرامج التي أكدت علو كعب النقابة وقدرتها على مواجهة التحديات وخدمة القاعدة الصحفية، رغم التحديات الجسام والظروف الغير مساعدة التي جابهتها في الفترة الماضية الا انها نجحت في احداث اختراقات مهمة لمنسوبيها .
<3>
وكان لنقابة الصحفيين والتي انتخبت في أغسطس من العام 2022م، دوراِ كبيراً في ارثاء ثقافة العمل النقابي بالبلاد، عقب حل أحر نقابة منتخبة للصحفيين في العام 1978م، وتم حلها في العام 1989م من قبل نظام الإنقاذ الشمولي، والذي استمر لمدة ثلاثين عاماً.
ستكون للنقابة دوراً في ترقية وتطوير المشتغلين في مهنة الصحافة السودانية وفي تطوير المهنة والنهوض بها، لكنني مع ذلك، أدعو بصفتي عضواَ في نقابة للصحفيين -العمل على ترقية المهنة -، وكذلك أدعو الزملاء والزميلات الصحفيين العاملين بدول المهجر، لدعم مشاريع النقابة وحماية المهنة من كافة أشكال التعدي والماس بحرية الصحافة، ورفضرجميع أشكال الرقابة الأمنية،كما أنه لابد من فتح فرص للزملاء الصحفيين للعمل بالمؤسسات الصحفية بالخارج وتدريبهم، والعمل على إعادة دور الصحافة لسابق عهدها في الدفاع عن الحريات وحماية المجتمع من الاخبار المضللة والشائعات ومحاربة خطاب الكراهية . ولدي اقتراحات مبنية على تصورات الهياكل المهنية الحقيقية للصحافة التي تحفظ المهنة وأبناءها بمعايير دولية راقية تقف مع الصحفيين في الدفاع عن منسوبيها والوصول إلى صيغة مشتركة مع الناشرين وملاك المؤسسات الإعلامية في كيفية علاج مشاكل رواتب العاملين بتلك المؤسسات الصحفية ودفع المتأخرات، بجانب ترقية المهنة ورفع مستوى المشتغلين بها.
<4>
يذكر ان نقابة الصحفيين السودانيين نالت عضوية الاتحاد العالمي للصحفيين ومقره لندن، ويعمل الاتحاد على الارتقاء بمهنة الصحافة والإعلام في العالم العربي والعالم ككل، وتعزيز دور الصحفيين والإعلاميين بوصفهم الفاعليين الأساسين في المجتمع الديمقراطي، وتعزيز التعاون بين الصحفيين والإعلاميين ودور الصحافة لخلق بيئة إعلامية متزنة وملتزمة بالضوابط المهنية، وخلق مناخ آمن ومستقر يعزز من حرية الإعلام والصحافة مع الحفاظ على حقوق العاملين المهنية، والقيام بنشاطات وخدمات تدريبية وتثقيفية للأعضاء، ليكون الإعلام أداة تطوير وتغيير نحو الأفضل في كافة مجالات الحياة.
وكانت نقابة الصَّحفيين السُّودانيين، اصدرت بياناً في الثالث من مايو الجاري ببمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة،”أطلت علينا ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، وبلادنا ما تزال ترزح تحت وطأة الأحزان والأشلاء والدمار بعد دخول الحرب في بلادنا عامها الثاني.
<5>
لم يكن حملة الأقلام، حملة مشاعل النور بدعاً من أولئك الذين لاقوا رهقاً من الحرب الطاحنة وويلاتها، حيث واجه الصحفيون والإعلاميون في السودان أوضاعاً وظروفاً تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق طيلة مسيرة الصحافة في السودان الممتدة لما يزيد عن القرن.وإذ تؤكد نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بأن حرية الصحافة ليست مجرد حق للصحفيين بل هي حق للمجتمع بأسره، تدعو الجميع لتعزيز وحماية هذا الحق الأساسي، وتؤكد على أهمية ضمان بيئة عمل آمنة ومواتية لجميع الصحفيين، حيث يمكنهم تأدية دورهم بحرية وبدون خوف من الانتقام أو التهديد.
إن ما يحدث فعلياً هو أن الصحفيين يتعرضون إلى كل صنوف الانتهاكات منذ بداية الاقتتال بين طرفي الصراع في الخرطوم والتي بلغ عددها نحو 400 حالة انتهاك موثقة منذ بداية الصراع في 15 أبريل من العام الماضي وحتى هذا اليوم من بينها 6 حوادث قتل.
وبعد مرور عام على الحرب في السودان أُجبر مئات الصحفيين والصحفيات، على مغادرة مناطق النزاع المسلح، ثم الوطن بحثاً عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة لهذا الطرف أو ذاك، مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت وفقاً لمزاج طرفي الصراع، فيما يواجهن الصحفيات بصورة خاصة مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع.
لقد تسبب العنف الموجه ضد المدنيين عامة والصحفيين بشكل خاص في تقلص أعداد الصحافيين الموجودين في المدن والولايات التي شهدت مواجهات مما دفعهم للنزوح واللجوء، وهو ما أدى لحالة من الإظلام الإعلامي بعد أن تناقص عدد الصحفيين في العاصمة الخرطوم إلى أقل من 100 صحفي وصحفية، بينما لا يتجاوز عدد الصحفيين الموجودين في ولايات دارفور 60 صحفياً وأقل من 20 آخرين بولاية الجزيرة وذات الأمر ينسحب على ولايات كردفان.
<6>
أمام هذا الوضع المزري بات الصحفيون والصحفيات فى مناطق النزاع، والمناطق التي تقع تحت سيطرة أحد طرفي الحرب لا يستطيعون التنقل من منطقة إلى أخرى أو داخلها بحرية للتغطية الصحفية، وذلك لانعدام الحماية بسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بالاتفاقيات الدولية الملزمة لهم، باحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، وضمان حقهم/ن في التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادراً وصعباً في كل الأوقات، بالتالي سيشجع هذا (الإظلام الإعلامي) ويسمح بتزايد الانتهاكات وتراجع التغطيات المهنية لصالح خطاب الحرب والكراهية والتضليل التي تمزق المجتمع وتفتح الباب أمام سيناريوهات مظلمة.
<7>
وبالرغم من توحش هذه الأيام وتقلباتها الثقال، تنوه نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بشجاعة حملة الأقلام، الذين مافتئوا في إنجاز مهامهم معرضين حياتهم للخطر في أحايين كثيرة.
في هذا اليوم العالمي، نجدد التزامنا بمواصلة النضال من أجل حرية الصحافة وحرية التعبير، ونعبر عن تضامننا مع جميع الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل نقل الحقيقة وإلقاء الضوء على الظلم والفساد في جميع أنحاء العالم.في الختام تؤكد النقابة أنها لن تتوقف عن دورها في صيانة الحقوق وتشير إلى أنها تود أطلاق خطة عمل تهدف لتعزيز حماية الصحفيين”انتهى بيان النقابة.
وكانت النيابة العامة أمرت بتوقيف 20 صحفيًا بتهم الانتماء للدعم السريع، بهذا الشأن قالت سكرتيرة الحريات في نقابة الصحفيين السودانيين إيمان فضل السيد، إن النيابة العامة أصدرت أوامر بتوقيف 20 صحفيًا بتهم الانتماء لقوات الدعم السريع.
وفي 3 أبريل المنصرم، قيّدت النيابة دعاوى تصل عقوبتها إلى الإعدام ضد ثلاثة صحفيين هم شوفي عبد العظيم وماهر أبو الجوخ وصباح محمد الحسن، في سياق الدعاوى التي قيدتها ضد قادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، ووجهت اليهم عدة تهم بينها إثارة الحرب ضد الدولة والتحريض والمعاونة والاتفاق وتقويض النظام الدستوري وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
وقالت إيمان فضل الله، خلال حديثها في منتدى الصحفيات السودانيات بالمهجر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحسب سودان تربيون، ان هناك أكثر من ألف صحفي وصحفية فقدوا عملهم من أصل ألفي صحفي وصحفية هم مجموع أعضاء النقابة، نتيجة للنزاع القائم بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من عام.
<8>
ويقول عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصَّحفيين السٌّودانيين في تدوينة له علي صفحته بالفيسبوك “
مساكين الصحفيين في بلد مثل السودان .. أثناء هذه الحرب اللعينة ظل الصحفيون هدفا لطرفي القتال، إن ساقتك أقدارك إلى مناطق سيطرة الجيش فأنت تحت المراقبة ومسلط عليك سيف الإتهام بأنك (قحاطي) عميل موالي للجنجويد، وإن كنت في مناطق سيطرة المليشيا فأنت كوز فلول تابع للاستخبارات، وفي الحالتين أنت عرضة للاستهداف والتضييق وتأتيك رسائل التهديد والوعيد عبر الوسائط، نسعى في نقابة الصَّحفيين السٌّودانيين بكل جهد من أجل توفير الحماية وضمان سلامة الصحفيين في هذه الظروف المعقدة” .