قصة : عبدالباقي جبارة
في العام ٢٠٠١م سنحت لي فرصة ان اجرب الاغتراب فكانت هنالك شركة امارتية فرنسية الاصل تسمى ” ماف سيكوري كور ” وكانت الدعاية حولها كبيرة بأن الوظائف مهمة والمرتبات عالية فكان التنافس على اشده عبر احد الوكلاء السودانيين لدرجة احضروا خواجة من جنوب افريقيا ليجري المعاينات أي هنالك شرط اساسي هو أن تكون تعرف الحد الادني على الاقل من اللغة الانجليزية المهم انا كنت من الذين اجتازوا المعاينة رغم انجليزيتي البسيطة لكن الفضل يرجع لله و ” نايل كورس والادب الانجليزي في المتوسطة زمان ” المهم عندما وصلنا مطار دبي عرفنا بأن هنالك بعض الوجوه لم تمر بالمعاينة بتاعة الخواجة وخاصة بأن اصحاب المكتب السوداني في الخرطوم عمولتهم ثلاثة مليون جنيه بالقديم وضمن الذين مروا بدون معاينة الرجل الذي اصبح صديق حميم لي شاب طيب القلب وطيب المعشر من ابناء الجزيرة منطقة العزازي يدعى ” عبدالرؤوف ” .. المهم وجدنا الوظائف عبارة عن حراس أمن مثل وظائف شركة الهدف في الخرطوم ولكن هنالك شرط في العقد استفدنا منه يقول خلال الستة شهور الاولى اذا العمل لا يتناسب معك الشركة ملزمة بتذاكر الرجوع هو ما استفدت منه انا شخصيا بعد خمسة شهور وخمسة عشر يوما.. وعدت محملا بجهاز ” مسجل ابو شريطين ” هدية من خالي المغترب في الامارات بعشرات السنين وقليل من الهدايا لأن معظم المرتب استهلكته اتصالات مع الاسرة على قلته.. لكن التجربة كانت ثرة وخاصة بأنه تم توزيعنا على المؤسسات التجارية مثل ورش ومعارض السيارات و” المولات ” التجارية الكبيرة والبنوك وغيرها.. من ضمن الطرائف وبما أن معظم المواقع التي تم توزيعنا فيها تكاد تكون ١٠٠℅ إدارة وعاملين من شرق اسيا بنغلاديش سيرلانكا فلبين هنود باكستان ولذلك دائما تكون لغة التخاطب الاولى هي الانجليزية، ثم الاردو ثم العربية واذكر بأن صديقنا عبدالرؤوف خلال اسبوع واحد تم تحوله لعدد من المواقع وٱخر موقع تم توزيعه له هو سكن الموظفين لا يعرف اي لغة تخاطب مع الموجودين وبما أن المشرف المباشر لنا هندي فكان كل ما يأتي الحديث عن عبدالرؤوف يشعرك بالحيرة ويتذمر ونحن لم نفهم منه شئيا.. ووصل الامر للحدة مع عبدالرؤوف وبما أن عبدالرؤوف اصبح صديقي ونتشارك الغرفة بل ” السراير دبل بد ” اصبح يهمني امره فحاولت اتدخل لاحسن العلاقة بينه وبين المشرف الهندي المهم بلغتي الانجليزية التعبانة لكن اصبح التواصل ساهل جدا بيني وبين المشرف وعندما علم بأنني ادافع عن عبدالرؤوف فقال لي بلهجة حاسمة جدا وبما أنه لا ينطق اسمي كاملا عبدالباقي قال لي : ” باقي رؤوف هذا انجليزي ما يعرف اردو ما يعرف وعربي ما يعرف ” لحظتها كل السودانيين الحاضرين انفجروا من الضحك لان عبدالرؤوف لم يتخل حتى عن لهجة ناس الجزيرة فزعل زعل شديد وكاد ان يفتك بالهندي لما سألناه ليه يا عبدالرؤوف قال والله انا ما زعلان باني ما بعرف انجليزي ولا اردو لكن كيف يقول ما بعرف عربي؟! ولكن تبرير الهندي للموضوع قال انا اسمع سودان كل سوداني موجود ما يتكلم زي رؤوف هذا.. فلذلك اعتقد أنه يتكلم بلغة غير العربية..
صراحة تذكرت هذه القصة الواقعية بسبب تدوينة على الفيس بوك للصحفي محمد جمال قندول على صفحته وهو يبدو أن له مشكلة كبيرة مع الصحفي حسين ملاسي رغم ما يجمعهم من ” بلبسة ” لكن قندول قال ما قال في ملاسي لكن الملفت للنظر.. قال :” ملاسي لا كوز لا قحاتي ولا شيوعي ” … واتوقع أن يكون زعل ملاسي بسبب ما كوز دي ستفتك باخونا قندول لانها زي العربي عند اخونا رؤوف..
#” بلابسة حجازكم في الريف “