التزام بتطوير القطاع ومحاصرة مشكلات البيئة..
محمد طاهر عمر: نتعهد بالمساهمة الفاعلة في دعم إعمار ما دمرته الحرب..
توقعات بزيادة صادرات الذهب إلى أكثر من ملياري دولار بنهاية العام..
تقرير : إسماعيل جبريل تيسو
لم يَعُدْ مدهشاً ولا من الأفعال الخارقة للعادة، أن تقرأ عن نجاحات أو تشاهد إنجازات خاصة بالشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، الذراع الرقابي للحكومة على قطاع المعادن في السودان، ولكن المدهش أن ما تنجزه هذه المؤسسة الاقتصادية الوطنية الكبرى، يتحقق تحت وطأة ظروف استثنائية بالغة التعقيد، كالحرب التي أفرزت تداعيات سلبية قاتمة على بنية القطاع الاقتصادي، انعكست على تراجع وانهيار وتوقف العديد من كبريات الشركات الوطنية، عدا شركة الموارد المعدنية، التي نمت وزهت فأشرق وجهها المبين، وآتت أكلها كل حين.
تحديات التعدين التقليدي:
لقد حققت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة في الربع الأول من العام الجاري ٢٠٢٤م، نجاحاً منقطع النظير على مستوى إيرادات قطاع التعدين التقليدي، وما أدراك ما التعدين التقليدي أو الأهلي أو العشوائي الذي ما أن يُذكر إلا وترتعد الفرائص جراء المشكلات المحيطة والمُحْدِقة بهذا القطاع والذي اجتهدت فيه شركة الموارد المعدنية ومازالت تبذل أقصى جهودها لتقليل المخاطر المترتبة على هذا القطاع فيما يتعلق بالاستخدامات السلبية للمواد الكيميائية الموظّفة في استخلاص الذهب، كالزئبق والسيانيد أو الثيوريا المستخدمة بواسطة الخلاطات وغيرها.
إرشاد تعديني:
وظلت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة تهتم بتطوير قطاع التعدين التقليدي الذي يعمل فيه أكثر من مليوني شخص، ويساهم بما نسبته ما بين ٦٠ ـ ٨٠ بالمائة من إنتاج السودان للذهب، حيث درجت الشركة على تنظيم حملات إرشاد تعديني بقصد رفع الوعي وسط المعدنيين التقليديين، وتشجيعهم على التزام أدوات ومعدات السلامة، حفاظاً على أرواحهم وتعزيزاً لمبدأ السلامة والصحة المهنية، يأتي ذلك متزامناً مع حملات أخرى لمكافحة استخدام الخلاطات، وحصر المعدنيين التقليديين.
إيرادات الربع الأول:
ولعل أول قطرة في غيث نجاعة ونجاح هذه السياسات، قد نطق بها لسان المؤشرات الإيجابية لإيرادات الربع الأول من العام الجاري ٢٠٢٤م لقطاع التعدين التقليدي، والذي شهد زيادة مبهرة في نسبة الإيرادات المحققة فاقت نسبتها 87%، وهي نسبة عالية تستحق الإشادة والتقدير، إذ تم تحقيقها في ظل ظروف استثنائية أفرزتها الحرب والتعقيدات الأمنية والتداعيات التي صاحبتها، ويأتي في مقدمتها صعوبات بالغة التعقيد عانت منها مدخلات الإنتاج، فألقت بظلال سلبية على خروج عدد كبير من الولايات المنتجة من دائرة العطاء، أبرزها ولايات القطاع الغربي في كردفان ودارفور.
مقارنة:
وبمقارنة متأنية في دفتر الإيرادات بين الربع الأول من العام الحالي ٢٠٢٤م، والربع الأول من العام الماضي ٢٠٢٣م، نلحظ أن تطوراً كبيراً طرأ على مستوى الإيرادات لصالح العام الحالي ٢٠٢٤م، رغم أن الربع الأول من العام ٢٠٢٣م قد كان مستقراً، باعتبار أن الحرب اندلعت منتصف أبريل، وقد بلغت إيرادات الربع الأول من العام ٢٠٢٣م، مبلغ ٣,٥ مليار جنيه ( ترليون جنيه بالقديم) من إجمالي ١٣ ولاية منتجة، بينما فاقت إيرادات الربع الأول من العام الحالي ٢٠٢٤م، مبلغ ٩ مليار جنيه ( ترليون جنيه بالقديم) من إجمالي ٧ ولايات منتجة:
تقدير وإشادة:
وأعرب المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة الأستاذ محمد طاهر عمر عن تقديره للمجهودات المتعاظمة التي بذلها العاملون في الشركة خلال الفترة الماضية مما أثمر عن هذا التطور الواضح في إيرادات قطاع التعدين التقليدي، مثمناً التعاون الكبير بين شركاء القطاع في الأجهزة الأمنية المختصة في شرطة تأمين التعدين وأمن واقتصاديات المعادن، وحكومات الولايات والحكومات المحلية والمجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية، والمعدنيين التقليديين الذين وصفهم بروح القطاع.
مستقبل مشرق للقطاع:
وتوقع طاهر أن يكون للسياسات والخطط الجديدة التي تنتهجها الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، انعكاسات إيجابية على مستقبل قطاع التعدين التقليدي الذي قال إن الحكومة ماضية في تقليل ومحاصرة المشكلات التي تواجهه في إطار سياسة شركة الموارد المعدنية لتقنين قطاع التعدين التقليدي وتحويله إلى تعدين صغير ومنظم، يساهم في النهوض بالتنمية الاقتصادية بلورةً للرؤية المتكاملة للدولة بتحقيق صناعة تعدينية آمنة ومتطورة.
تعظيم الإيرادات:
ومنذ تسلمه مهام منصبه الجديد في نوفمبر من العام ٢٠٢٣م، شرع الأستاذ محمد طاهر عمر المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة في برنامج جولات ميدانية على قطاع المعادن في عدد من الولايات المنتجة في البحر الأحمر ونهر النيل والولاية الشمالية للوقوف عن قرب على المشكلات التي تواجه هذا القطاع الحيوي والمهم مسخراً كل الجهود من أجل تنفيذ السياسة الكلية للدولة المرتكزة على زيادة الإنتاج وتعظيم الإيرادات.
إعمار السودان:
وكان المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر قد بشّر خلال زيارته مدينة أم درمان في مارس الماضي برفقة عضو مجلس السيادة الفريق جابر إبراهيم جابر وعدد من الوزراء بحضور والي ولاية الخرطوم، بمساهمة الشركة السودانية في إعمار ما دمرته الحرب، وقد بدأت الشركة فعلياً بمساهمتها في محطة كهرباء مدينة أم درمان القديمة، وأكد طاهر مضي الشركة في هذا الاتجاه بحمل معاول التنمية والبناء جنباً على جنب مع معاول الإنتاج وإعمال الرقابة والإشراف على قطاع المعادن حفاظاً على موارد وثروات البلاد.
صادر الذهب:
هذا وقد اثمرت الجهود التي بذلتها الشركة في ارتفاع قيمة صادرات الذهب في الربع الأول من العام ٢٠٢٤م والتي بلغت 428 مليون دولار، وتوقع دكتور الصادق الحاج طه مدير إدارة التخطيط والبحوث بالإدارة العامة للتخطيط والجودة وتقانة المعلومات بالشركة السودانية للموارد أن تتخطى المحصلة الإجمالية لصادرات السودان من الذهب بنهاية العام الحالي 2022م ما قيمته 2.182 مليار دولار لتكون المحصلة الأعلى منذ دخول قطاع التعدين ضمن القطاعات ذات المساهمة الفاعلة في الميزان التجاري للبلاد، منوهاً إلى أن أعلى إجمالي لحصيلة صادر السودان من الذهب كانت خلال العام 2022م، حيث بلغت قيمتها 2.021 مليار دولار.
الرقابة على الصادر:
وثمن دكتور الصادق الجهود التي اضطلعت بها الإدارة العامة للرقابة على الصادر والتي تم تأسسيها في أكتوبر من العام 2023م, مبيناً انه هذه الإدارة ولدت بأسنانها واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق أرقاماً قياسياً عجزت عن تحقيقها مؤسسات قومية بسبب الحرب الدائرة في البلاد فيما يختص بإحكام عمليات صادر الذهب، من خلال تنفيذ عدد من الإجراءات التنسيقية التي قال إنها عززت من رغبة الكثير من المنتجين للدخول طوعاً في عمليات تقنين نقل الخام من وإلى نوافذ الصادر التي تم تأسيسها في مدن ومناطق بخمس ولايات هي (نهر النيل – الشمالية – كسلا – البحر الأحمر – والجزيرة).
تواصل وتكافل:
ولم تهمل شركة الموارد المعدنية المحدودة خلال الربع الأول من العام الجاري ٢٠٢٤م، فعملت على قيم الخير والنفحات التي يفردها شهر رمضان المعظم، فقامت عبر إدارة الإعلام والعلاقات العامة بتنفيذ مشروع تواصل والذي وزعت من خلاله حقائب رمضانية لبعض أسر شهداء معركة الكرامة بالتنسيق مع مجلس السيادة، وبإشراف مباشر من السيد المدير العام الأستاذ محمد طاهر عمر، هذا فضلاً عن التواصل مع دور الإيواء وتقديم الدعم والإسناد، حيث أفلحت الشركاء في تقدم الدعم لعدد ١٨٦ أسرة من مختلف فئات المجتمع بولاية البحر الأحمر، وذلك في إطار التزامها الأخلاقي تجاه المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية.
مرضى غسيل الكلى:
وخلال عطلة عيد الفطر المبارك نفذت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة برنامج معايدة لمرضى الكلى بمستشفى بورتسودان، وتعهدت بزيادة ماكينات غسيل الكلى بما يتوافق مع الضغط الكبير الذي تقابله المستشفى في ظل حالة النزوح التي تشهدها ولاية البحر الأحمر، وأكد مدير إدارة المسؤولية المجتمعية بشركة الموارد المعدنية محمد أحمد تيتا حرص الشركة على دعم المشروعات العلاجية وتوفير المعينات اللازمة للنهوض بالقطاع الصحي في ولاية البحر الأحمر ضمن مشروعات المسؤولية المجتمعية.