قرأت هذا النص الذي بين القوسين فاعجبني جداُ فبدأت به مقالي إذ يقول النص (( عندما سأل أحدهم الروائي الروسي العظيم / انطون تشيخوف عن رأيه في الناس فأجاب بصراحتة المعهودة : تعودنا ان نعيش ونحن نأمل بطقس جيد ، وبمحصول وفير ، و بقصه غرامية لطيفة ، نأمل بالثروة و بالحصول على منصب مأمور شركة ، ولكني لا ألاحظ أن أحدا يأمل بأن يزداد ذكاء ، ونقول لأنفسنا عندما يأتي قيصر جديد ستتحسن الأحوال ، وبعد مائتي سنة ستتحسن أكثر ، ولا أحد يهتم بأن يأتي الأحسن غدا” ، وعموما” فالحياة كل يوم تصبح أكثر تعقيدا” ، وتمضي في إتجاه ما من تلقاء نفسها ، أما الناس فيزدادون غباء وبصورة ملحوظة ، ويصبح عدد متزايد من الناس على هامش الحياة – قيل هذا الكلام منذ أكثر من مائة عام وهو تاريخ وفاة قائلة )) .
وبعد مائة تتغير احوال الطقس و تقلبت الأجواء بين حار وبارد و دخل زمهرير الشتاء وانطوت بطون الفارين من جحيم الحرب علي الجوع و التف الاطفال حول حضن امهم لوجود الدفء والحنان حيث انعدم الدفء بين مكونات المجتمع السوداني الذي بات ساسته كل يتهم الاخر بانه خائن ، و اصبح سماسرته يبيعون ارواح الناس بالاثمان البخسه ، بينما تناولت وسائط التواصل الاجتماعي الغث والثمين من تبادل الرسائل الفارغة المحتوي التي تنم علي جهل كاتبها او حاملها او مرسلها او ناقلها و تفضح ما بدواخله ، هذه الرسائل تزيد سخونة الاجواء قليلاً لكنها تعود ادراجها بعد أن تهب عليها رياح الشمال البارد و يعود ترميموتر الحياة الي طبيعته ، هنالك اناس يحملون علي صدورهم اجواءً حارة يلهبون بها المحيط الذي حولهم ويريدون ان يطفؤ نور الله بافواههم و أن يسود الجو طقس حار صيفاً وحار شتاءً ، لكن الله متم نوره ولو كرهوا ومنزل رحمته و نسائم جنته علي الضعفاء من عباده وجعل كيد اولئك هو يبور ،و الشعب يأمل بطقس جيد ، و بقصه غرامية لطيفة ، لأن هذا المجتمع النبيل تربي علي مكارم الاخلاق وتربي علي القيم الدينية الفاضلة يتعبد بها صباح منذ بزوغ الفجر و هو يقوم من سجادته يردد اوراده بيقين وثابت و ايات الله المنجيات والباقيات الصالحات ، وهو يأمل بمحصول وفير و بالثروة و بالحصول على منصب مأمور شركة . بينما يتعبد آخرون ببغاث السفارات وزيف الشعارات ويسيل لعابهم للدولارات ، نسجوا اوهاماً في خيالهم وهم يحلمون بان ياتي قيصر جديد وسيكون هنالك ضوءً في آخر النفق ،وبعد مائتي عام ستتحسن الأحوال ،ولكنهم بغبائهم نفثوا سموماً علي أهلهم واجواء حاره فاوردوهم المهالك ، ولا أحد يهتم بأن يأتي الأحسن غدا” ، والحياة كل يوم تصبح أكثر تعقيدا” ، وتمضي في إتجاه ما من تلقاء نفسها ، أما الناس فيزدادون غباء وبصورة ملحوظة ، ويصبح عدد متزايد من الناس على هامش الحياة ، فاشتدت عليهم رياح و اعاصير الحرب فشتت شملهم وفرقت جمعهم و أصبحوا يطرقون الأرض بحثا عن عشب أخضر ونسوا وتناسوا أن اعوامهم كانت جفاف وتصحر علي اهل المدينة و البادية فجفت الأرض و الضرع وجفت ( حلوق) الناس بالهتافت الجوفاء، ونزلت عليهم ريح هوجاء دمرت الأخلاق و المنازل واريقت الدماء ، وتشردوا في ارض الله الواسعة وصاروا غرباء ،في الملاجي و المنافي و مراكز الإيواء، يلتحفون الأرض وتظللهم السماء ، صاروا من غير اسماء ، فاصبحوا يأكلون اكل بغاث الطير و الإغاثة وفضل الكرماء ، ولكن بعد أن هدأت العاصفة بحول الله وقوته ورحمة الله تنزلت علي الضعفاء من الشعب وبعد أن وعي الدرس ، اصبح يجمع في قواه ويلتف حول قواته ويستنفر بعضه بعضاُ ليجمع حطباً يقيه زمهرير الشتاء ،ويدفع به عن نفسه هذا البلاء ،وهو يردد ( تأبي الرماح إذا اجتمعنا تشتتاً و اذا افترقنا تشتت احاداُ ) ، فانقشعت سحابة صيف لم يشهدها تاريخ الفصول الأربعة في خارطة العالم الا في فصول عهد دولة التتار