الخرطوم : ترياق نيوز
يمثل رأس المال الاجتماعي مجموعة الروابط والعلاقات الاجتماعية التي يكونها الأفراد في إطار بناء إجتماعي محدد يمتد من الأسرة ويشمل جماعات الجيرة والاصدقاء ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية.
جاء ذلك في ورقة بعنوان (رأس المال الاجتماعي والتحول الديمقراطي في السودان) قدمها امس بروفسيور حسن حاج على استاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بمؤسسة طيبة برس للاعلام في منتدى بناء الديمقراطية لتعزيز مشاركة المواطنين في التحول الديمقراطي السلمي في السودان ضمن مشروع مشترك بين المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات و مؤسسة طيبة برس للاعلام. ، واكدت الورقة على اهمية رأس المال الاجتماعي في التحول الديمقراطي السلمي في السودان ،
واوضحت الورقة انه يمكن تعريف رأس المال الاجتماعي على أنه مجموعة من القيم غير الرسمية او المثل المشتركة بين مجموعة تربطهم الثقة والتي تجعل المنظمة او المجموعة فعالة، وأوردت الورقة ان رأس المال الاجتماعي متغير يزيد وينقص، وأشارت إلى ان سبب رسوخ الديمقراطية في الولايات المتحدة هو انتشار الجماعات و الروابط المدنية، واكدت الورقة ان التعليم الأهلي في السودان من أهم مؤشرات رأس المال الاجتماعي، لافتة الي دور مؤتمر الخريجين والمنظمات النسائية جاء بسبب انتشار الروابط والمجموعات في السودان مما شكل رأس مال إجتماعي إيجابي، وتحدثت الورقة ان السودان يمر بتحولات ديمغرافية مهمة إذ يشكل الشباب اكثر من ٥٠٪ من السكان، لافتا الي ان غالبية الشباب الذين شاركوا في ثورة ديسمبر المجيدة غير منتمين لاحزاب سياسية، وقالت انهم يرون فوارق جيلية في الوسائل المستخدمة في العمل العام، وبناء على دراسة أعدها مركز كارتر فإن ٨٠٪ من الشباب في السودان يتلقون معلوماتهم من الوسائط الاجتماعية، مشيرة إلى أن انه في مثل هذا الفضاء تتشكل هويات، وتتنامي روابط لا تحدها الحدود الجغرافية، لافتة انه لهذه الشبكات الجديدة دور مهم على مكونات و توجهات رأس المال الاجتماعي تتمثل في الهجرة حيث أن ٤٣٪ من الشباب السوداني على استعداد للهجرة لعدم الاهتمام بقضاياهم.
واشارت الورقة الي التجربة النيجيرية التي تتشابه مع التجربة السودانية في التنوع وتعاقب الحكم المدني العسكري ، وأضافت انه تتضح أهمية رأس المال الاجتماعي في تفسير تدني شعبية الاحزاب في بريطانيا مشيرة إلى أن عضوية الحزبين الرئيسيين العمال و المحافظين اقل من عضوية الجمعية الملكية لحماية الطيور.
وطرحت الورقة سؤالا هو هل انتشار الروابط و الجماعات شرط لاستدامة الديمقراطية؟ ام ان الديمقراطية ضرورية لقيام مجتمع مدني؟
من جانبه أكد الأكاديمي الدكتور منزول عسل في تعقيب على الورقة ان رأس المال الاجتماعي يمثل قوة وسلطة وشرعية، وقال ان قيمة رأس المال الاجتماعي تكمن في التاثير في المحيط الاجتماعي والسياسي، مشيرا إلى أن مؤتمر الخريجين شكل النواة الأولى لرأس المال الاجتماعي في السودان، مشيرا إلى أن هناك رأس مال إجتماعي سلبي، وعاد منزول وقال ان رأس المال الاجتماعي ضروري ولكنه ليس كافيا وأحيانا يستخدم لتقويض الديمقراطية، ولفت الي ان اي قيادة كاريزمية لديها رأس مال إجتماعي وليس بالضرورة شرعية،
من جانبها أوضحت الاستاذة سوسن الشوية في تعقيبها على الورقة ان الذين يشاركون الانتخابات في أوربا نسبة قليلة مما يجعل الديمقراطية مهددة، وأشارت ان الوضع الحالي في السودان متدهور بشكل غير مسبوق ولولا رأس المال الاجتماعي لكان عقد المجتمع السوداني قد انفرط، وقالت إن نظام الإنقاذ دمر رأس المال الاجتماعي نتيجة عدم محاكمات الفساد، وأشارت في الوقت نفسه للصورة الايجابية التي عكسها اعتصام القيادة في التعبير عن تنوع ووحدة المجتمع السوداني، لافته لخطورة هجرة الأسر السودانية نتيجة الوضع المتردي، وقالت إن الديمقراطية اساسية لاي نشاط إجتماعي.
المصدر / سونا