عندما تُعلن لجان المقاومة عن مليونية أو حتي مواكب دعائية ليلية لها داخل أزقة الحواري والأحياء تكون كل وحدات واقسام الشرطة قد تهيأت وأعدت متكآتها وإرتكازاتها بكامل عتادها وعدتها ورفعت حالة إستعدادها ولو مركزياً إلي اللون البرتقالي ونشرت ( أفرادها ) ومجموعاتها بعد أن قامت بصرف كل التعيينات اللازمة لوأد تلك المواكب من بعد محاصرتها بتكتيكاتهم وإستراتيجياتهم التي أعدوها أو تلقوها عبر دراساتهم و ورشهم ودوراتهم التدريبة .
تخرج تلك القوات وهي متسلحة بعقيدة الفض ولا غيره فلا هناك توجيهات بعدم التعرض للمواكب السلمية ولا هنالك تعليمات بعدم إستخدام القوة حتي وإن أفرط الأفراد في إستخدامها وكيف يكون العكس وقد تم تسليحهم بإسلحةٍ فاتكة قاتلة ولا معني لعدم إستخدامها لذلك وهي مصرح بتسليمها لأفراد يُفترض أنهم قد شُحِذوا بكل العبارات والألفاظ التي ترفع من مستوي هرمون الأدرنيالين في الدم ورسموا لهم في مخيالتهم أنهم في مواجهة عدو مدجج بالسلاح لا مواطن يرفع شعار السلمية طلباً لأمنة ومعاشة.
سقوط العشرات صرعي وجرحي بأسلحة الشرطة وفي فترة لا تتجاوز العام والنصف في مظاهرات سلمية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون نتاج تصرف لفردٍ واحد أو أفرادٍ متفرقين في شتي جغرافية السودان يحملون نفس الهوية المهنية وذات الجينات الوراثية الوظيفية والعقيدة القتالية الممنهجة وفق منهج وُضع فقط للقمع والتنكيل بالمواطن وإن كان هذا المواطن أو ذاك طالباً لخدمة توفرها ذات المؤسسة بمقابل مادي في مراكز خدماتها أو أقسامها الشرطية .
إستسهال المبررات للقمع مردة الأمن من العقوبة والآمن منها لا يتورع في إزهاق الأرواح تحت أي ظرف وبأي مسميً كان وتحت أي تكليف رسمي كان أو شخصي أو كما تسمية بيانات الشرطة تصرف فردي ، وليكن فردياً يا سادة ولكن حاسبوهم كأفراد مثلهم مثل أي قاتل آخر ومارسوا معهم وظيفتكم ودوركم في حماية مهنيتكم أولاً ثم أخيراً ضعوا أمن المواطن والوطن في سلم أولوياتكم ونحن لكم سنكون من الشاكرين.