الخرطوم _ ترياق نيوز
دكتور عبدالقادر محمد أحمد، أمين عام ديوان الضرائب الأسبق والخبير الإقتصادي يكتب:
فساد الكبار
لا خير فينا إنْ لم نقلها
لا خير فينا إنْ لم نقلها ولاخير فيهم إنْ سمعوها أم لم يسمعوها. لقد كتبت كثيراً عن الفساد في سوداتل أيام النهب المصلح من قبل عصابة الأربعة . أولئكم تعاملوا مع سوداتل كمزرعة خاصة أكلوا من لحمها وشربوا من دمها ولم يشبعوا حتى أطاحت بهم الثورة . وقد ظننتُ أنَّ الفساد سيتوقف مع الوجوه الجديدة . ولكن يبدو أنَّنا استبدلنا أحمد بحاج أحمد ثم سار حاج أحمد بنفس منهج أحمد ..
كتبتُ في عهد الإنقاذ مقالاً انتقدت فيه تعيين وزير رئاسة الجمهورية رئيساً لمجلس إدارة سوداتل دون أنْ تكون له أي صفة فلا هو مساهم ولا هو صاحب خبرة في المجال . كانت المفاجأة بعد الثورة أنْ يؤتى بعضو المجلس السيادي الفريق جابر رئيساً للمجلس . واضح جداً أنَّ بعض المستفيدين كانوا وراء القرار طلباً للحماية ولتمرير أجندتهم الخاصة . وقد انتقدتُ هذا بنفس القدر الذي انتقدت فيه القرار السابق فلا هو مساهم ولا هو صاحب خبرة في المجال ؟ ..
ثم تطرقتُ إلى حافز مجلس الإدارة السنوي وقدره خمسون ألف دولار وكان في السابق عشرة ألف دولار والشركة في أوج عظمتها ..ثم كانت المفاجأة في حافز الاجتماع الواحد والذي بلغ ثلاثة ألف دولار لكل عضو بينما كان حضور الاجتماع سابقا وجبة الفطور أو الغداء حسب موعد الاجتماع . لكن يبدو أنَّ الفساد قد استوطن في سوداتل ولن يفارقها مهما تبدلت الأمور .
المستند المرفق وصلني من شخص أثق فيه ولا أشكُّ في صحته . المستند عبارة عن إيصال باستلام مبلغ وقدره ألفين من الدولارات عبارة عن مستحقات العميد ركن بحري مامون فضل السيد عبدالرحيم لشهر يونيو ٢٠٢١م .ترى من هو سعادة العميد هذا ؟ هل تصدقون أنَّ العميد هذا هو مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة في سوداتل وليس في القيادة العامة . هل يعلم الفريق البرهان أنَّ هذا العميد يتقاضي أكثر من مليار جنيه شهرياً في وظيفة لا وجود لها أصلاً في هيكل الشركة . ولم يحدث أنْ عُيِّنَ أي من رؤساء مجلس الإدارة مديراً لمكتبه في كل العهود السابقة . ثم ما هي مهمة سكرتير مجلس الإدارة حتى يؤتى بعميد من قوات الشعب المسلحة ليشغل وظيفة هلامية في الشركة . فإذا كانت هذه مخصصات مدير مكتب رئيس المجلس فكم تبلغ مخصصات السيد الرئيس ؟
أقولُ بصراحة إذا الرئيس التنفيذي للشركة على علم بهذا وموافق عليه فهو غير جدير بالمنصب وكذلك المدير المالي وكل أعضاء مجلس الإدارة و على رأسهم صديقي د . جبريل .
لماذا نتحدث عن الذين تقاضوا الدولارات في مكتب د حمدوك إذا كانت الدولارات متاحة في كل ركن من أركان الدولة ؟ تخيلوا أنْ يتقاضى هذا العميد ألفين دولار شهرياً والمساهمون يبكون بدموعهم ولم يتقاضوا دولاراً واحداً منذ ٤ سنوات .أنا شخصياً أقدِّمُ اعتذاري لأسرة أخي الذي قضى وتركهم في رعايتي وأخطأتُ في حقهم باستثمار ما تركه لهم على قلته في سوداتل . إنهم يأكلون أموال اليتامى بالباطل و الله المستعان .