الخرطوم : ترياق نيوز
مع جمود الحرب في أوكرانيا باتت التقارير حول أسرار الكرملين وأي محاولة لإزاحة الرئيس فلاديمير بوتين من المشهد، أكثر شيوعا ورواجا وهذا ليس جديداً من حيث النوع، إذ إن الرئيس الروسي كان دائما موضع تكهنات، سواء كان ذلك بسبب ثروته المزعومة، أم الروابط الأسرية، أو القضايا الصحية
وأحدث هذه التكهنات أحدثتها ضجة في الصحف البريطانية حول تعرض رجل الكرملين القوي لمحاولة اغتيال، ولكن هل هناك أي حقائق قوية تدعم هذه القصة وأمس، زعمت صحيفة “ذا صن” البريطانية أن سيارة الرئيس فلاديمير بوتين تعرضت لهجوم بقنبلة في “محاولة اغتيال” على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر في الكرملين ومقربة من الرئيس الروسي، دون أن تكشف عن هويتها، أن السيارة تعرضت لانفجار في الإطار الأمامي الأيسر تلاه “دخان كثيف“.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيارة الرئيس الليموزين لم تصب بسوء وتوجهت إلى منطقة آمنة، دون أن يصاب بوتين بأذى، لكن فريقه الأمني قام بعدة اعتقالات ووفق الصحيفة ذاتها، اختفى بعض حراس الرئيس الشخصيين، وسط مزاعم بتسريب المعلومات السرية حول تحركات بوتين.
من جهته، لم يصدر تعقيب فوري من الكرملين على ما جاء في الصحيفة البريطانية، غير أنه دوما ما تتهم وسائل إعلام غربية بنشر شائعات خاصة بروسيا في ظل عمليتها العسكرية المستمرة في أوكرانيا.
إلا أن صحيفة ذا صن، وكذلك ديلي ميل، استشهدتا في نشر قصة الاغتيال بكثافة، بمنشور لقناة مجهولة المصدر على تطبيق تليجرام قدمت القليل من الأدلة التي تدعم رواية محاولة الاغتيال، وفق مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
رواية الاغتيال
المنشور الذي تمت مشاركته أيضًا على حساب تويتر الخاص بـ”جنرال جي في آر” ويبث باللغة الإنجليزية، ولديه عدد أقل بكثير من المتابعين، زعم أن بوتين، بناءً على نصيحة فريقه الأمني، يتنقل أحيانًا في موكب من خمس مركبات مدرعة فقط.
وذكرت القناة “في الطريق إلى مقر إقامته، اعترضت سيارة إسعاف أول سيارة مرافقة لبوتين، وقامت سيارة المرافقة الثانية بالالتفاف دون توقف بسبب العقبة المفاجئة“.
ومضت قائلة “أثناء الالتفاف دوي صوت قوي قرب العجلة الأمامية اليسرى للسيارة الثالثة (كان فيها بوتين) متبوعًا بدخان كثيف، لكن سيارة بوتين غادرت موقع الهجوم للوصول إلى مكان آمن، ولم يصب بوتين بأذى“.
وزعمت القناة أن “قائد رئيس الحرس الشخصي للرئيس والعديد من الأشخاص الآخرين تم إيقافهم عن العمل وقيد الاعتقال“.
ووفق نيوزويك، لا توجد معلومات موثوقة أو مؤكدة متاحة للجمهور لتأكيد المحاولة المزعومة لاغتيال بوتين، حتى مع ما نشرته قناة تليجرام، وحصول منشورها على 312 ألف مشاهدة إلى الآن.
ولطالما كانت هناك شكوك واسعة النطاق بشأن الادعاءات التي قدمتها قناة تليجرام، والتي تنشر بانتظام معلومات داخلية مزعومة عن بوتين والكرملين، لكنها لا تقدم أي دليل يدعم صحتها.
مصدر غير موثوق
كما أن هوية صاحب الحساب الخاص بـ”جنرال جي في آر” غير معروفة، وتم ربط الحساب بعدد من الجهات الفاعلة المختلفة: من وكالات المخابرات الأوكرانية إلى مسؤول سابق في جهاز المخابرات الخارجية الروسي، على الرغم من عدم تأكيد أي منهما، وفق نيوزويك.
بل إن بعض التقارير تقول إن استخبارات روسيا هي من تقف وراء هذه القناة، وتحاول استخدامها لبث شائعات وإبعاد الأنظار عن التحركات الروسية في الملفات المختلفة، ولم يتم تأكيد هذا الزعم أيضا.
بدورها، غردت أولغا لاوتمان، الزميلة البارزة في مركز تحليل السياسة الأوروبية، قائلة إن “شائعة محاولة الاغتيال قادمة من قناة تلجرام الغريبة التي تديرها على الأرجح الاستخبارات الروسية، وكشف معلومات عن صحة بوتين ووفاته أحيانا أكثر من مرة“.