أغرب أفلام الأكشن
ليلة أعتقال أميرة عثمان وفقاً لرواية أسرتها
الخرطوم : انعام ادم
لم تكن أسرة الناشطة أميرة عثمان رئيسة مبادرة لا لقهر النساء تدري أنها ستعيش ليلة من الرعب ، خاصة بعد ان استخدمت القوة الامنية التي اعتقلتها خطة لسد كل المنافذ والشوارع التي تؤدي الى منزل الاسرة والمكون من طابقين بحي الرياض شرقي الخرطوم ،حيث حجزت صاحب المحل التجاري (دكان) يقع جوار المنزل كما احتجزت الزبائن الذين صادف وجودهم في المحل ومنعتهم من الحركة الى ان انجزت مهمتها ، كما قامت بتوزيع الافراد على مداخل المنزل منعا لدخول او خروج اي شخص.
رواية مثل افلام الاكشن روتها والدة اميرة التي ما زالت تعيش حالة من الرعب بسبب تلك الليلة التي قضتها هي وبقية افراد اسرتها خاصة الاطفال الذين ما زال الخوف يسيطر عليهم حتى اللحظة ويرفضون مقابلة اي شخص او الخروج من المنزل.
تقول السيدة فوزية ميرغني والدة أميرة ، أنها استيقظت من النوم على صوت طرق شديد على البوابة الداخلية وكانت فزعة للغاية وناديت على ابنتي “اماني” طلبت منها فتح الباب.
… حضرت أماني على الباب وسألت إنت منو ؟ ورد عليها الصوت “أنا محمد أفتحي الباب عايز أميرة” قالت ليه “انت منو العايز اميرة ووصلت الي داخل البيت كيف؟ وكان الطارق يحاول فتح البوابة بالقوة ..اماني ردت عليه.. انتظر حتى البس ثوبي وانت يفترض تخرج خارج اسوار المنزل حتى افتح ليك باب الشارع” وفي لحظتها اظن ان الطارق اتصل بالتلفون وحضرت قوة اتجهت الى باب اخر داخل المنزل يقع من الناحية الشمالية ومؤدٍ الى الغرفة التي كنت انام فيها ..وكانوا يصرون على الطرق بقوة في الباب لفتحه بالقوة ووقتها استيقظت “امل” توأم “اماني” شقيقات اميرة وسالته انت منو ؟ رد عليها انا محمد وعايز اميرة وكان صوته عالياً وعددهم كبير وفتح الباب بالقوة ودخل ومن خلفه حوالى عشرة اشخاص آخرين ..كنا بملابسنا الخاصة بالنوم واضطريت ارتدي طرحة على راسي عندما شاهدت الرجال وانتظرت جالسة على السرير وسالتهم انتو عايزين منو؟ ردوا عايزين أميرة..قلت ليهم ما تصبروا ..اميرة في غرفتها ..واللحظة دي ذهبت اماني لاخبار اميرة التي كانت داخل “الحمام”…اتقسمت القوة الداهمت المنزل افرادها جزء ظل في غرفتي وجزء جلس في “هول” المنزل وجزء دخل الى غرفة اميرة وقاموا بفتح باب الحمام بالقوة حيث كانت اميرة موجودة ..الا ان شقيقاتها امل واماني اغلقوا باب الحمام وقالوا ليه يستحيل ان تكون انت سوداني وعندك اخوات ..ما صاح ان تدخل على امراة داخل الحمام …ونحن لا نخاف.. اميرة خارجة وليس للحمام مدخل اخر للخروج منه غير هذا الباب..اتفضلوا اجلسوا..رفضوا الجلوس وظلوا على حالهم حتى خرجت اميرة من الحمام والقت عليهم تحية السلام ورد عليها شخص كان ملثماً نحن مكافحة المخدرات ..ردت عليه هل انا مروجة مخدرات.. وانت افتح وشك عشان اشوفك ..لم يرد عليها …وتم اقتيادها من غير ان يمهلوها حتى من اخذ علاجها الدائم الذي تتناوله باستمرار او الاحتياجات الضرورية ..انا بناشد كل الاجسام النسوية بالداخل والخارج التدخل العاجل لأطلاق سراح ابنتي اميرة …وما حدث من اعتقال لاميرة “يدل على ان البلد في هاوية”.
أختطاف على طريقة الأكشن
بالمقابل أكدت أماني الشقيقة الكبرى للناشطة أميرة أن الإعتقال جاء لدواعِ سياسية لكونها ناشطة في مجال النساء وعضو في الحزب الشيوعي السوداني وعضو في لجان المقاومة بجانب ارائها القوية في الانتهاكات التي تواجه النساء ..والاعتقال ليس بالجديد على اميرة لجهة انها أعتقلت كثيرا ،وفي احداث 2013 تم اعتقالها لمدة 45 يوما.
وقالت أماني لـ(لتيار) ماحدث لاميرة أمر محير ويثير الدهشة ،داهمت المنزل قوة امنية مدججة بالسلاح من نوع المسدسات والكلاشنكوف ويحملون العصي والهراوات عددهم اكثر من ثلاثين شخص اقتحموا البوابة الخارجية للمنزل واقتحموا الابواب الداخلية بما فيها ابواب الغرقف واتهجموا علينا دون أي أستئذان..كنا نقاوم فيهم بدفر الباب حتى نعرف هويتهم ..لكن لم يفصحوا عن هويتهم فقط كانوا يطالبون باميرة ..طلبت منهم شقيقتي “أمل” فرصة حتى تتمكن من إرتداء ملابسها لكن رفضوا لها وطالبوها أن ترتديها امامهم ودخولوا بالقوة وأستيقظت والدتي والاطفال مفزوعين لانهم كانوا نياماً وكانوا يصرخون من شدة الخوف..ذهبت الى غرفة اميرة مباشرة واخبرتها بان في اشخاص يطلبونها وكانت اميرة وقتها في الحمام..حضر شخص منهم وقام بفتح باب الحمام الذي كان اميرة بداخليه واصروا على ان يظل مفتوحا حتى تردي ملابسها واحدثوا ضوضاء داخل المنزل باصرارهم على ترك باب الحمام مفتوحا بجانب ضوضاء في بقية أرجاء المنزل ..وأكتشفت لاحقاً بان القوة لم تحضر الى المنزل مباشرة الذي نسكن فيه في الدور الارضي بل ذهبوا الي شقة شقيقتي “ايمان” في الطابق الأول وقاموا بفتح الشقة واصابوها بالرعب وكانوا يبحثون عن اميرة ..علمت بذلك في اليوم الثاني من الحادثة. ارعبوا كل الموجودين داخل المنزل حتى النيام منهم..وعملت لاحقا بانهم قاموا باغلاق الشوارع التي تؤدي الى المنزل منعا من دخول اي شخص او خروجه..حتى صاحب الدكان لم يسلم من المحاصرة حيث منعوه من الحركة بمن فيهم الزبائن الذين تصادف وجودهم في تلك الساعة ،حيث تمت مداهمة المنزل الساعة 12 بعد منتصف الليل . كانت توجد عدد سبع سيارات تتبع لجهات امنية وكانوا جميعا ملثمين .كان شخص يتحدث معنا واحد فقط وكان يتلقى الاوامر من البقية ..وعندما شعر بتاخير اميرة نادى على مزيد من القوة لحمل اميرة وقال ليهم نشيل اميرة حتى ان كانت عارية ..رديت عليهم بعبارة انتو ما رجال وما سودانيون وما عندكم قيم تتعاموا بيها مع الناس ..لم يردوا علي ..ووقتها اميرة طلبت منهم ازاحة التلثيم وكشف وجهه وليه تشيلي بالملاءة ..هل انا داعرة..حقيقة ما حدث مؤسف جدا ..والدتنا سيدة كبيرة في السن ومصابة بالسكري والضغط ولحظة مداهمة القوة للمنزل انهارت وحدث لها هبوط في ضغط الدم. وعلى الجانب الاخر اصيب اطفالي بحالة من الرعب والخوف وكانوا يصرخوا ومن يوم الحادثة رفضوا النوم الا في الطابق العلوي بسبب حالة الفزع التي انتابتهم ويتخفون من حدوث مدامهة مرة ثانية. تأكدنا من الافراد بانهم يتبعون لجهة امنية معينة. لأن شقيقاتي تعرفن عليهم وانهم نفس الاشخاص الذين داهموا المنزل في عام 2019م بغرض اعتقالي ..تعرفوا على شخصين منهم .واحتمال تكون قوة مشتركة.
بدأنا في الأجراءات القانونية بالقسم الشرقي تحت المواد (132،162،،182) أختطاف ،التعدي الجنائي واستخدام القوة الجنائية وتم التأشير على العريضة بواسطة النيابة ..حضرنا بعدها الى قسم الرياض للتحري إلا أن الضابط المناوب لم يكن مجتهداً في اجراءات البلاغ بعد ان حضر احد المنتمين لجهة امنية ..وفرد اخر من جهة نظامية اخرى وقالوا لا نعلم بمكان اعتقال اميرة. نذهب للبحث عنها في مباني جهاز الامن وبعدها يباشروا في اجراءات البلاغ..وهذا ليس سليما لان بمجرد ما امر وكيل النيابة باجراءات التحري يتم فوراً ولكن هذا ما لم يحدث.
ذهبنا الى مكاتب جهاز الامن بشارع المطار ودونوا معلومات عن اميرة واتصلوا امس صباحا ونفوا معرفتهم بمكان وجود اميرة… المهم في الامر نحن اسرة اميرة لا نعلم مكانها حتى الان .ووصلنا اتصال هاتفي بانها موجودة داخل سجن ام درمان .. ولكن سجلات السجن نفت وجودها ..ونحن حتى الان نعتبر اميرة مختطفة والجهة التي قامت بخطفها غير معلومة .
حياة اميرة في خطر
بهذه العبارة بدأت الطبيبة المشرفة على علاج الناشطة اميرة عثمان..دكتورة احسان فقيري مناشدتها الى كل العالم وكل منظمات حقوق الانسان الى انقاذ حياة اميرة لانها في خطر بسبب اصابة خطيرة تعرضت لها قبل سنوات ادت الى حدوث شلل في الاطراف.
وقالت فقيري احدى الاطباء المشرفين علي حالة اميرة ، بعد ان تعرضت لحادث كبير ادى الى حدوث كسر في الفقرات الصدرية مع تأثر النخاع الشوكي ادى الى شلل في الاطراف ، باشرنا معالجتها الى ان تعافت بالعلاج الطبيعي خارج السودان ..وتحولت اميرة من بطلة للرماية الى انسان معاق يعاني الى حد كبير في ممارسة حياتها الطبيعية ..حتى انها تحتاج الى استخدام حمام خاص وكرسي خاص للجلوس عليه ولا تستطيع المشي الا على ارض مستوية.
وانتقدت فقيري الطريقة التي تم بها اعتقال اميرة ووصفتها بانها طريقة لا تشبة الاخلاق السودانية وانه عنف يمارس من قبل الانقلابين .
استهداف…
ووصفت أحد مؤسسي مبادرة لا لقهر النساء نعمات مالك ، ما حدث لصديقتها اميرة عثمان ب”البدعة” ..وقائلة “ما كان ان يحدث في ظل ظروف البلد الحالية وفي ظل وجود ثورة مازالت مستمرة..وما حدث فاق حد التصور”.واضافت ما حدث فيه استهداف واضح للحزب الشيوعي السوداني. وطالبت الاجهزة الاعلامية لايقاف نهج الاعتقالات بمحاصرتهم بالنشر.
نقلا عز ” التيار ”