انزعجت بعض اصدقائى من البوست الذى كتبته
مقترحا ان يعلن حمدوك حكومة منفى فكان لابد من هذه الكلمات أفسر فيها دوافعى الشخصية فى ذلك الخاطر الذى لا يمثل إى مؤسسة فكرية او تنظيم قد انتمى اليه،
من اليوم الاول قلنا ان هذه الحرب حرب سياسية و صراع على السلطة باسبابها ودوافعها وأسلوب ادارة الاطراف لها وان واقعها هو حرب بين جيش نظامى وماليشيا ومثل هذه الحروب بطبيعتها يصعب حلها بالسلاح فى كل التجارب المماثلة وبواقع الجيش السودانى وبما مر عليه من ظروف الإهمال من سلطة الانقاذ من التجنيد إلى التدريب والتسليح مقابل التسهيلات التى منحت للدعم السريع رسميا فى عهد الانقاذ والمواصلة فى نفس الطريق من المجلس العسكرى والحكومة الانتقالية فان حسمها بالسلاح قد يستحيل ولذلك دعونا إلى ايقافها ومحاصرتها قبل ان تتطور وتتوسع وكان ذلك فى راى هو الطريق لحفظ كيان مؤسسة الجيش وتماسكه بواقعه القايم دون احداث اى خلل فى بنيته حتى يسهل البناء عليه لتكوين الجيش الموحد على قاعدته فى المستقبل
وبما انها حرب صراع على السلطة فان طرفا رئيسيا كان يبشر بها وساهم فى إشعالها وهم الإسلاميون من النظام السابق كان لديهم مصلحة فى تأجيجها واستمرارها لان منهج عودتهم يعتمد اساسا على قوة السلاح الذى كان يعتمد على رؤيتهم للدعم السريع باعتبارها انشات فى الاساس لحماية نظامهم اما وكان الامل ان يظل الدعم السريع كلبا حارسا للإسلاميين ونظامهم ضد الجيش غير المضمون بالانقلاب ضدهم لكنه وقد قويت شوكته بمساعدتهم وخرجت عن الطوق فلا مناص من مواجهتها حتى وان أضعف الجيش فقد ضربوا. عصفورين بحجر واحد وفى ذلك منعوا ماليشياتهم امن القتال فى بداية الحرب للحفاظ عليها وترك الجيش ليقاتل وحده وحين يخرج منتصرا لابد يخرج مرهقا وتكون ماليشياتهم نواة الجيش الجديد لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن فأصبح حماية وجودهم امراً لا يمكن تجاهله فانزلوا ماليشياتهم لكنها غير كافية فهى لا تصلح لحمايتهم والا فلماذا جنّدوا الدعم السريع من البداية لهذا الغرض اذن لنجند الشعب السودانى كله وليكن افراد الماليشيا هم قيادتهم والماليشيا تكون مدرسة للكوادر. الجديدة ونواة للجيش الجديد
وفى العمل السياسى العسكرى و الاعلامى لابد لهم من انجاز امرين هامين الاول القضاء على موضوع الديمقراطية والمدنية وفى نفس الوقت محو ذاكرة الامة عن ثلاث عقود من جرايم الفساد والسرقة والقهر والقتل والتشريد فهذه لابد ان تتحملها جهة والأمر لا يحتاج لجهد كثير فالذين استلموا السلطة من المدنيين ليس هم الثوار او حتى السياسيين الحقيقين الذين حاربوهم ثلاثين عاما بل هم مجموعة جديدة من عديمي الخبرة السياسية يرأسهم مثلهم ( وجهة نظرهم ) وفترة حكمهم كانت قصيرة ومرتبكة وقبولهم الشراكة مع العسكر بنوعيه جعلهم مخترقين تماما من النظام القديم واجهزته وفشل مشروعهم الذى لم يكن موجودا فى رأيهم أصلا وانتهى بالانقلاب فأقاموا غرف لتنفيذ هذا الجزء بحملة ضخمة مصروف عليها ونجحوا فى تشويه صورة الاحزاب والمدنية والثورة بل أشاعوا فكرة الندم من الناس على مجرد تغييرهم والثورة عليهم بل وشوهوا كل صورة الأفراد التى تقود تلك الاحزاب فى قحت على المستوى الشخصى وهم باخطائهم وقصورهم فى المواجهة كانوا لقمة سائغة للكيزان
والأمر الثانى الذى خططوا له ونفذوه ان هناك قطاع ضخم من المواطنين و الشباب الذين ساهموا فى اسقاط نظامهم و لايمكن تشويههم إلا باخطاء احزاب وحكومة المرحلة الانتقالية فهم لم يشاركوا فيها اذن ليشتروا بعضهم ان امكن ومن يعصى عليهم فهذه حرب وهى فرصة ذهبية للتخلص منهم بالملاحقة وإعدامهم خارج القانون فكانت هذه مهمة ماليشياتهم واجهزتها تنظيف الساحة قبل عودتهم
وفى ظل كل هذا تم ما حذرنا منه “ان نحصر الحرب فى العاصمة وننتهى منها بالتفاوض ” لكنها توسعت إلى الجزيرة ودار فور وكرفان والنيل الأبيض
واصبحت حكومة الأمر الواقع تسيطر كاملا على ولايات الشرق والنيل والشمال وجزئيا فى بعض الولايات و عليها ان تتخذ اى اجراءات من شأنها التضييق على الدعم السريع ومنها كانت الاجراءات الاخيرة بتغيير العملة
وفى راى انه قرار فيه ثقوب كثيرة فى الفكرة و وفعالية التطبيق وفيها عنصر سلبى وهى عدم دراسة ردة الفعل لدى الطرف الثانى فى الحرب وهو الدعم السريع كما ان الحكومة عاجزة عن القيام بواجباتها المعروفة المحلية منها وفى الخارجية لديها خلافات كبيرة مع كثير من الدول الأفريقية المجاورة وخلافات متدرجة بين بعض الدول العربية وبعض دول العالم وكان هذا يعوق عملها إلى جانب ضغوط داخلية جلها من سلوك التنظيم الاسلامى إلى جانب سيطرة الدعم السريع على مساحة كبيرة من السودان ومسؤوليات ادارة الحرب والجيش وادارة شؤون الحكومة
كانت تلك هى المشاكل التى شتت جهود الحكومة فى ادارة الدولة والقيام بواجباتها تجاه ملايين المهجرين والنازحين وتأمينهم من كل المخاطر
لماذا اقترحت تكوين حكومة منفى ؟
هنالك عدة اسباب منها :
١/ العنصر الغايب فى كل هذه الحرب ونتايجها هو وجود كيان مدنى بقامة وقيمة وخطورة المرحلة رغم أهميته وعدم احساس المجتمع الدولى والاقليمى به او الاستعانة به بفعالية فى البحث عن الحلول
واحد اسباب الخلاف بين القوى المدنية.هو استمرار قيادة قوى الحرية والتغيير رغم هشاشة وسوء تجربتها وخلافاتها مع المجلس العسكرى ومع رئيس الوزراء شخصيا ومع فصائل داخلها كعمود فقرى فى تكوين تقدم ولم يستجد فيه عمليا سوى اضافة احد الناطقين باسم تقدم بصرف النظر عن الحشد الشكلى الذى تم فى اثيوبيا فاصبحت نظرة الكثيرين له ومع الحملة الضارية للتيار الاسلامى ورغم معرفة الناس بالهدف الحقيقى للحملة إلا انها وجدت صدى كبير شعبيا بسبب ان تقدم لم تقدم برنامج متكامل للحل وحتى ماقام به لم يكن لديها الية توصيلها إلى القاعدة الشعبية وحبس نفسه فى خندق الدفاع النظري عن نفسه ونجح الإسلاميون فى تحقيق اهدافهم بل تمكنوا حتى من صرفهم عن ما ارتكبوه من جرايم وفساد طوال ثلاثة عقود وجعلوهم محصورين فى خندق الدفاع عن شهورهم التسعة عشر وخطاهم الكبير انهم شاركوا شركاءهم العسكريين رغم تحذير الكثيرين ولذلك استحقوا المحاسبة على ذلك بالسلوب المدنى و كانت الرغبة فى حلهم وإحلال كيان مدنى جامع قادر على القيام بدور فى حل الأزمة بعلاج اسباب الخلل .
٢/ السبب الثانى كان غياب حكومة الأمر الواقع بسبب فقدان الثقة فيهم فى الداخل وفى بعض الخارج فى الإقتناع بسيطرتها الشاملة على الدولة وعلى قرارتها بقناعة حتى ان الإسلاميين انفسهم يشنون حملات ضارية احيانا على الجيش وشخصيا على رئيس مجلس السيادة احيانا اخرى وعلى الجهتين معا ثالثة بايحاء مقصود انهم هم اصحاب القرار وان الكلمة كلمتهم
فى لقاءات معلنة مع بعض قيادات الجيش والولاة والراى العام.
إلى جانب الإهمال الكامل من حكومة الأمر الواقع لشأن ملايين السودانيين الذين نزحوا داخليا او لجأوا إلى دول الجوار وعدم التدخل لمناقشة مشاكلهم المعيشية او تقديم الرعاية الصحية او الدراسية او ااو التأمينية لهم ولو بالحراك مع المنظمات العالمية المتخصصة او دول اللجوء مع تعقيدات كثيرة بسبب التعامل الامنى غير الرشيد من العاملين فى سفارات السودان فى كل دول الخارج
٣/ صدور بعض القرارت العشوائية دون دراسة لإثرها
غير الرغبة فى وضع معوقات للدعم السزيع دون التعمق فى خياراتها للمواجهة والرد ودون معرفة الآثار الاقتصادية واثرها على النظام النقدى بشكل كامل لوضع خطوات اجرائية باولوياتها قبل اتخاذ مثل هذا القرار لتكون لها فعاليتها عند التطبيق
وكان احد اسباب اقتراحى لحكومة المنفى قبل ايام هى محاولة تفكير خارج الصندوق كما اسلفت و توقعى لردة الفعل و الذى عبر عنه الدعم السريع امس فى مؤتمره الصحفى عن التفكير فى امكانية اعلان حكومة لها فى مناطق سيطرتها .
وهذا امر تصورت ان الدعم السريع قد يفكر فيه مسبقا ويمكن ان يلقى تأييد بعض من دول الجوار الافريقى لسوء علاقتها مع حكومة الأمر الواقع ولعدم اعتراف الاتحاد الافريقى بها وتجميد عضويتها فى الاتحاد وقد تعترف بها حكومات من خارج افريقيا لاسباب مختلفة بعضها معروف وهذا ان حدث يعقد الواقع ويخلق حكومتين ناقصنى الشرعية امام العالم
ورغم معرفتى للصعوبات التى قد تشكلها اعلان تلك الحكومة وهذا طبيعى من وسطاء من دول الاقليم والعالم لانهم يرغبون ويسعون لايقاف الحرب سواء بالمبادرات المشتركة او الجهود الخاصة و لكى تنجح وساطتهم لابد من التعامل مع حكومة الامر الواقع كأهم طرف فى وقف الحرب لكن على ارض الواقع يمكن تفادى آثارها بل استخدامها فى الحل رغم. التناقض الظاهرى فى الأمر
هل لحكومة المنفى ايجابيات ؟
اولى الإيجابيات انها تغلق الباب فى راى امام الدعم السريع على خيار تعيين حكومة فى اقليم تسيطر على معظمه و يمكن الاعتراف بها ولو جزئيا من بعض دول الاتحاد الافريقى وو مع حود حكومة آخر رئيس وزراء مدنى قومى شرعى جمد الاتحاد عضوية السودان بسبب الانقلاب عليه يصعب قبول
ثانيها راى ان الدفع لانشاء حكومة للدعم السريع هو احد اهداف الاسلاميين لان خيارهم الاول فصل غرب السودان باعتباره ضد مشروعهم الاسلامى كما فعلوا بالجنوب وكان هناك بحجة الاختلاف الدينى والذى احتفلوا ونحروا الذبايح احتفالا بالانفصال وهنا لن تغلبهم الحجة فيما سيبدعونه من اسباب و الوسيلة عند الغاية فقد ورثوا كل مافى جعبة مكيافلى
الذى سيحتار هو نفسه فى ايجاد غاية تبرر وسيلتهم فغايتهم هنا لن يكون الإسلام قطعا لأن من يراد فصلهم هنا هم كساة الكعبة ، لكن عندهم سهلة انها خلاف الزرقة معنا عرب الشمال وقد يعتقدون ان ذلك له رنين مع الدول العربية هكذا يفكر الكيزان
وهنا تتفجر المفارقة العجيبة ان الذين تحاربهم حكومة الأمر الواقع الان بدعم من الكيزان هم العرب وليس اى عرب بل عرب يقولون انهم القرشيون ولا يعترفون بوجود اى عرب اخرين فى السودان غيرهم فأهل الشمال عندهم نوبيين كوشيين لاعلاقة لهم بالعرب
وكان النظام الاسلامى قد كون منهم ما سمى حينها بالجنجويد لمحاربة من سموهم الزرقة والان يفعلون
العكس ومعهم من سموهم الزرقة فى خندقهم ولذلك فان مشروعهم بفصل دارفور محكوم عليه بالفشل قطعا لان الله سبحانه قد جعل هذا التنوع فى دار فور والسودان كله ترياقا طبيعيا لا يقبل التقسيم والانقسام بل حتى الجنوب والشمال لم يجدا حلا لمشاكلهم منذ الانفصال القهرى ويبحثون عن نوع من الوحدة الكونفدرالية مستقبلا للخروج من مأزق الانفصال الذى لولاه لأزيل حكم الكيزان للابد ولذلك قتل قرنق وحين طلبت الحركة الشعبية تاجيل الاستفتاء على تقرير المصير رفض البشير بحجة ان لديهم أناس إذا اجل الاستفتاء يوم واحد سينقلبون عليه وشاهدنا ( امام جمع بعد الاستفتاء عام ٢٠١١ ) الذى حمل مقترح الحركة بتأجيل الاستفتاء خمس سنوات الان نايب رئيس مجلس السيادة ولولا انفصال الجنوب لما حدث ماحدث . دار فور محصنة ضد الانفصال واذا فرض على دار فور الانفصال فأقنعوا من الشرق والنيل الأزرق وجبال النوبة ولذلك سيبقى السودان موحدا بل سيعود اليها ما انفصل عنها يوما بشكل ما
لذلك لا يبقى للإسلامويين غير مشروعهم الأخير بحرق السودان لو لم يعودوا للحكم او يتم الانفصال المستحيل و لن يمكنهم الشعب بعون الله من ذلك وواحدة من اليات إفشالها كيان مدنى يمثل حجم تنوعنا والطريق هو العودة إلى نقطة البداية عند اسقاط النظام مع تفادى كل اخطاء الماضى وفك الاشتباك بين حمدوك وتقدم يساعد على فتح الطريق لقيام الكيان المدنى المستهدف مع الإبقاء على حمدوك فى دور مرسوم لتوظيف شرعيته الوفاقية
لماذا حمدوك ؟
ليس لانه سوبر مان السياسة السودانية وليس لان السودان لم يلد سواه أبدا حتى الرجل نفسه لم يقل ذلك بل حتى فى آخر مؤتمر صحفى قال انه عاد فقط ليقوم بدور فى ايقاف الحرب وان السودان به من هو خير منه لقيادته ولا رغبة له فى الاستمرار لو وقفت الحرب
لكن الرجل فى راى لديه واقع لا يمكن تجاوزه او ليس من المصلحة تجاوزه
فهو اياً كان راى البعض فيه جاء بأمر الثورة الشعبية التى أزاحت نظام الإنقاذ اياً كان من اعد سيناريو ترشيحه
الرجل وانا كنت من اكثر الناس انتقاداً له اثناء الفترة الانتقالية علنا كان معروفا عنه اثناء انه كان مختلفا مع رؤية وممارسة من معه من السياسيين والعسكر فى وقت واحد وان كان قد اخذ عليه انه بطبيعته وخبرته لم يستطع ان يجعل من جماهير الثورة ومدها مصدر قوته والية ضغط ضد المختلفين معه
الرجل كتكنوقراط خبير فى مجال عمله ولديه سمعة وعلاقات مقبولة إلى حد ما اقليميا و عالميا
بدليل ان النظام السابق نفسه رشحه علنا وزيرا لأهم وزارة فى اى حكومة هى المالية قبل ان يتراجع عنها
ورشح من جهات محلية واوربية كرئيس لمجلس وزراء ثورة التغيير ومهما كان راينا في الجهات المحلية او الدولية التى رشحته سلبا او ايجابا من منطلق الناس العقدية او من توجهاتهم السياسية يسارا ويمينا فان الجهات التى رشحته لديها القدرة على قياس الحد الادنى لصلاحية القائد لدوره فى نوع القيادة المطلوبة للمهمة وفقا للمطلوب منه
كما ان الانقلاب الذى أزال الحكومة التى راسها إعادته منفردا باتفاق بينهما عندما واجه الانقلاب مشكلة الشرعية فى الحكم وهذا بصرف النظر عن طريقه تصرفه فى القرار يعنى ان شرعيته ليست محل اختلاف مع انها شرعية توافق وايضا هناك باقى من الثقة والصلة ولغة الحوار مع الطرفين المتحاربين مع أنهما اتفقا للانقلاب عليه
كان معروفا انه ليس على وفاق مع احزاب الحرية والتغيير بل انقطعت علاقته معها بعد الانقلاب
ولكن كلاهما شعر بحوجته للآخر فاحزاب الحرية والتغيير لم تجد راساً يقود تحركه وهو وجد صعوبات فى التواصل مع الدول دون غطاء او صفة معلنة ولمست ذلك بيدى فى مناسبة واقترحت على احد مستشاريه ان أمامه ثلاث خيارات اما ان يكون حكومة منفى وهذا كان افضل فى راى وكانوا يرونه فى البداية صعب التنفيذ او يخلق كيان سياسى مدنى اشمل من قحت وأوسع او ان يتحرك كمواطن عادى صاحب قضية وهذه قيمتها اقل وبعد فترة اختار ان يكون الية اكبر فاختار تقدم لكن الخطا كان انه بنى تقدم بنفس منهج قحت وبرجالها
ولذلك لم تكن افضل من قحت كثير اذ اعتقد ان ضم عبد الواحد والحلو وبعض من أصحابه يمكن ان يحدث فرقا ولاسباب كثيرة كانت النتيجة سلبية عليه
بسبب انه لا يدرك ان ممثلى احزاب مركزية قحت الثلاث الأساسيين لا يمثلون إلا انفسهم. وان نصف الألف الذين جمعوا فى مظاهرة تقدم باديس اغلبهم ليس له صفة ولا يعرفون لماذا دعوهم
ولذلك فتقدم عنصر عائق لقيام كيان مدنى قوى
وليس اضافة له لذلك تحريره منها قد يفعل دوره اكثر
وهو على علاقة جيدة مع بعض الدول المهمة ابو ظبى وان كانت متهمة بانها دولة داعمه للدعم السريع فان دوره يمكن يصحح هذا الوضع فى اطار حزمة الحل لإثبات مقدرته فى التأثير عليها وبنفس الخندق هو صديق ومعايش للرئيس الاثيوبى الموثر فى الاتحاد الافريقى غير المعترف بحكومة الخرطوم ولا يجب ان ننظر إلى هاتين العلاقتين بمنظار الإسلاميين الذين يضعونها فى خانة الخيانة بل نوظفها فى عكس توظيفهم لدعم التزام الرجل فى إعلانه المتكرر انه كرس نفسه لايقاف الحرب
وكذالك دعم حسن موقفه فى الفترة الاخيرة مع مصر المعروف دورها وثقلها المهم وخصوصية علاقتها الاستراتيجية من التحرك فى قضية من خلال احتفاظها بسلطة الأمر الواقع وهى دايما تتحرك فى السودان من خلال شرعية الواقع وهذا الدور مقبول ومفهوم لدى الجميع لكن مطلوب قائد يدير الأمر بكثير من الحكمة والعناية لتصب فى مصلحة الشعب السودانى بعيدا عن مخطط الإسلامويين ونفس الحال مع السعودية بتوازن مختلف لدور السعودية مع اطراف الحرب فى مبادرة جدة هذا بخلاف علاقاته الاوربية والأمريكية التى يمكن توظيفها فى الاتجاه الايجابى فى حل سودانى بعيدا عن سلبيات مجلس الامن
اذن اقتراحى مهما اختلف عليه من الآخرين وهو متوقع لو اصبح واقعا سيخدم القضية مع احتفاظ اى طرف بموقفه الذى يفرضه عليه واقع دوره
١/ يفك الاشتباك بين حمدوك وتقدم بمكوناته المعقدة التى تحول بينه وبين الكتل السودانية بحرية باختلاف مواقفها
٢/ يجعله اكثر حرية فى الدور وحرية فى التصرف وتحملا للمسؤولية مع الدول مهما كانت مواقفها وايا كانت التهم الموجهة للأحزاب
٣/بعده عن الاحزاب يلقى للمسؤولية عليها فى تكوين
الكتلة المدنية بعيدا عن اتهامات فى الرغبة فى العودة
بتحالفات مرفوضة من البعض
٤/يسحب بموقفه البساط من تحت الإسلاميين فى الحملة الموجهة للثورة بتصحيحه لموقفه
٥/ يسحب البساط من الدعم السريع فى اى محاولة لتكوين حكومة تحقق أهداف الإسلاميين فى خلق حكومتين تؤدى إلى انفصال امر واقع ويؤدى بالضرورة إلى تقطع السودان لان انفصال غرب السودان سوف يمتد قطعا إلى الشرق والنيل الأزرق وجبال النوبة
٦/ حكومة المنفى فى السودان ليست كما ارسل لى البعض مثل تجربة حكومة سوريا فهى ليس لها جيش حر ولا تحالفات عسكرية انما حكومة محدودة المسؤولية لها مهام محددة هى نفس المحاولات التى يقوم بها حمدوك حاليا من عمل اعلامى وسياسى وخدمى لملايين السودانيين فى الخارج والداخل والسعى الجاد لوقف الحرب وحفظ التوازن المدنى بعد وقف الحرب حتى. تكوين الكيان المدنى الجامع
٧/ فى المجمل إلى اننا نحتاج دايماً للضغط على اطراف الحرب من اى جهة وانظر لاقتراحى هذا كالية ضغط لخيار الوصول إلى الحل لسلمى التفاوضى
وهو اقتراح شخصى منى كما قلت
اعرف ان الحكومة سيعترف بها البعض ويرفضها البعض سيتجاهلها اخرين ولكنها فى كل الاحوال محاولة للتفكير خارج الصندوق فى ظل ما فعلته بنا عبث هذه الحرب فى طريقة تفكيرنا فى الحلول المعقدة
وتفكير ونظرة الناس فى الفيتو الروسى فى مجلس الامن وردود الفعل حوله من البعض الذى يعتقد خطاً اننا سلمنا بهذا القرار من التدخل الاجنبى مع ان التدخل فى الكنغو ١٩٦٠ وكوسوفو والكويت والعراق الخ كان ونفس هذا الفيتو قائم وبدون موافقة المجلس
وقد لا نعرف ان القرار ٣٧٧ / ٥٠ للجمعية العامة التى استخدمت فى الكنغو لحفظ الامن والسلم الدوليين وانقاذ المدنيين و فى غيرها كغطاء شرعى قائم وفى نفس الأمم المتحدة وخارج سلطة مجلس الامن ناهيك عن التدخلات التى حدثت دون اى غطاء قانونى
فالسودان وموارده وموقعه محط اهتمام العالم والفيتو الروسى يضيف مزيدا من الاهتمام ولفت النظر لهدف روسيا وموقفها من تصون ذهبها لدى الدعم السريع وتحفظ مكانتها مع الطرف الاخر فى نفس الوقت وتلك سياسة تواجد فى كل الظروف وردة فعل وزير خارجية بريطانيا فى مجلس الامن ضد روسيا ينبىء بان للحدث بقية
حفظ الله شعب السودان ووحدته ارضا وشعبا ،،،