رياضة

موسى السامرابي .. يكتب.. ( همسات النجوم ) .. وطنَّا البإسْمكْ كتَبْنا ورطنَّا

 

 

 

     بدّد فتية وأشاوس منتخبنا الوطني ” صقور الجديان”المشرّد المخاوف، عقب السقوط الشنيع، علي يد المنتخب النيجري،برسم الجولة قبل الأخيرة،من تصفيات كأس الأمم الأفريقية الكان،التي تقام نهائياتها العام المقبل في الأراضي المغربية،حينما تلقي شباكهم رباعية كاملة،في ليلة كانت مظلمة وكاهلة في نفس الوقت علي جماهير الشعب السوداني،الذي إنتابه الهلع، وبدأت الطموحات تتلاشى، خاصةً بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها أبطال السودان في المقابلات السابقة، علي مستوي تصفيات كأس العالم وبطولة الأمم الحالية،وسرعان ما طوي أبناء التقني الغاني جِيْمِسْ كُوَّاسِيِ أبْيِاه،المدير الفني لصقور الجديان،موقعة النيجر وفتح بالتالي ملف، ملحمة العبور وتأكيد الجدارة،حينما حطّتْ البعثة المحطّمة رحالها في بنغازي الطاهرة،علي قول حبيبنا وصديقنا الغالي هيثم محمد علي،وبدأ الجميع في وضع الخطط والتكتيك، المناسب للإنقضاض علي المنتخب الأنغولي ، متصدر ترتيب المجموعة،والمتأهل سلفاً إلي النهائيات،بغية خطف الورقة الثانية،وتفادي أي سيناريو محتمل من نظيره المنتخب الغاني، الذي ودّع التصفيات متزيلاً لهذه المجموعة،وبدأ الجميع في رسم خارطة تخطي الغزلان الأنغولية وعدم الوقع في الخسارة،التي تعني خروج سودان العزة والكرامة من سباق تصفيات الكان وتبديد الحلم الذي إنتظره المكلومين بنيران الحرب،والفارين من جحيم الأوباش الذين عاثوا فساداً وقتلاً وإغتصاباً في المواطن السوداني الذي ضاق ويلات حرب الخامس عشر من أبريل، ولا زال يدفع الثمن غالياً،وكان رفاق القائد “رمضان عجب” وبقية المقاتلين، في الموعد تماماً ، عندما نزلوا أرضية ملعب شُهَداءِ بَنِيْنَا بِمدينةِ بَنْغَازِي، التي أصبحت الفأل الحسُن لمنتخبنا الوطني الأول الذي قدّم لاعبيه ملحمة تأريخية أمام أنجولا وأضاعوا رماته فرصة سهلة كانت كفيلة، بخروج السودان منتصراً،من هذه المواجهة التي ظهر فيها اللاعبين، بمستوي فني وبدني عالي،فضلاً عن الروح القتالية التي أدي جميع لاعبي صقورِ الجِدْيان بدون إستثناء واحدة من الملاحم الكروية لا تقل عن صمود وبسالة أبطال قواتنا المسلحة في الخنادق ومناطق قتال العدو،بدايةً من الحارس العملاق محمد مصطفى الذي برهن بأن وجوده في عرين المنتخب،يشكِّل طُمأنينة ويعطي زملاؤه دافعاً معنوياً كبيراً،كما إسْتبسَل لاعبي خطف الدفاع بقيادة إرنق وبخيت خميس وكوكو ورمضان،فيما أبدع كل من ضابط الإيقاع والي الدين بوغبا وأبو عاقلة عبدالله،إضافةً إلي النحلة عبدالرؤوف روفا وصلاح عادل وأبو بكر عيسي في وسط المناورة،بينما لعب المهاجم المرعب محمد عبدالرحمن الغربال دوراً بارزاً في زعزعة دفاعات الخصم، مستغلاً خبرته الكبيرة في مثل هكذا مواجهات، ليخطفوا لاعبي السودان تعادلاً ثميناً وضعتهم مع عمالقة منتخبات القارة السمراء،وبات إسم سودانا الذي نعشقه علي لسان العالم أجمع، وقد تمكَّن الغاني كواسي أبياه في تسيير المباراة،بالطريقة التي أرادها،ووفق في التبديلات التي قام بها في الشوط الثاني،ليخرج الجميع سعيد ومنتشئ بالتأهل التأريخي لمنتخبنا الوطني الذي لاقي مساندة كبيرة طوال زمن اللقاء،من قبل جماهير الشعب السوداني الذين لجأوا إلي دولة ليبيا الشقيقة التي إحتوتنا وقدّمت لنا العديد من التسهيلات.
*آخر الهمسات*
كنّا نمني النفس أن يتأهل معنا المنتخب الليبي إلي النهائيات لتكون الفرحة فرحتين،ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وهاردلكم إن شاء الله في مقبل المناسبات،تحية وتقدير للجماهير السودانية التي جاءت من إجدابيا ومصراته ومن المرج ومن كل مدن الشرق، من أجل دعم أبطال السودان في هذه الملحمة التي كان لحناجر الأنصار دورُُ كبير في الأداء والنتيجة التي إنتهت عليها قمة صقور الجديان والغزلان.
و
وطنَّا البإسْمكْ كتَبْنا ورطنَّا

زر الذهاب إلى الأعلى