القاهرة _ رصد ومتابعة : بدر الدين العتَّاق
في إطار الفعاليات والأنشطة الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية المختلفة من الجالية السودانية في مصر ؛ نظَّم دار الحزب العربي الديمقراطي الناصري أمسية اليوم بمقره بوسط البلد ندوة بعنوان ( مستقبل العلاقات المصرية السودانية؛ من أجل حوار سوداني سوداني) بحضور الأستاذ الدكتور / عثمان بشرى المهدي؛ رئيس فرعية حزب الأمة القومي في مصر؛ والأستاذ / الصادق علي حسن؛ رئيس أمناء هيئة محاميي دارفور؛ والأستاذة / أسماء الحسيني؛ مدير تحرير الأهرام والكاتبة المتخصصة في الشأن الأفريقي؛ والأستاذة / صفاء حمودة؛ عضو الحزب الديمقراطي الناصري والناشطة السياسية السودانية؛ حيث حضر الندوة لفيف من المثقفين والسياسيين والإعلاميين والصحافيين والرموز الوطنية والسياسية من البلدين الشقيقين والمهتمين بالشأن العام السوداني والمصري؛ حيث كانت مضابط الندوة ملخصة في المتحدثين أعلاه ومن ثم فُتحت الفرصة للحضور بالمداخلات والتعقيبات على موضوعي الندوة.
رصد ومتابعة :
كلمة الأستاذ الدكتور / عثمان بشرى المهدي
تحدث الأستاذ فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين من حيث البعد العاطفي والبعد التاريخي وأن
علاقة مصر بالسودان علاقة ذات منظور سيادي؛ وليست من منظور التكافؤ مما يعتبر من مهددات العلاقة باستجرار الماضي بترجيح الرومانسية على العقلانية ثم الإعلام السالب الذي يؤطر لذلك المفهوم ” رؤية محدودة لحزب الأمة القومي “.
ومن ثم في ذات السياق تحدث عن ” الدور الإقليمي السالب ، بالتحديد إسرائيل في المنطقة العربية ودورها في تمزيق الوحدة بين مصر والسودان” .
وأشار سيادته إلى ” ضرورة الإهتمام بممسكات العلاقات الأزلية التي تربط بين البلدين الشقيقين في إطار الدين واللغة والمياة والأمن الوطني المصري والسودان” ؛ وقال” إن ما يحدث الآن ما هي إلا مشاكل مفتعلة منها التعليم والإقامة والعمل والصحة وخلافه وعليه يجب مراجعة هذه النقاط حتى تزول الحجية وتداعيات المنظور السالب إلى السودان ” .
وأكد سيادته على” أهمية البعد الاستراتيجي للأمن القومي لمصر من السودان والعكس بتركيز النظر على العوامل الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية والسياسية بعيداً عن المنغصات التاريخية “.
ومن جانب آخر حول ذات الموضوع أشار إلى” ضرورة الحوار السوداني السوداني الخالص ، وقالد: سبق أن قدمت ورقة في هذا المكان وتوجد مخطوطات فلا داعي للاعادة ههنا ” .
كلمة الأستاذة / صفاء حمودة
أوضحت الناشطة في مجال حقوق الإنسان أن” هذه الحرب أوسخ حرب تمر على المدنيين في تاريخ السودان الحديث إذ فقدت فيها كل أنواع الحياة، وذلك بتعزيز خطاب الكراهية والبغضاء والعنصرية والاثنية التي مثلت فيها الدعم السريع كل أنواع الانتهاكات لكرامة المواطن السوداني والاغتصاب الجماعي والانتهاكات للحقوق والقتل والتصفية على أساس عرقي حيث أثر طرفي النزاع إلى حد التصفيات الجسدية حال الانتماء لأحد الطرفين ، حيث قام الجيش بتجييش الشعب مما يخالف بروتوكولات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المادة ١٣ مما أثر على عملية التعليم والحياة بكاملها ” .
وفي ذات الصلة قالت :” يجب على الجيش الذهاب إلى المفاوضات
والسماح للمدنيين بتلقي المساعدات الإنسانية اللازمة وإجبار قوات الدعم السريع على وقف الانتهاكات التي أودت بحياة الملايين من أبناء الشعب ” .
كلمة الأستاذ / الصادق علي حسن
ابتدر الأستاذ حديثه عن ” ضرورة الحوار السوداني السوداني وأهميته بعيداً عن أدلجة الجيش المعروفة الآن” وحمَّل سيادته الإشكال القائم ” لضعف النخب السياسية السودانية في تغيير النظرة للسودان من مصر بعدم الكفاءة ” .
وفي ذات السياق قال ” إن المؤسسات الأكاديمية مقصرة في توضيح هذه العلاقة لكن أثمَّن على وجود أسماء الحسيني ونبيل نجم الدين الخبير الإعلامي في التداخل بين الشعبين وتذويب الفوارق فما يقومان به هو جهد شعبي خالص يشكران عليه” .
واحال سيادته إلى أن ” أزمة اغتيال حسني مبارك في التسعينيات تسببت في عرقلة العلاقات بين البلدين الشقيقين مما أدى إلى إشكالية الحياد وهو ضعف وموقف سلبي من القيادات السياسية السودانية الحزبية “.
وأوضح أن ” فشل حمدوك إبان تسلمه رئاسة الوزراء في الاستفادة من الثورة من مسببات الأزمة اليوم “.
كما قال بأن ” عزل المؤتمر الوطني عن قضية الحوار الوطني السوداني السوداني خطأ ، لا يتفق مع الدساتير القانونية ولا السودانية ، فالوضع أصلاً غير دستوري فلماذا يستثني من مشاركته في الحوار ” .
وأشار إلى أن ” عمل الجيش في السياسة هو خطأ أيضاً ويجب منعه من الوظائف الدستورية على كل من ثبتت إدانته في جرائم حرب وهذا ما ساق إلى ضياع الشرعية الثورية السودانية وتسبب في تمدد الفراغ السياسي عبر البندقية وعبر الإسلاميين ” .
وأضاف ” يجب ارتقاء الأحزاب السياسية السودانية اليوم لمستوى العقل والحكمة بمشاركة عدد أكبر من المشاركات السياسية وبالتحديد المؤتمر الوطني ” .
كما تطرق إلى علاقة مصر والسودان حيث قال ” علاقة تاريخية تجمع بينهما المصالح المشتركة وأن المجموعات المسلحة موجودة ومتمددة خلاف مليشيا حميدتي فيجب معالجة هذه الظواهر القادمة من الحزام الأفريقي وهم مجموعات مستخدمة من جهات خارجية ويجب معالجتها بالمواطنة والتقييم قبل وصولها إلى مصر ومناطق أخرى” .
وأضاف ” وهي لا تتقيد بأي قائد عسكري ميداني أو غيره فهي تعمل وفقاً لمصالحها الشخصية وانتشارها في المنطقة الأفريقية ؛ وفي ذلك البرهان يطرح بيانات غير جديرة به فيدعي أن تكوين المليشيات المسلحة من غير السودانيين فهو أكبر من أرتكب فظائع في دارفور فكان يسمي نفسه” أنا رب الفور ” .
وأكد على أن ” المجموعات المسلحة التي على سدة الحكم الآن أخذت محل الميليشيا المتصارعة مع الجيش بصورة من الصور عبر السلطة الآن” .
وأعرب عن ” عدم التأهيل الكافي لهم لتنسمهم وظائف في الدولة بغير وجه حق ويجب مناقشتها باستفاضة دون تحرج ” .
ومن ثم فإن ” عمل المؤتمرات واهية ووهمية لم تفض إلى شيء ، إذ لم يحتسبوا للحرب القائمة الآن وكان يمكن تداركها حيث دعوا إلى تفكيك الجيش ، وأول من دعا إلى ذلك هو مالك عقار وهو اليوم في سدة الحكم “.
وأشار إلى الدول المتورطة في حرب السودان فقال” إن دولة الإمارات متورطة في هذه الحرب ولم تتقدم أي شكوى ضدها حتى الآن في الجهات المعنية إذ مصالحها – أي الإمارات – أكبر مع المجتمع الدولي من أن تقف مع السودان وهذه الحرب أتوقع أن تستمر وتتمدد إلى مصر وكل المنطقة العربية بلا استثناء ” .
كلمة الأستاذة / أسماء الحسيني
تحدثت بعد شكر المنصة والحزب وداره إلى” أهمية العلاقات بين مصر والسودان بالتنبيه لأسباب نشوب الحرب من اهتراء الأوضاع في السودان ومواصلة الدور الإيجابي لمصر بعد عملية اللجوء في حلحلة المشاكل القائمة منها التعليم والصحة والإقامة وإيقاف التليفونات وعملية الدخول والخروج لمصر وكبار السن وقيادة الرموز الوطنية السودانية ومن هنا نرسل رسائل إيجابية تطمينبة للشعب السوداني منها احتضان مصر لهم بتقديم شراكات تعليمية على كل المستويات والمجتمعات والمنظمات النسائية ” .
وفي ذات السياق قالت” إن كل مصري وطني أصيل تهمه قضية السودان ويجب المحافظة على هذه العلاقة لأهميتها في المنطقة وعدم تركها للمغامرين والمقامرين بنظرة عامة “.
وعن العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين أكدت على وجوب ” أهمية تجاوز المظالم التاريخية في هذه المرحلة من أجل بناء الثقة بين الشعبين ويجب تحرير ذلك وإعادة النظر في الجانب الإيجابي بيننا ووضعها في نصابها الصحيح ويحتاج إلى وقت طويل بلا شك ، ونحتاج إلى كيان سياسي سوي في البلدين لصالح الشعبين ” .
وأكدت على متانة هذه العلاقات بقولها ” مثل المشروعات الصامدة كالطريق البري الرابط بين البلدين وعملية التكامل يجب تطويرها وغيرهما لتمتين العلاقات رغم التعقيدات المأساوية فهذه فرصة جيدة بلا شك ويجب تكاتف الجهود بين الشعبين الشقيقين من أجل بناء علاقات سليمة وقوية ” .
وعن الحرب الآن في السودان قالت ” لا تبدو هناك بوادر أفق للسلام من القائمين عليها إثر تعنتهما ، إذ دخلت فيها عناصر جديدة وقديمة ، اتجهت نحو الجهوية وخطاب الكراهية والعنصرية وليس التقسيم هو الخطر الوحيد على السودان بل تفكك النسيج الإجتماعي والمعاناة والفقر والمجاعة والمرض وتمزيقه هو الأخطر لأنه يودي إلى أسوأ من ذلك؛ ولا بد من إيقاف كل تلك المسببات التي أدت إلى الحرب والمخاوف من الحروب الأهلية ولا بد من طريق ثالث يكتسب شرعية مجتمعية محلية ودولية واسعة كما سبق الإشارة إليه ، يحفظ دماء الشعب السوداني ووقف الحرب وخطابات الكراهية والعنصرية ” .
وعن التدخلات الخارجية لم تسمها أشارت إلى أن” هناك جهات كانت تحاول جر مصر للحرب وما زالت لكن مصر تصرفت بحكمة من أجل السلام والأمن القومي المصري والمنطقة العربية بوقوفها على مسافة واحدة بين الفرقاء السياسيين السودانيين وعلى؛ المدنيين السياسيين الدور الأكبر من أجل التحرك للسلام وحماية المدنيين العزل وتأسيس مشروع وطني سوداني يتفق عليه الأغلبية مثل الجيش والتحول المدني الديمقراطي ” .
وأكدت على” ضرورة وقف الحرب وإيجاد طريق ثالث مع قراءة مجربات الأحداث الدولية من إنتخابات أميركية وفراغ سياسي لا يُنتبه معه للشأن السوداني قريبا وعليهم النهوض بأنفسهم لوقف الحرب ورأب الصدع؛ وشكراً لكم “