X

إخلاء المدارس يجبر نازحي السودان على مغادرة الملاجئ ويفاقم المعاناة

شرق السودان: سلمى أحمد

مع تطاول أمد الحرب تفاقمت معانات النازحين فى شرق السودان الذين قدموا إلى الولايات الآمنة بحثاً عن الإستقرار، حيث يواجهون بأزمات عديدة من بينها المآؤى ونقص المواد الغذائية والدواء وغيرها من صنوف المعاناة اليومية.

وأسهم قرار حكومة ولاية كسلا بإخلاء المدارس من النازحين لفتح المدارس في تضاعف المشكلات بعدم وجود مآؤى، ولجأ كثيرين إلى ظلال الأشجار وسط ظروف مناخية صعبة، من بينها هطول الأمطار وحرارة الطقس، فضلاً عن نفاد المدخرات المالية.

وإزاء هذا الوضع تعددت الأزمات بصورة غير مسبوقة ولم يجد النازحين مآوى جديدة بعد خروجهم من المدارس، إلى جانب أزمة الغذاء والعلاج وعدم ووصول المساعدات الإنسانية، بالتالى بات وضعهم أكثر صعوبة ومصيرهم أكثر غموضاً.

مركز النازحين

وتعد مدينة كسلا بشرق السودان إحدى المدن التي إستقبلت آلاف النازحين الهاربين من جحيم المعارك والإعتداءات والإنتهاكات المتواصلة بحق المدنيين، والتي يرتكبها طرفى الحرب،.

وتعد محنة النازحين في كسلا هي مثال معبر عن الأزمة الإنسانية الأوسع نطاقاً في السودان الناتجة عن النزاع الوحشي المستمر، إذ يعاني الناس من خسائر بشرية كبيرة وفقدان سبل العيش وانعدام الأمن الغذائي.

معاناة وأزمات

في السياق، يقول سامي حسن الذي نزح إلى ولاية كسلا في حديثه لـ (ترياق نيوز) إنه “وصل بعد رحلة محفوفة بالمخاطر خاضها هو وأسرته، حتى تمكنوا من الوصول.

وأضاف أن “الأوضاع باتت أكثر صعوبة بعد قرار إخلاء المدارس من قبل سلطات الولاية، لأن الكثيرين أصبحوا في العراء وتحت ظلال الأشجار.

من جهته أشار النازح أحمد إبراهيم في حديثه لـ (ترياق نيوز) “بعد تأمين المبالغ المالية للسفر إلى شرق السودان من ولاية الجزيرة أصبح التنقل صعباً، بحثنا لمدة أربعة أيام لتأمين سيارة ولم نجد، إستخدمنا عربة الكارو، ثم لجأنا إلى عربة (التكتك)، وتم تقسيم النازحين إلى مجموعات.

ويضيف : كنا في منطقة جسر البقاع للإخلاء، وكانت طائرة حربية تحلّق فوقنا فردّت (قوات الدعم السريع) بمدافع مضادة للطائرات وكنا على بعد (20) متراً من مكان إطلاق النار، كان هذا واحداً من أصعب المواقف التي مررنا بها.

مصير مجهول

من جهة أخرى، تشير نون إبراهيم التي تسكن في مدرسة ذات النطاقين بمدينة كسلا برفقة أسرتها إلى أنهم “اضطروا للفرار من العاصمة الخرطوم نحو مدينة ود مدني بعد إندلاع الحرب، لكن تداعيات الصراع المسلح لحقت بهم هناك أيضاً فاضطروا للنزوح مجدداً إلى كسلا.

وأضافت : بسبب هذه الظروف أقمنا في إحدى المدارس، وقدمت لنل المنظمات الخيرية المساعدات القليلة.

وأشارت إلى أن أوضاعهم سيئة بسبب توقف عملها وزوجها وتوقف تعليم أطفالها.

ونوهت بأنهم يتخوفون حالياً من تنفيذ قرار إخلاء المدارس، حسب ما قيل لهم من بعض المشرفين على سكن النازحين، على أن يحولوا إلى مراكز إيواء جديدة بعيدة عن المدينة.

وأكدت أنهم لن يغامروا بالذهاب إلى المراكز الجديدة، وسيحاولون استئجار منزل صغير بدلاً عن ذلك، وإذا تعذر عليهم سيغادرون إلى مدينة أخرى.

تعدد الأزمات

وتعاني الكثير من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء من الازدحام بسبب كثرة عدد النازحين ووصول آخرين كلما تفجرت المعارك أكثر، وقد وجد المئات من الرجال أنفسهم عاطلين عن العمل بين ليلة وضحاها، وفشل الكثيرون في دخول السوق لعدم توفر رأس المال بأيديهم ومحدودية المجال الاقتصادي في الولاية، وباتوا يعتمدون على تلقي المساعدات التي تقدمها المنظمات بين الحين والآخر لإطعام أطفالهم، ويعيش هؤلاء النازحون كابوسا لا ينتهي في انتظار نهاية الحرب ليتنفسوا الصعداء وتتوقف معاناتهم.