X

عبدالعزيز حسن علي .. يكتب .. كواليس الفترة الانتقالية (وكوابيسها)!!

 

 

 

 

    الأستاذ فايز السليك، الصحفي والمستشار الإعلامي بمكتب رئيس الوزراء في الفترة من مارس ٢٠٢٠ الي نوفمبر ٢٠٢١، رفد المكتبة بكتابه الجديد ” كواليس الانتقال في السودان – ثورة ديسمبر وأزمة منتصف الطريق – ” الصادر بطبعته الاولي العام ٢٠٢٣ من دار النسيم للنشر والتوزيع . أوضح المؤلف انه استقي مادة الكتاب الأساسية من ملاحظاته والمعلومات التي توفرت له خلال عمله في مكتب حمدوك، بالإضافة الي انه سعي خلال عام كامل للحصول علي إفادات ومعلومات من قيادات فاعلة في مرحلة الانتقال من سياسيين، وشخصيات دستورية الخ.
اشتمل الكتاب علي مقدمة وثمانية أبواب تناولت معظمها الإجابة على السؤال الكبير
كيف ولماذا حدثت انتكاسة الثورة والتحول الديمقراطي (ازمة منتصف الطريق).
استمتعت بالكتاب وأسلوب الأستاذ فايز الرفيع في الكتابة الموضوعية المبنية على المعلومات المحققة ، وكما قال هو ” لا اهدف في هذا الكتاب الي تحرير ادانات او اصدار صكوك براءة بل هدفي تقديم العبر والدروس من الأخطاء وتسليط الأضواء علي المناطق المعتمة حتي عبورها بسلام ولكي تنجح تجربة الانتقال، وللمساهمة في عملية التوثيق وتغذية الذكرة السودانية لتمليك المعلومات للأجيال القادمة” .
ادناه بعض المقتطفات من قراءتي للكتاب واتمني ان يسعي الجميع لاقتنائه، كما ارجو ان تسعي المنابر الاسفيرية وغيرها لتقديم الدعوة لفايز للحديث حول الكتاب ، وفي هذا الصدد اشيد بالزملاء في التحالف الديمقراطي بواشنطن الذين بادروا لاستضافة السليك في ندوة مفتوحة قدم فيها اضاءات كثيرة عن الفترة الانتقالية.
• المجلس السيادي وكيف جاءت نيكول!
كان الراي الغالب وسط قيادات الحرية والتغيير، ان يقتصر تشكيل المجلسين السيادي والوزاري علي كفاءات وطنية – تكنوقراط، ” الا ان حزب البعث العربي الاشتراكي قاتل بشراسة وحدثت مواجهات حادة بين محمد ضياء الدين والصادق المهدي – واصر البعثيين علي تعيين مرشحه دكتور صديق تاور في مجلس السيادة ومرشحه الاخر دكتور ادم يوسف الضي في التشكيل الوزاري ، وتبع ذلك دخول محمد الفكي اتحادي و حسن شيخ ادريس حزب امة .
كان راي صديق يوسف القيادي الشيوعي ان العسكريين لان يتلزموا بطبيعة المجلس السيادي البروتوكولية لذلك يجب ان تدفع القوي السياسية بقيادات قوية لمواجهة أي انحراف عسكري، لذلك قدم مقترحاً بتسمية الأستاذة سارة نقد الله الأمين العام لحزب الامة لمجلس السيادة ، لكن السيد الصادق المهدي رفض مقترح عم صديق بحجة رغم رغبتهم في االمحاصصات الحزبية في الفترة الانتقالية!! . طبعا عزيزي القارئ متروك لك حساب عدد كوادر حزب الامة في الحكومة الاولي – الحزب الذي يرفض االمحاصصات في المجلس السيادي ومجلس الوزراء والولايات !! .
كان نتيجة رفض السيد الصادق المهدي لمقترح الأستاذ صديق يوسف ، بتسمية سارة نقد الله ، كانت النتيجة السعيدة تعيين رجاء نيكول في مجلس السيادة القريبة من العسكر و ” اللاعب رقم ١٢ للمجلس العسكري ” كما وصفها المؤلف.
• جهاز امن الثورة يتجسس على قوي الثورة!
كانت التقارير الأمنية التي يعدها جهاز الامن والمخابرات وتقدم يوميا لحمدوك تتسم بالركاكة وعدم دقة المعلومات وتتجسس علي اجتماعات حزب الامة والمؤتمر السوداني والحزب الشيوعي بينما كانت تخلو تماما من نشاطات الإسلاميين والمؤتمر الوطني.
رفض العسكر ترشيح البروفسير محمد الأمين التوم لوزارة التربية والتعليم في الحكومة الثانية لانه ” سقط في الفحص الأمني ” – بدون تعليق –
• جبريل ابراهيم والمالية
حكومة المحاصصات وإصرار جبريل إبراهيم علي تولي وزارة المالية بنفسه واعلانه ان سبب تمسكه بوزارة المالية لانه يريد ان تكون الموارد تحت سيطرتهم وهم يدخلون الانتخابات العامة ، ولضمان تنفيذ مستحقات اتفاق سلام جوبا .
الهدف من هذا البوست هو الاشارة والتنبيه لهذا الكتاب الهام ، وليس التلخيص الشامل ، الكتاب شمل ايضاً تغطية النقاط ادناه وغيرها :
• العسكر والاستيلاء على ملف السلام
• التطبيع
• اللوبيهات و(الشللية)
• خفايا استقالات الوزراء واقالة دكتور اكرم التوم
• مكتب رئيس الوزراء وقصة المزرعة
• (عمال المزرعة ) وفكرة قيام حزب جديد
• الشيخ خضر كبير المستشارين ” الزعيم رقم صفر” الرجل الذي يكتنفه الغموض
• معركة الدكتور عمر القراي وقصة انصار السنة الذين اشترطوا علي حمدوك دعم الحكومة مادياً اذا تم ابعاد القراي !!
• اسطورة الشفيع خضر وخلافه مع حمدوك
• التمويل الأجنبي والجوازات الأجنبية
• حمدوك، من هو ؟ وكيف اختير! شخصيته والجدل حولها
• اختيار الولاة – ازمة والي كسلا صالح عمار – واقالة والي القضارف علي الهواء .
• الاختفاء القسري للمجلس التشريعي وميلاد مؤسسة جديدة تشبه البغل فهي ليست حصانا ولإحمارا اسموها مجلس الشركاء
• الإصلاح الأمني والعسكري
• محاولة اغتيال حمدوك الحقيقة الغائبة
• الخلاف بين البرهان وحميدتي
في الباب الاخير الذي جاء بعنوان ” ثم ماذا؟ واين الطريق ؟ قدم المؤلف مقترحات وافكار تساعد في تفادي الحلقة الشريرة ة واستعادة التحول الديمقراطي واستدامة الديمقراطية .

في الختام تختلف او تتفق مع الاستاذ فايز السليك حول قيمة المعلومات او التحليل الذي يقدمه في فصول الكتاب ، لكن لا يمكن الا ان ترفع له القبعات لصبره في التوثيق ، والتحقق من المعلومة من اكثر من مصدر ، والموضوعية في النقد حتي علي نفسه ، واعلاء الحقيقة علي حساب الصداقات التي ربما يشعر بعضها بالضيق من الشفافية التي للاسف لم نتعود عليها في العمل العام ، واتمني ان يشجع الكتاب اخرين علي الكتابة لفائدة العمل العام وتطويره .