نعاني من عدم توفر ادوية الطوارئ والتخدير وتذبذب التيار الكهربائي
الكوادر القادمة من الخرطوم القولد محطة عبور لهم بغادروا برغبتهم
هنالك ثلاثة مستويات ٱدارية وليس لدينا خلاف مع لجنة التطوير
حوار : حسين محمد علي
*مقدمه* :
( *الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى* ).. *هكذا تقول المقولة الشعبية زائعة الصيت.. ومن أجل ذلك نبعت الحوجة للمشافي وتطوير العمل الطبي ووضع الميزانيات والخطط والمشروعات التي تعزز من توفير الخدمة الطبية بغرض تقديم خدمة طبية مميزة تناسب قيمة الإنسان الذي كرمه رب العزة والجلال.. والذي جعله في أحسن تقويم.. وعطفا على ذلك فقد دار لغط كثيف عن أداء المستشفيات الحكومية بصورة عامة.. في ظل الواقع الاقتصادي والصحي المتأزم الحالي، ولم تكن مستشفى القولد التخصصي ببعيدة عن ما يدور في الوسائط المتعددة ما بين قادح في الأداء ومادح لما يقدم من خدمات طبية بالمستشفى – صحيفة (ترياق نيوز).. جلست إلى المدير الطبي لمستشفي القولد الدكتورة زينب حسنين لمعرفة العديد مما يثار عن العمل الطبي بالمستشفى، ثم التقت أيضا بالمدير العام للمستشفى الدكتورة أريج ميرغني للتعرف على واقع العمل الإداري بالمستشفى – فإلى ما أدلوا به :*
س – *دكتوره زينب عرفينا عن نفسك وعن المراحل التعليمية لك؟*
س/ في البدء نرجو ان نتعرف بداية عملك في مستشفى القولد ؟
ج- انا بدأت العمل بمستشفى القولد كخدمة وطنية في العام (٢٠١٥م)،ثم واصلت العمل بعد ذلك إلى تاريخ اليوم.
س / ما هي أهم الأقسام الفاعلة بالمستشفى؟
ج/ قسم الطوارئ والإصابات يعمل على مدار اليوم، وفيه اختصاصي الباطنية – الأنف والأذن والحنجرة – قسم الحضانة (حضانة الأطفال) – قسم النساء والتوليد – قسم العظام – قسم الموجات الصوتية – قسم العلاج الطبيعي – قسم الاشعة – اما بخصوص العيادات،، فبعد استيعاب الكوادر القادمة من الخرطوم بسبب ظروف الحرب لدينا عدد (3) اختصاصي باطنيه (3 ) اختصاصي اطفال (٢) اختصاصي أنف وأذن وحنجرة.. اختصاصي لقسم العيون الذي يعمل يومي الاثنين والأربعاء.. فقط ينقصنا في هذا القسم الاجهزة لتطوير العمل لعمليات الجراحة .
س/ *مستشفى القولد يعتبر مرجعي لمحلية القولد ماهي أبرز معوقات العمل؟*
اول هذه المعوقات هي عدم توفر ادوية الطوارئ المجانية . وبعد ظروف الحرب أصبحت هناك أشياء معينة غير موجودة وهي تشكل لدينا هاجس لأننا نشتريها من السوق الحر..
المشكلة الثانية تتمثل فى انعدام ادوية التخدير إلا عبر السوق الأسود وهذا مهدد لعمل الجراحة والعمليات.. المشكلة الثالثة هي مشكلة الجازولين، بعد التذبذب الواضح في التيار الكهربائي جعلنا نستخدم الجازولين بصورة كبيرة وهو أمر مرهق للمستشفى بعد الزيادات الكبيرة في أسعار الجازولين .. وهناك تكفل من وزارة الصحة للطاقة البديلة (الطاقه الشمسية) حاليا تجري المساعي لتركيبها، كذلك من المعوقات عدم توفر الاجهزة المهمة لقسم العظام.. لأننا بعد التشخيص ليس لدينا حل غير تحويل المريض لدنقلا ومعروف أن مستشفى القولد يقع بالقرب من طريق شريان الشمال وكثرة نسبة الحوادث والإصابات في الفترة الاخيرة.
س/ *هناك حديث عن حالة مريض بالزائدة وتحويل المريض إلى الخندق بعد بدء العملية نتيجة انقطاع الكهرباء وعدم جاهزية مولد الكهرباء بالمستشفى ماهي ملابسات هذه الواقعة؟*
ج/ المشكله كانت في عطل في المولد، والاسبير لم يكن متوفر إلا في دنقلا – وبعد استجلاب الأسبير من دنقلا يوم الخميس لم نتمكن من إجراء الصيانة بسبب ظروف الأمطار وتعزر وصول (فني التشغيل)، وفي يوم الجمعة بدأت عمليه تركيب الاسبير وفي هذه الأثناء جاءت حالة مريض الزائدة وبعد إدخال المريض للعملية انقطع التيار الكهربائي، ولم تكن اكتملت عملية الصيانة للمولد بعد،، فاضطررنا لنقل المريض إلى الخندق عبر إسعاف المستشفى وتم إجراء اللازم نحو المريض.
س/ *لماذا لايكون هناك مولد احتياطي لقسم العمليات فقط لتلافي مثل هذه الحالات؟*
ج/ ميزانية المستشفى لا تمكنا من ذلك وحاليا هناك عجز في بند الجازولين بقيمة (٦)مليون جنيه عبارة عن مديونية قيمة جازولين لمحطة الوقود بعد مشاكل القطوعات الكبيرة في خدمة الكهرباء وانت تعلم الازدياد المتواصل في سعر الجازولين خلال الثلاثة أشهر الاخيرة.
س/ *هناك اتهام بالنسبة لك كمدير طبي للمستشفى بعدم تعاونكم مع عدد من الاختصاصيين فيما يتعلق بتنويم المرضى بالمستشفى؟*
ج/ بالنسبة لعملية التنويم أي حالة طارئة يتم السماح لها بدخول قسم الطوارئ وبعد ذلك إذا لم تتحسن الحالة يحول إلى العنابر وفق النظم واللوائح المتبعة .وكل الاختصاصيين في العيادات الخارجية مسموح لهم بالتنويم داخل المستشفى بحسب اللائحة .
س/ *لماذا إذن يحول الدكتور مجيب الرحمن مرضاه إلى مستشفى الخندق طالما هنا مسموح بذلك؟*
ج/ الدكتور مجيب الرحمن غير متعاقد مع المستشفى، وهو نائب اختصاصي، ليس له تغطية من اختصاصي، وطلبت الوزارة منه يعمل تعاقد مع الوزارة لكن الإجراءات ما اكتملت، وحاليا حتى مجيب الرحمن إذا كانت لديه حالات طارئة مسموح له بعملية التنويم داخل المستشفى.
س/ *هنالك خلل في الضبط الإداري بالمستشفى بحيث لا يوجد تناوب في بعض الأقسام مما يجعل تقديم الخدمة منقوصا في حاله عدم وجود هذا الكادر* ؟
ج/ هذا يرجع للنقص في الكوادر ونضرب مثال بمسؤول قسم ادوية الطوارئ بالمستشفى، القسم به كادرين فقط،، واحد يعمل حاليا والثاني في اجازة من دون راتب ففي حالة غياب الكادر لأي ظرف نضطر لإخراج كل الطلبية خلال اليوم للاقسام قبل مغادرة الكادر للقسم.
س/ *ماهي اوجه الخلاف بينكم وبين لجنة تطوير العمل الطبي بمستشفى القولد؟*
ج/ ليس لدينا خلاف مع لجنة التطوير والتي كان يمثلها قبل السفر الناطق الرسمي لها الدكتور أمير فتحي، وحاليا الدكتور عبدالإله كنة الخلاف ليس مع اللجنة.. الخلاف كان مع شخص واحد فقط ونشير إلى أنه ليست كل المشاكل تتبع للمدير الطبي فهنالك ثلاث مستويات في العمل بالمستشفى (المدير العام – المدير الطبي – المدير الإداري)، فكل مستوى له مهامه واختصاصه، لكن عامة الناس يعتقد أن كل مشاكل المستشفى هي مسؤلية المدير الطبي وهذا خطأ.. والحقل الطبي يختلف من الاقسام الأخرى لأن النشر الضار ضد المؤسسة جعل العديد من الكوادر الطبية ترفض المجيئ للعمل بمستشفى القولد.
س/ *لديكم تحسس من النشر الإعلامي عن المؤسسة وفي الغالب هو للتجويد لا التشهير لأن الإعلامي يهدف من وراء النشر لتقديم افضل الخدمات أليس كذلك* ؟
ج/ النشر من خلال هذا الهدف مهم لكن نعطيك نموذج في عملية النشر من ضمن ما قيل (هو اننا كنا سبب في تطفيش الكوادر الطبية).. وهذا الاتهام غير صحيح لأن كل أو معظم الكوادر التي قدمت من الخرطوم للعمل بالمستشفى ، كانت مستشفى القولد عبارة عن (محطة) وليست وجهة رئيسة، فكثير من هذه الكوادر ما إن وفقت أوضاعها أو وجدت فرص عمل في مواقع أخرى غادرت بمحض إرادتها ولدينا احصائية بالذين وجدوا فرص عمل خارج السودان والتحقوا بالعمل هناك لم نكن نحن السبب في ذلك، وإنما عندما أتيحت لديهم فرص عمل غادروا المستشفى، وهؤلاء كانوا إضافة للمستشفى والدليل على ذلك تم إنشاء قسم (حضانة الأطفال) لأول مرة بواستطهم،، وكوادر مثل هؤلاء مستحيل المستشفى تفرط فيهم، لذلك أمر مغادرتهم كانت برغبتهم هم وليس بسببنا كما تم الترويج له، واي كادر لمن يقول ليك انا وجدت عقد عمل فنحن نتمنى لهم الخير والاستفادة وأي كادر يصلنا فهو على العين والراس.
س/ *لماذا يرجح المواطن مستشفى الخندق على مستشفى القولد رغم أن مستشفى القولد بها معظم التخصصات؟*
ج/ الجانب النفسي لا يمكن القياس به لكن نحن لدينا جميع التخصصات شبه مكتملة في مستشفى القولد، حتى لدرجة وجود العلاج الطبيعي فهذا يرجح الأفضلية بالنسبة لمستشفى القولد من حيث توفر كل الأقسام.
س/ *هناك اتهام موجه لكم كأطباء بأنكم تفضلون مصلحتكم الشخصية والبحث عن التعاقد الأفضل على مصلحة المؤسسة أو المنطقة أو المواطن بدليل انك في فترة سابقة قدمتي استقالتك من الوظيفة العامة للبحث عن الأفضل ماهو ردك* .؟
ج/ لمن قدمت استقالتي في العام ٢٠٢٠م، كانت هناك عدة أسباب منها جائحة كرونا، وكنت ابزل مجهودا مقدرا والتقدير كان يذهب لجهات أخرى علاوة على أنني انعزلت من الاسرة وكنت بستلم كل المشتبه فيهم وكل حافز الكورونا كان يذهب للمدير الطبي الذي لم يكن يشتغل معاي في القسم وبسبب الكورونا انا انعزلت من الاسرة وبسبب الكورونا قاطعوني ناس البيت، استقلت لأني طلبت إجازة لظروف قدوم الوالد من الاغتراب الذي لم أتمكن مرافقته، فعندما لم يسمح لي بالإجازة قدمت الاستقالة وعلمت فيما بعد انه لم يتم قبول الاستقالة.. وجاتني عروض لكن قبلت طلب لجنة التطوير بعد أن علمت أن الأخ وليد ايدي أصر على عودتي للمستشفى ، فلم يكن امامي خيار سوى قبول العودة لمدة ستة اشهر في ظروف صعبة كانت الإيرادات (زيرو ) والمستشفى مطالبة من السوق حتى من تتعامل معاهم بالدين يرفضون إلا بضمان شخصي، ولو كنت أفضل الجانب الشخصي كنت قبلت العروض الاخري التي قدمت لي لكن فضلت الخدمة الإنسانية على الجانب الشخصي،ولم يكن الطب يوما (مال) ونحن نعلم معاناة المرافق والمريض عند حوجتهم للعلاج لذلك الخدمة الانسانية مقدمة على الجانب الشخصي..ولو قارنا استحقاق الطبيب في الدرجة الخامسة لو جدناه أقل من دخل عاملة غسل الملابس في المنازل،، فراتب موظف الدرجة الخامسة بعد خصم المواد التموينية لايزيد عن ال(70) الف جنيه . فلا توجد مقارنة بين منصرف الموظف والاستحقاق الراتبي.
س/ *كلمه حق في لجنه تطوير الخدمات الطبية بالمستشفى؟*
ج/ لمن نبدأ في الحديث عن الدعم الشعبي نترحم على رجل البر والإحسان(ابونا) عبد الله ايدي وكذلك ابنه المهندس وليد ايدي، والذي كان يدفع مطالبات الجازولين وغيرها، ولجنة الخدمات الطبية بالمستشفى لهم دور كبير خاصة تحملهم تكاليف استحقاقات (السسترات)، ولجنة التطوير كانت حلقة وصل بين الداعمين والمستشفى، فتم توفير العديد من المطالب عبرهم.. كذلك اخونا نصري إبراهيم كان له دور كبير بفضل علاقاته مع المسؤلين بالولاية.. كذلك نشكر مبادرة (إحسان) وهذه المبادرة قامت بدور كبير تحملت فيه تبعات تكاليف العلاج لغير المقتدرين ومن هنا نشكر الاخوة في مبادرة إحسان الذين يتكفلون بتغطية تكاليف أي فئة لم تكن مقتدرة ماليا.َ.والشكر يمتد لادارة التأمين الصحي ووزارة الصحة وكل الخيرين بمحلية القولد وكل الداعمين من دون ذكر الأسماء.
س/ *ماهو المطلوب حاليا لكي تؤدي المستشفى دورها بالكامل؟*
ج/-أولا من قناعتنا أن رضا كل الناس غاية لا تدرك.. ما يهمني هو توفير الخدمة.. ولكي نوفر الخدمة نناشد وزارة الصحة والخيرين بأن تعالج المشاكل التي ذكرناها في مقدمة الحوار بالإضافة إلى اكتمال كل الأقسام بالمستشفى، بالإضافة إلى أننا نطالب وزارهدة الصحة بإدراج المستشفى ضمن إدارة التدريب وهذا يعني اي أخصائي يكون لديه نائب اختصاصي.