X

عبدالباقي جبارة .. يكتب.. (فزع الحروف)..اربعات والكارثة الرباعية !

   

 

 

 

   كثير من السودانيين يرددون مقولة منسوبة للشيخ فرح ودتكتوك الذي تنبأ للخرطوم بالحرق والغرق ، ثم يعقب ذلك اعمار يتعجب منه اهل السموات والارض ، في الحقيقة الحرقة والغرقة عمت كل ارجاء السودان إلا يكون ودتكتوك اطلق الجزء واراد الكل، على اي حال الشعب السوداني يواجه كارثة رباعية الابعاد الحرب الطاحنة، المجاعة، الأوبئة وأخيرا كارثة السيول، بالطبع الارقام المهولة من عدد الضحايا الذين يسقطون كل يوم سوى جراء الحرب او الكوارث الطبيعية اصبحت اخبار عادية وفقدت احساس التعاطي معها، سواء من قبل الجهات الرسمية او الكيانات والمنظمات الاهلية، حتى البيانات الخجولة من القوى السياسية المدنية اصبح لا يعيرها احد اهتماما..
بالطبع حد الدهشة كارثة حوض اربعات الذي انهار بصورة مفاجئة وهذه الكارثة مضى عليها ثلاثة ايام وحتى الان لا توجد ارقام رسمية لعدد الموتى أو المفقودين ألهم ٱلا مشاهدات المواطنيين، حتى الاعلاميين الذين ظلوا يحجون ل بورتسودان احادا وزرافات لم يفتح الله عليهم بالوقوف ميدانيا على عكس حجم الكارثة لكي يتعاطى معها المجتمع الدولي ، ليهب وينجد الشعب السودان على الاقل باطواق نجاة او انقاذ العالقين في المناطق التي غمرتها المياه ولعل الاعلاميين على دين ملوكهم حتى الان الدهشة تلجم الجميع بأنه لم تصدر أي جهة رسمية بيانا يعكس الوضع ولا حتى هيئة الدفاع المدني.. وبالتالي الشعب السوداني المغلوب على أمره فقد أي سند وانكشف حجم المأساة الحقيقي بأنه لا توجد حكومة حقيقية مسؤولة من هذا الشعب، اعتقد قضية الشعب السوداني اصبحت انسانية من الدرجة الاولى تسقط دونها كل المزايدات من أي جهة كانت، ، هذه الكوارث رغم انها اسقطت اعداد كبيرة من الضحايا لكن في الحقيقة سقطت معها قناعات كثيرة كانت تعتبر نفسها حامية حمى المواطن المغلوب على أمرة ويدًعون جورا وظلما الدفاع عن حقوقه..
لعل هذا الصمت المريب تولد نتيجة الاعتقاد السائد بأن السودان بعد الغرق يدخل مرحلة الاعمار والنهضة الشاملة أي هذه الاحلام والامال العراض لم يؤخذ لها بالاسباب..
نعم المدخل الحقيقي لانقاذ هذا الشعب هو ايقاف الحرب لكن اعتقد الامل في ايقاف الحرب اصبح يتسرب من بين يدينا رويدا رويدا ، والغالبية العظمى من الشعب السوداني فكر جادا في التعايش مع هذا الواقع المرير ويرتب حياته سواء كان نازح داخليا أو لاجئ في إحدى الدول أو عالق في مناطق الحرب لأن كل الجهات رسمية أو اهلية أو مجتمع دولي فقد الاحساس تجاه المواطن السوداني لكن الامل في الله لن يتزحزح ولعله يحدث بعد ذلك أمرا..