بورتسودان – حسيبة سليمان
أدت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ أبريل 2023 إلى تفاقم مستويات العنف ضد النساء، الذي اتخذ أبعاداً مروعة ولحظ انتهاكات عدة من بينها اعتداءات جنسية ونزوح وفقدان الخصوصية، إلى جانب التهديد والترهيب والتمييز الذي يمارس عليهن من قبل المجموعات المسلحة خصوصاً في مناطق النزاع المسلح.
وفي الغالب تؤدي الحروب والنزاعات إلى تهجير النساء من ديارهن مما يعرضهن لمزيد من المخاطر مثل الاستغلال والاعتداءت أثناء البحث عن ملاذ آمن لهن.
وقف العنف الجنسي
دعا مسؤولون أمميون إلى الوقف الفوري للعنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك العنف الجنسي كتكتيك في الحرب لإرهاب الناس.
كما دعوا إلى فتح تحقيقات فورية وشاملة ومحايدة ومستقلة بشأن الانتهاكات الجسيمة والإساءة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة مرتكبي تلك الأفعال.
وسائل حربية
تقول الباحثة النفسية شادية عثمان أن العنف ضد المرأة يعتبر قضية معقدة ومؤلمة تعكس أبعاد متعددة من الناحية النفسية والاجتماعية لما يتضمنه من من تعنيف وانتهاكات، مضيفة أن حالات الاغتصاب والتحرش يتم استخدامها كوسيلة من وسائل الحرب لإذلال الاعداء وتدمير المجتمعات هذا لايقتصر فقط على الاعتداء الجنسي المباشر بل وأيضا على تهديد النساء يالايذاء الجنسي كوسيلة لضغط عليهم.
غياب القانون
وتمضي شادية مع غياب القانون وقد ارتفعت معدلات العنف الجنسي في الصراعات إلى مستويات قياسية. ومع ذلك، فإن الهجمات المبلغ عنها لا تمثل سوى جزء صغير من العدد الحقيقي، حيث لا يتقدم العديد من الناجين خوفًا من مواجهة الوصمة أو الانتقام أو الوقوع ضحية مرة أخرى. وفي كثير من الأحيان لا يوجد مكان للإبلاغ عن الجرائم، حيث أن آليات الحماية والنظام الصحي قد انهارت تماما مما يترك النساء دون حماية.
ولفتت الاختصاصية النفسية ان العنف ضد المرأة يمثل انتهاكاً خيراً لحقوق الإنسان ويحتاج إلى استجابة دولية متكاملة لتصدي له وحماية النساء من العواقب المدمرة وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.
قصة ناجية
في ذات السياق تروي رأفة صاحبة العشرين عاماً قصتها لـ”الترياق نيوز” تقول عند حوالي الساعة الخامسة مساءً فوجئت هي واخوتها بجنود مدججين بالسلاح يقتحمون منزلهم وانهالو عليهم بالسياط واعقاب البنادق، وتضيف من فرط الذعر والمفاجأة ولسع السياط اضطررنا إلى الفرار من اماهم لغرف المنزل الداخلية، وحاولنا إغلاق الباب لكنهم لحقوا بنا واوسعونا ضربا وسفها بقسوة وشراسة، وتابعت وقد قامو بالامساك بي لاصطحابي معهم، قاموت بشدة وكد التصق بالأرض لكنهم اقتلعوني منها بالصفع والركل حتى اوشكت على الهلاك وتمدد على الأرض بلا حراك، وتضيف أن امي واخوتي حاولو انقاذي لكنهم اطلقو الاعير النارية وهددوا أي شخص يتدخل لانقاذي بالموت.
ذُعر ورعب
تكمل صاحبت العشرين عاماً قصتها وقد اقتادوني إلى منزل بداخله عدد كبير من الأفراد، مردفة لم اتبين ان كان منزلهم ام إنهم أسرى مثلي، وعندما جنح الليل وأنا هناك كاد الخوف يقتلني ويأست من العودة إلى أهلي مره اخرى، وفي تلك اللحظة دخل اثنان من الذين قامو بختطافي وبدأو بستجوابي بأقسى الأساليب، وعندما لم يتوصلو للمعلومات التي يريدونها قامو بإخلاء سبيلي، وحاولت اللجوء إلى مكان يأويني حتى الصباح إلا أنني لم أجد فكانت المنازل شبه مهجورة هناك، سرت وانا مرعوبه في الطرق الخالية حتى وصلت إلى منزلنا وانا لا أكاد أصدق انني نجوت حتى الآن، وتضيف كان يوماً صعيباً بالنسبة لي وعشت لحظات قاسية، سمعت بقصص انتهاكات كثيرة لكن لم اتوقع يوماَ ان اكون انا الضحية.
حملة معاً ضد الاغتصاب
في الاثناء كشف تقرير صادر عن حملة معاً ضد الاغتصاب الجنسي بالسودان عن توثيق 54 حالة اغتصاب جديدة في الفترة ما بين 30 يونيو الي 30 يوليو 2024، من بينهم 5 طفلات، توزعت الحالات علي النحو التالي 28 حالة بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، فيما وثقت 19 حالة بمدينة الفاشر وولاية شمال دارفور، 7حالات بولاية النيل الأبيض.