X

سفير السودان بدولة الكويت عوض الكريم الريح في حوار شفاف مع (ترياق نيوز ) 1ـ2 .. الكويت قيادة وشعبا تأثروا كثيرا لما حدث للشعب السوداني وهبوا لنجدته خفافا وثقالا

Oplus_0

الكويت أكبر دائن للسودان خارج نادي باريس ولم يقف ذلك حائلا لتقديم مزيد من المشروعات

 

 

 

 

العلاقات السودانية الكويتية متميزة منذ استقلال الكويت في 1961م والسفير الراحل عبدالله السريع علامة فارقة

 

 

 

 

بعد اندلاع الحرب في السودان قدمت الكويت تسهيلات كبيرة وخاصة لمخالفي قانون الاقامة

 

 

 

حوار : عبدالباقي جبارة

 

 

 

 

    الدبلوماسية السودانية شهد لها العالم منذ بواكير الحكم الوطني بالحصافة والحنكة والدراية , ولذلك ظلت الخارجية السودانية والسلك الدبلوماسي في وطننا الحبيب أكثر جهة محافظة على ممسكات الوطن وشعبه , رغم ما يسوء ذلك الحال وفقا لمتغيرات الزمان والمكان , السفير عوض الكريم الريح له خبرة طويلة في تمثيل بلاده , رمت به الأقدار في ظل هذا الظرف الحرج ليكون سفيرا للسودان بدولة الكويت الشقيق , وسبق أن وجهنا لهذه السفارة التي يقوم على أمرها سيلا من الاتهامات في ما يتعلق برعاياهم من مجلس الجالية , فكان لزاما علينا أن نفرد له نفس المساحة كواجب مهني وأخلاقي وكذلك رأينا أن يكون حوارا شاملا بحجم العلاقة المميزة بين السودان ودولة الكويت الشقيقة , فالرجل كان رحب الصدر صريح العبارة فاقام حجته والحكم لك عزيزي القارئ في المساحة التالية :

 

 

 

 

سعادة السفير عوض الكريم بحكم تمثيلكم الدبلوماسي لحكومة السودان في ظل الوضع الراهن كيف تنظر لتفاعل دولة الكويت لما يحدث للشعب السوداني ؟

حدث تأثر كبير في الكويت على مستوى القيادة والشعب وهم يرون الدمار الذي حلَّ بالسودان في أعقاب اندلاع الحرب. وقد تنادى الجميع للتخفيف من آثار المصيبة التي حلَّت بالشعب السوداني الذي شرَّده التمرد وسرق شقى عمره واغتصب حرائره، حيث حمل الجسر الجوي الكويتي الذي انطلقت أولى رحلاته في الخامس من مايو 2023م كأول دفعة مساعدات تصل إلى السودان بعد الحرب. ووقفت الكويت في إطار منظومة العمل العربي المشترك موقفاً مسانداً لشرعية الدولة والقوات المسلحة السودانية وداعماً لوحدة السودان , وعدم التدخل في شئونه الداخلية. كما أيدت تنفيذ مخرجات منبر جدة ومقرَّرات مؤتمر دول جوار السودان بالقاهرة . وأشادت بموافقة حكومة السودان على فتح معبر أدري الحدودي.

سعادة السفير هنالك حديث بأن دولة الكويت تعتبر أكبر دائن للسودان فما حقيقة هذه الديون وكيف تتعامل مع السودان رغم هذه الديون ؟

ديون دولة الكويت على السودان بلغت أكثر من خمسة عشر مليار دولار وبذلك تعتبر الكويت أكبر دائن للسودان خارج نادي باريس. بالتأكيد إن أصل الدين أقل من المبلغ هذا بكثير لكن تراكم الفوائد التعاقدية والجزائية بسبب التخلف عن السداد , خاصة بعد انفصال جنوب السودان الذي أخذ 75% من عائدات النفط وترك للسودان 25%، هو ما أوصل الدين إلى هذا المبلغ الضخم الذي يشكِّل ربع ديون السودان مجتمعةً والتي كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترضتها لتنفذ بها مشروعات كبيرة في البنية التحتية، منها مشروعات شرق السودان وسدي مروي وأعالي نهر عطبرة وستيت وتعلية سد الروصيرص والكثير من مشروعات الكهرباء وحصاد المياه. ومن المعلوم أن الكويت قد استضافت مؤتمر إعمار شرق السودان في 2010م ورعته وخصصت مبالغ كبيرة جاءت في شكل منح وقروض لتنمية ذلك الجزء من السودان. ورغم التخلف عن سداد الديون ظلت الكويت تقدر ظروف السودان واستمرت تطرح مقترحات من شأنها تخفيف عبء الدين كاملا، مكتفيةً بفوائد بسيطة على أصل الدين، والآن المسألة قيد النظر , أيضا ظلت الكويت تدعم مفاوضات السودان مع نادي باريس حتى يستفيد بإعفاء ديونه ضمن مبادرة الدول المثقلة بالديون (الهيبك).ولذلك نقول إن الكويت تتعامل مع السودان ببعد نظر حتى يعود شريكا لها كما كان في السابق .

شهدت العلاقات السودانية الكويتية حقبة زاهية في عهد السفير الراحل عبدالله السريع حدثنا عن تلك الحقبة ؟

السفير الراحل عبدالله السريع له الرحمة والمغفرة كان نجماً لامعاً في سماء الدبلوماسية بين السودان والكويت. وقد تشرفت بأن أكون أول دبلوماسي يمثل السودان في جنوب السودان؛ فوجدت هنالك ذلك الأثر الطيب للسفير السريِّع. فعندما تصل إلى جوبا وتخرج من المطار تجد حي الكويت الذي كانت بدايته بتشييد عدد من المنازل لتكون مقرات للسفارة الكويتية في جنوب السودان. ورغم أن السفير السريع كان مقيماً بالخرطوم لكنه ظل يقضي أوقاتاً طويلة بجوبا حتى لُقِّب بـ ( عبدالله جوبا ) وكان معروفاً بهذا اللقب حتى في الكويت. ونحن على تواصل مع أسرته الكبيرة التي تتميز بالثراء ووجود الأدباء والكتاب والقانونيين والضباط في الشرطة والجيش بين أفرادها. وهنالك مستشفى الصباح الذي كان يُعد الأكبر بجنوب السودان ومسجد الكويت بسوق جوبا الكبير كلها مشروعات قامت عندما كان السريِّع سفيراً بالسودان. عموماً يُعتبر عبدالله السريع من الشخصيات التي منحت بعداً متفرداً للعلاقات بين الكويت والسودان والتي بدأت مع الكويت منذ بواكير استقلال الكويت في العام 1961م. كما كان للسودانيين دور كبير في تأسيس عدد من المرافق في الكويت مثل جامعة الكويت والكلية العسكرية, حيث كان اللواء صديق الزيبق الذي قاد الكتيبة السودانية التي جاءت للكويت في العام 1961م في إطار تكليف الجامعة العربية أول آمر لها. وفي الفترة الأخيرة طُرِقت مجالات أخرى للتعاون مثلا هنالك مئات الطلبة الحربيين الذين تدربوا في الكلية الحربية السودانية والآن هم ضباط في الجيش الكويتي بلغوا رتبتي النقيب والرائد. وايضا في مجال تدريب ضباط الأركان والدراسات الاستراتيجية هنالك ضباط سودانيون يتم تدريبهم في الكويت وضباط كويتيون يتلقون دوراتهم بكلية القادة والاركان في السودان. فضلا عن إعداد دراسات الجدوى للمشروعات الكبيرة في السودان كالخارطة الاستثمارية القومية بواسطة المعهد العربي للتخطيط. كل هذه تُعتبر محطات مضيئة في العلاقات بين السودان والكويت .