X

(تحقيق ) .. ما بين السيول و المجاعة .. السودان … حياة على شفاه الجحيم !!

Oplus_0

*الأمم المتحدة : (26) مليون شخص في السودان يعانون الجوع الحاد!!*

*وزارة الزراعة : لا توجد مجاعة في السودان!!*

 

 

Oplus_0

 

 

*وزارة الداخلية : عدد من الوفيات وتضرر (12)الف منزل بسبب السيول في السودان!!*

 

 

Oplus_131072

 

 

 

*غرفة طوارئ الخريف : (300)حالة إصابة بالكوليرا بالبلاد!!*

 

 

 

 

تحقيق : ندى بدر

 

 

Oplus_131072

 

   مع استمرار الحرب في السودان وازدياد المعاناة، حلت كارثة أخرى في بعض الولايات ، وهى السيول التي جرفت أمامها ما تبقى من منازل وامنيات ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أعلنت الأمم المتحدة عن حدوث مجاعة في السودان ليكون مصير المواطن الموت جوعآ أو تحت زخات الرصاص . ما حجم الاضرار الناتجة عن تلك الكوارث ؟ وكيف يعيش المواطن بين لهيب الجوع واصوات الدانات ؟ بعض هذه المعاناة نعكسها في المساحة التالية….*

*ارتفاع الاسعار!!*

ما بين نازح ولاجئ يعيش الكثير من المواطنين السودانيين ظروفآ قاسية ، وكل يوم يستيقظ رب الأسرة وفي ذهنه الهم بكيفية توفير قوت اليوم لأسرته ، مع العلم أن السواد الأعظم ليس له عمل وان كان هامشيآ يعينه على توفير القليل من الاحتياجات . وكيل وزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية جمال النيل عبدالله اوضح أن عدد النازحين منذ إندلاع الحرب في السودان بلغ (8.5) مليون نازح بالإضافة لمليوني لاجئ هاجرو من السودان للدول المجاورة ، واشار لضعف مشاركة المنظمات الدولية والذي لا يتجاوز (20%) من المخطط للمسارات المختلفة للاتفاقيات فيما يتعلق بتوصيل الإغاثة للسودان . تحدثنا الى بعض المواطنين في ولايات السودان لمحاولة عكس الواقع الاقتصادي المعاش واتفقت كل الأراء على حدوث ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية ، وعلى سبيل المثال قطعة الخبز التي اشتعلت شرارة ثورة ديسمبر من أجل الحفاظ على سعرها تتفاوت أسعارها الآن في بعض الولايات (125_170) مع تلاشي الحجم والوزن لعدم وجود رقابة . وبالنسبة للسلع الأساسية التي يعتمد عليها المواطن فقد وصل سعر كيس العدس وزن ربع كيلو إلى (1200)جنيه اما السكر فقد استغنت الكثير من الأسر الموجودة في السودان عن استخدامه حيث وصل سعر الكيلو ما يقارب الثلاثة الف جنيه . اما بالنسبة للحوم فقد وصل كيلو العجالي (20)الف جنيه والضأن (25)الف جنيه ، ومنذ اندلاع الحرب أصبح شراء اللحوم نوع من الرفاه واعتمد الكثيرون على الخضر وتحديدآ الطماطم لكنها أصبحت بعيدة المنال حيث وصل سعر الكيلو (5) الف جنيه .

*ازمة الغذاء!!*

واقع المواطن في ولايات السودان المختلفة وما يعكسه بعض المواطنين الموجودين في تلك الولايات يشير الى ان الأزمة الإنسانية في السودان وصلت إلى نقطة الانهيار . وهذا ما تؤكده تقارير منظمات المجتمع المدني حيث افادت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيديم وسورنو أن (26) مليون شخص في السودان يعانون من الجوع الحاد ، جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن حيث تطرقت إلى إعلان لجنة مراجعة المجاعة عن تفشي المجاعة في اجزاء من ولاية شمال دارفور ، واستدركت أثناء حديثها انه عندما تحدث المجاعة فهذا يعني فشل المجتمع الدولي . في نفس الاطار وعلى العكس تمامآ مما يرد في تقارير منظمات المجتمع المدني تنفي الحكومة وجود مجاعة أو مشكلة غذاء ، وفي تصريحات صحفية اوضح وزير الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق فريني إن مؤشرات أزمة الغذاء تتمثل في ارتفاع الأسعار وبقاء غالب القوى العاملة و المنتجة بلا عمل ، مشيراً إلى ان حكومة الولاية والوزارة تبذل جهوداً مضنية للوفاء بالاحتياجات الضرورية منها الاعتراف بوجود حاجة لعون غذائي للمحتاجين من خلال تسهيل إجراءات الجهات الساعية لتقديم العون لتقديم المساعدات و التواصل المستمر مع كافة الجهات .

*مجرد اشاعة!!*

اعداد مهولة من الوافدين من مناطق الحرب استقبلتها ولاية نهر النيل حسب ما أفاد به والي الولاية محمد البدوي والذي أكد توفير السكن والأيواء للوافدين رغم الإعداد الكبيرة ، واستبعد البدوي حدوث مجاعة في البلاد وان ما يتم الترويج له مجرد اشاعة من قبل أشخاص لا يعرفون الواقع ، جاء ذلك خلال مخاطبته الورشة القومية للتخطيط والمتابعة والتقييم بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر و الهلال الأحمر .

*سياسة التجويع!!*

نفى وزير الزراعة الاتحادي د. ابوبكر البشرى وجود مجاعة في السودان ، جاء ذلك في الاجتماع المشترك له مع وزير الصحة الإتحادي د. هيثم محمد ابراهيم ، والذي أفاد أن الإجتماع ناقش الوضع التغذوي في السودان ، وتم عرض الموقف الزراعي من قبل وزير الزراعة والمساحات المزروعة والحبوب الموجودة بالبلاد خاصة الذرة والدخن، وقال د. هيثم أن التقرير الذي اشارت له بعض وكالات الامم المتحدة تنقصه المعلومات والاحصاءات خاصة انه لم يشمل كل ولايات السودان بسب الحرب ، وان المعايير التي أعتمد عليها التقرير ليست صحيحة ، منادياً بتسهيل عمليات إيصال التقاوي والحبوب و إيصال الغذاء للمواطنين عبر المعابر التي حددتها حكومة السودان ، وتابع بالقول أن قوات الدعم السريع انتهجت سياسة تجويع للمواطنيين و نهب شحنات امداد الغذاء . وأكد د.هيثم ارتفاع معدلات سوء التغذية للأطفال والامهات قبل اندلاع الحرب وذلك بناء على دراسات قامت بها وزارة الصحة قبل الحرب .

*كارثة أخرى!!*

الخريف هذا العام لعب دورآ في ازدياد معاناة المواطن بالسودان ، حيث اجتاحت السيول الولاية الشمالية ونتج عن ذلك وفاة وإصابة (138) شخصآ ، ومازال البحث جاريآ عن مفقودين ، ويمكن القول ان تلك كارثة اخرى تضاف الى سجل الكوارث التي جعلت الحياة في السودان اقرب الى الموت البطئ . مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أعلنت أن أكثر من (11) ألف شخص في السودان تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات ، وأشارت الى أن ظروف الفيضانات والسيول في البلاد تعيق وصول المساعدات إلى المناطق التي يعاني فيها العديد من الأشخاص من الجوع
والمجاعة .

*انهيار المنازل!!*

فتحت ولايات السودان التي لم تتأثر بالحرب ابوابها على مصراعيها لاحتضان ابناء الوطن الفارين من زخات الرصاص واصوات الدانات ، لكن ابى الخريف الا ان يقول كلمته لتذوب منازل وتنهار أخرى ويجد الكثير من المواطنين أنفسهم في العراء ، تحاصرهم المياه من كل جانب . توقعات من هيئة الأرصاد بهطول كثير من الامطار وفيضان النيل الازرق ، وهذا يعني استمرار معاناة المواطنين ، وقد تحدثنا الى عدد منهم وأوضح أحدهم انه من ولاية الخرطوم حضر واسرته إلى الولاية الشمالية ليحتمي من الحرب واستأجر واسرته منزلآ بقيمة (150) جنيهآ لكنه انهار بسبب السيول وانهارت معه أحلامهم في الاستقرار إلى حين أن تضع الحرب أوزارها ، وناشد الأطراف المتنازعة أن تجنح للسلم من أجل الحفاظ على ما تبقى من حياة في السودان .

*الأكثر تضررآ!!*

حسب تقرير الخريف الذي أصدرته غرفة طوارئ الخريف الاتحادية فقد تأثرت (9)ولايات منذ يونيو الماضي ، فيما بلغت الأسر المتأثرة (19،944) أسرة ، والأفراد (40،440) فردآ . وكشف تقرير الوضع الوبائي بالبلاد عن تسجيل (300)حالة اصابة بالكوليرا بكل البلاد و (18) حالة وفاة . تعتبر مدينة ابوحمد بالولاية الشمالية الاكثر تضررآ من الخريف هذا العام ، تجدر الاشارة الى انه وخلال زيارة للمتأثرين بالسيول والأمطار بمحليتي دلقو وحلفا في الأيام الفائتة ، كشف والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله عن انهيار (49) منزل كلي اوجزئي بالولاية وأعلن ، تبرع حكومته ب(60)ألف طوبة للمناطق المتضررة من السيول والأمطار بمحليتي دلقو وحلفا ووجه بإعادة تشييد منازلهم في مواقع أخرى بعيدآ عن مجرى السيول ووفقاً لخريطة تحددها وزارة البنى التحتية . وزير الداخلية السوداني اللواء معاش خليل باشا سايرين اعلن (في تصريحات صحفية) عن عدد الوفيات نتيجة السيول والأمطار والذي وصل إلى (68) شخصآ بسبب انهيار منازل وحالات غرق . وأضاف أن عدد الإصابات بلغ (130) شخصا، فضلا عن تضرر أكثر من اربعة آلاف منزل بصورة كلية وثمانية الف منزل بصورة جزئية ، بالإضافة إلى تضرر (40) مرفق عام وخاص . كما اشار وزير الداخلية الى تضرر (198) ألف فدان من الأراضي الزراعية بسبب السيول والأمطار الغزيرة .