X

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ” فزع الحروف ” .. صراع السودان والراقصة التي تتعرى!

   

 

 

   في عهد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الشهيد الراحل ياسر ابو عمار له الرحمة صدر تصريح من وزير الخارجية السوري وليد المعلم حينها له الرحمة والمغفرة، وصف فيه منظمة التحرير ومواقفها التي تقدم فيها التنازلات للعدو الاسرائيلي التنازل يلي التنازل حتى فقدت القضية الفلسطينية الكثير من مكتسباتها وصفها المعلم بالراقصة التي تتعرى وتكشف جزء جزء من جسدها لإغراء مشاهديها ، هذا الوصف خلق ازمة دبلوماسية حادة بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية حتى تم أعتذار صريح لأبو عمار…
بالتاكيد لا يوجد وجه شبه بين القضية الفلسطينية وهي احتلال صهيوني صريح وتوجد مقاومة حقيقية تجاهه وبين القضية السودانية التي يمارس فيها قادة البلد القتل والتشريد للشعب السوداني، وقسموه في هذه الحرب اي الشعب السوداني الى فسطاطين داعم للحرب تحت شعارات الكرامة والوطنية، وٱخر رافض للحرب ويعتبرها رهان خاسر ولا يجنى منها الا الخراب والدمار ،وهذا منعوت بالعمالة والارتزاق وذلك لخلق وجه شبه بالقضية الفلسطينة باعتبارها احتلال بالوكالة وبالطبع وجه الشبه الٱخر بالقضية الفلسطينية وفرته هذه الحرب العبثية ومتمثل في القتل الوحشي والتشريد والخراب والدمار بل في هذا الجانب حرب السودان تفوقت كثيرا على الحرب الفلسطينية ضد العدو الاسرائيلي حيث بينما بلغ عدد الشهداء في غزة من السابع من اكتوبر الماضي وحتى الان حوالي اربعين الف قتيل بينما في اربعة عشر شهر تجاوز عدد القتلى في السودان مئة وخمسين الف من المدنيين فقط بخلاف العسكريين..
اليوم استمعت لتسجليين مختلفين صورة وصوت الاول فيدو بودكاست حوار اجراه الزميل احمد خليل مع القيادي بالحرية والتغيير جعفر حسن قال في ما قال : الذين يدعمون الحرب ليس داعمين بالضرورة للجيش بل يلعبون على حبلين الاول هم مع الحرب حتى ينتصر الجيش و يسيطرون على مفاصل الدولة السودانية ويديرون المشهد برؤيتهم فيه، اما اذا جنح الجيش للسلم واراد التفاوض فهم ضده لكن يخططون ان يكونوا على الاقل جزء من المشهد القادم عبره ، واذا لم يتحقق لهم ذلك قد يخوضون حرب ضده، كما صرح بذلك احد ابواقهم ( الانصرافي) الذي دعا المواطنيين لحمل السلاح وتجاوز الجيش بعد ١٤ اغسطس اذا رضخ لمفاوضات جنيف بل وجه اي عسكري من الجيش يعترضهم رأسماله طلقة) بالتأكيد حديث جعفر حسن قد لا يعبأوا به كثيرا في معسكر ( بل بس) لأنه اصلا من المغضوب عليهم وفي نظهرهم هم الذين اشعلوا الحرب وقتلوا وشردوا بل ما زالت بقاياهم في مؤسسات الدولة رغم انهم اطيح بهم في انقلاب ٢١ اكتبوبر ٢٠٢١م وزجوا بهم في السجون لكن لا بد لوجود شماعة تعلق عليها هذه الجرائم البشعة ولا يوجد انسب من العدو الاستراتيجي قوى الثورة لتكون العصفور الثاني للتخلص منه ضمن اهداف هذه الحرب..
اما ال ( فيديو) الثاني للاستاذ عثمان ميرغني صاحب الٱراء المتقلبة ايضا ناس ( بل بس) يتقلبون معه تلقائيا فاذا موقفه في صالحهم فهو منهم وفيهم اما اذا عكس ذلك يعتبر ايضا عميل مزدوج واصلا ضربوه زمان وصادروا صحيفته بمعني التخلي عنه ساهل ، لكن ما صرح به لقناة الحدث مساء امس يدخل في اطار وصف الراقصة التي تتعرى وتكشف جزء جزء من جسدها وهنا الراقصة نعني بها كل من تدثر بدثار الفضيلة وحشد المفردات لتبرير استمرار الحرب، مثل استرداد الكرامة، التضحية من اجل الوطن الثأر لحرائرنا المغتصبات ، محاربة التغيير السكاني بوجود مستوطنين جدد بمعنى احلال وابدال للشعب السوداني.. كل هذه الاهداف التي استفزت الاف الشباب وقدموا ارواحهم فداءا لهذه الاهداف النبيلة.. الان بدأت الاهداف الحقيقية تتعرى شيئا فشيئا، بالتأكيد هذه الراقصة اي الحقيقة لم تفت على اصحاب الوعي الحقيقي وخاصة الثوار فعرفوا هذا الجسد النجس سواء تعرى او ظل يلبس ثياب المكر والخداع، ولكن تكشفها الان في صالح كثير من المغيبين الداعمين للحرب بلا وعي والذين مورس عليهم الترهيب بشعار الوطنية وظلوا يدعمون (بل بس) خوفا من دمغهم بالخيانة والعمالة ، أو الخيابة والتقصير في واجب الرجولة، هؤلاء لو استمعوا لحديث عثمان ميرغني وغيره من الذين ادركوا استحالة استمرار هذا التغييب القسري للشعب فذلك سيكون مكسب لٱعادة الامور لنصابها ، حيث اختصر عثمان ميرغني هدف استمرار الحرب في أمر واحد هو هدف سياسي من قبل الذين يقفون خلف الجيش ويتحكمون في قراره أي الاسلاميين من بقايا النظام البائد، فقال ميرغني استمرار هذه الحرب بأن الهدف منه ليس الخروج من منازل المواطنيين وغيره بل هؤلاء لديهم واحد من خيارين أما ينتصر الجيش ويتحكمون هم في رسم مستقبل السودان وشعبه، أو على الاقل بأن يكون هنالك اتفاق يبقيهم في المشهد..
وهكذا ستظل الحقيقية تتكشف شيئا فشيئا كل ما اقتربت نهاية الحرب بالتفاوض أو بغيره.. حتى تصبح الراقصة كما ولدتها أمها وحينها ستلفظ كل قارعي طبولها من الذين ظلوا يهتفون ( بل بس) لانهم ليس من فراس احلامها…