بيان من القيادة المركزية العليا لضباط وضباط صف والجنود المتقاعدين (تضامن) ترحب فيه بالمبادرة الاميركية وتحث الطرفين الاستجابة للدعوة مراعاةً للحالة الإنسانية المزرية التي يعيشها السودانيون
البيان رقم (٣٥)
ترحب القيادة المركزية العليا لضباط وضباط صف والجنود المتقاعدين (تضامن ) وتثمن الخطوة الاميركية للتفاوض من اجل وقف الحرب والانتهاكات وعودة المواطنين النازحين والمشردين الى منازلهم وحياتهم الطبيعية فورا ولهذا نحث طرفي النزاع على ضرورة مراعاة الحالة الإنسانية المزرية للسودانيين واحتواء ومنع حدوث المجاعة الوشيكة التي سوف تفتك بملايين السودانيين الابرياء لانعدام الغذاء والدواء.
واذ تعرب القيادة المركزية العليا لضباط وضباط صف والجنود المتقاعدين “تضامن” عن ترحيبها بالمبادرة الأميركية برعاية مشتركة من السعودية وسويسرا ومشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومصر والامارات كمراقبين ، ايضا ترحب (تضامن) بدعوة وزير الخارجية الامريكي لقيادة الجيش السوداني والدعم السريع للتفاوض في سويسرا بتاريخ 14 اغسطس 2024 بهدف وقف الحرب والدمار في بلادنا وعودة النظام القانوني. وترى القيادة المركزية أن نجاح هذه المفاوضات يتطلب شجاعة من طرفي النزاع لاتخاذ قرارات إيجابية والتوصل إلى وقف فوري لاطلاق النار وتحقيق السلام المستدام الذي يعجل بفتح ممرات إنسانية لإغاثة المواطنين وتوفير الدواء والغذاء. وكذلك للحفاظ على وحدة البلاد من مخاطر التمزق والتقسيم، ومن ثم السعي الى إعادة السلطة للمدنيين لمعالجة معاناة شعبنا القاسية من افرازات ونتائج الحرب العبثية من مصاعب وجودية ما زال شعبنا يذوق الامرين منها مع استمرار القتل والتشريد والقتال بين الطرفين.
تؤكد القيادة المركزية (تضامن) أن مفاوضات السلام عبر المبادرة الأميركية لتسوية وانهاء النزاع الدامي بلا شك خطوة هامة وجوهرية لإعادة بناء بلادنا وسوف تعبد الطريق لوضع خطة إسعافية دولية يضطلع بها السودانيون بعون أصدقائهم في المحيطين الإقليمي والدولي لتسوية الأوضاع والعواقب المزرية التي خلفتها هذه الحرب المدمرة.
تؤكد القيادة المركزية ان الطرفين المتحاربين عليهم بل على عاتقنا جميعا كسودانيين التزامات أخلاقية ووطنية لتحمل المسؤوليات التاريخية لإخراج شعب السودان المكلوم من نيران الحرب الحمقاء التي حتماً لا يوجد فيها منتصر، والتي مزقت النسيج الاجتماعي السوداني، ودمرت البنية التحتية للدولة، وممتلكات المواطنين ، وشردت الملايين من منازلهم وجعلتهم نازحين ولاجئين داخل السودان وخارجه. فضلاً عن ذلك نعتقد أن الحرب قد ضيعت فرصة التحول السلمي لنظام ديمقراطي شفاف يحسم ادارة الدولة وأمر الحكم بما يجعله رشيداً، ويقوم على اسس وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة “حرية سلام وعدالة”.
وعليه فان القيادة النركزية (تضامن) ترى ان الاسبقية العاجلة تتمثل في الوقف الفوري للحرب وخلق سلام دائم يقوم على شعار ومباديء ثورة ديسمبر المجيدة التي ضحى الآلاف من أبناء شعبنا من أجلها بهدف تأسيس الدولة المدنية الحديثة والمتطورة التي تساوي بين جميع مواطنيها، وتحقق تطلعاتهم في التسامح والتعايش المشترك، والتقدم وتفجير طاقاتهم لبناء نهضة السودان الحديث.
إن ترحيبنا بخطوة الولايات المتحدة الامريكية لجمع طرفي الحرب في طاولة التفاوض ينبع من إعلان واشنطن بأن الادارة الامريكية ممثلة بمعالي وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، وطاقمه، وكبار مستشاري الإدارة الأميركية ومسؤوليها النافذين سوف يشرفوا على مجريات مفاوضات سويسرا ، بالإضافة إلى المتابعة اللصيقة من المجتمع الدولي والاقليمي والجهات المرافبة والقوى السياسية السودانية كافة لتسهيل الحوار والتفاوض بين الطرفين لانتهاز هذه الفرصة التاريخية لاعلان وقف فوري للحرب المهددة للسلم والامن الدوليين، وتنفيذ وقف اطلاق النار فعليا والتوصل إلى سلام عاجل.
وتاتي أهمية المفاوضات الوشيكة في سويسرا بعد تعثر المفاوضات السابقة في جدة، والمنامة، وغيرها من محاولات الأطراف الإقليمية والقارية لجمع الطرفين المتحاربين للحوار والتفاوض وبعد الفشل في تنفيذ وقف إطلاق النار وفي فتح ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات لجميع المحتاجين والنازحين داخل مناطق النزاع بالعاصمة والاقاليم.
وتأسيساً على ما سبق تحث القيادة المركزية العليا لضباط وضباط صف والجنود المتقاعدين (تضامن) قيادتي الجيش والدعم السريع للتحلي بروح المسولية وأن يراعيا الواقع الإنساني المؤلم الذي يرزح فيه شعبنا المشرد والنازح والمظلوم بلا سبب، والذي تحاصره المجاعة الوشيكة ، إضافة إلى افتقاده للغذاء والدواء بسبب تعطل الزراعة والانتاج فضلا عن انهيار مؤسساتنا الصحية والاقتصادية والخدمية، وضياع فرص التعليم أكثر من عامين لأبنائنا الطلاب والطالبات ، ولهذا نأمل أن تكون الرعاية الاميركية لمفاوضات سويسرا القادمة جولة اخيرة وحاسمة لايقاف الحرب فورا ولضمان تنفيذ وقف اطلاق النار عبر المراقبة الدولية والضغط المكثف على طرفي القتال بكافة الوسائل، بما فيها معاقبة أي طرف يعرقل عمليات وقف اطلاق النار الفوري وفتح الممرات الانسانية لأعمال الاغاثة وتوفير الغذاء والدواء للمواطنين المدنيين، وعمل الترتيبات اللازمة لإطلاق عملية سياسية تمهد الطريق للتحول الديمقراطي الشامل والانتخابات الشفافة، مع تحميل الطرف المعرقل حصريا كافة نتائج وتبعات الحرب والانتهاكات الجسيمة واستمرار معاناة السودانيين داخل السودان وخارجه.
عاش الشعب السوداني العظيم
القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين بالجيش والشرطة والامن (تضامن)
السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤