X

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ( فزع الحروف) .. ” ترك ” خطوة في الطريق الصحيح !

 

 

 

 

 

    كنت قبل ايام قليلة اتجاذب اطراف الحديث مع ابن الشرق القيادي الاتحادي الشاب محمد طاهر اوكير فقلت له فيما قلت : هل تتفق معي في أن الإدارة الأهلية في الشرق كانت خصما كبيرا على الأدوار السياسية لابناء الشرق وان الإدارة الاهلية مهما عظمت شوكتها وأحكمت قبضتها لن تفلح غير أن تكون مطية لتنفيذ اجندة الٱخرين ؟ .. ثم اردفت قائلا : بما اعرفه عن انسان الشرق ومجتمعه المترابط وتقديره لقياداته لو المجهود الذي بذله ترك فيما يتعلق بالجوانب السياسية لو بذله خلال حزب قوي يؤمن بالتعددية والديمقراطية لحكم السودان منفردا وب رضا جميع مكوناته.. صديقي ” اوكير ” اتفق معي تماما بل صادف حديثي هوى في نفسه لكن أدب أهل وشخصية هذا الشاب الراقي جعلته يمسك في الخوض عن كثير من التفاصيل ، ومن ما يعتمر بنفسه ولكن الرسالة وصلت..
اليوم اذا بها اتفاجأ بقرار الناظر ترك وهو يعلن اعتزاله العمل السياسي والتفرغ لخدمة قبيلته وعشيرته عبر وجوده على قمة الإدارة الاهلية.. حقيقة رغم ان الخطوة متأخرة أتمنى من كل قلبي أن لا تكون هذه الخطوة مراوغة أو قفز من( مركب البرهان الجانح) كما يصفه شيبة ضرار.. سعادة الناظر يترك لا يختلف اثنان في انك كنت العامل الرئيس في اجهاض ثورة الشباب ونجح العسكر بقيادة البرهان في تمرير اجندتهم عبرك وكنت دائما تستخدم قضايا اهلنا في الشرق غطاء لكثير من الافعال ونجحت بدرجة امتياز في تحقيق اهداف ( الفلول) لكنك لم تنجح ولا بنسبة ١℅ من تحقيق حل قضايا اهل الشرق بل اضفت لهم اعباء لا قبل لهم بها.. وان الحرب الحقيقية اشتعلت منذ اغلاق الشرق الشهير ثم الاطاحة بحكومة المدنيين على علاتها كان لاهل الشرق فيها نصيب الاسد فقدوه الٱن في عهد حكومة الأمر الواقع رغم انتقالها لمعقل اهل الشرق بورتسودان.. اما حرب ١٥ ابريل يظل اغلاق الشرق الذي أدى لانقلاب ٢١ اكتوبر من الاسباب الرئيسة لهذا الحريق الشامل مهما تعددت الاسباب الاخرى.. وحتى الان لا يلوح في الافق مخرج من هذا المأزق حتى لو توقفت حرب المدافع ستظل الحرب الاقتصادية مستمرة حتى يقضي الله امرا كان مفعولا وانت تتحمل الوزر الأكبر في هذا الانهيار الاقتصادي.. وبالتالي قرارك باعتزالك العمل السياسي ولو كان نابع من إرادة حقيقية اولا هو اعتراف صريح منك بالأخطاء التاريخية التي ارتكبتها وهذه سانحة طيبة للتكفير عنها ولو نسبيا ثم على الاقل اذا لم يسعفك العمر او المعطيات الجديدة لواقع السودان الجديد يمكنك بهذه الخطوة تكون وضعت اللبنة الاولى لممارسة جديدة لمجتمع الشرق بأن تتخلى عن ازدواجية المهام للإدارة الاهلية وتفتح الطريق لابناء الشرق للبناء السياسي عبر ممارسة حزبية سليمة تكون فيها الافكار متقدمة على حمل السلاح او ألاعيب الإدارة الاهلية ، وعلى الأقل الممارسة الحزبية يكون فيها براح للانفتاح على القومية واهل الشرق اكثر تأهيلا لحكم كل السودان وليس القوقعة خلف العقبة….
نصيحة لله انك يا سيد ترك اذا كنت بالفعل اتخذت هذه الخطوة بشجاعة امض فيها بثبات وقدم درس في إن الاعتراف بالأخطاء فضيلة وهذه الخطوة تعد مدخل لمخرج جميع اهل السودان من هذا المأزق الذي كان للادارات الاهلية القدح المعلى في ادخالنا فيه .. وسترفع خطوتك هذه الحرج عن كل الادارات الأهلية في السودان للتراجع عن الادوار القذرة.. فإنها خطوة في الطريق الصحيح..