X

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ( فزع الحروف) .. الشمالية المفترى عليها!

   

 

 

 

    لعل الانسان لا يدري الى أين تسوقه الاقدار، ( وما تدري نفس بأي ارض تموت وماذا تكسب غدا) ، واحدة من افرازات هذه الحرب الايجابية جعلت نزوحنا داخليا ولجوءنا خارجيا دروس وعبر واستكشاف لذواتنا اولا ثم مجتمعاتنا وتحميص علاقاتنا، حقيقة قبل وصولي الى مصر مكثت نازحا ستة أشهر او تزيد في الولاية الشمالية والحقيقة نازح هذه مجرد مصطلح ولكنني لم اشعر غير انني أبن بلد أشارك اهل الشمال في شأنهم الخاص والعام، وصراحة ما علمت من تفاصيل مجتمع اهل الشمال والقيم المغروسة فيه لو كتبنا فيها حتى نهاية حياتنا لم نفها حقها، وأكثر ما يدهشك انت كسوداني تشعر بانك جزء من هذه القيم وتمثلك. والحقيقة والتاريخ كل الاحاديث التي تنضح بالعنصرية والجهوية لا تمثل انسان هذا الجزء العزيز من وطننا ، والامر الذي يجهله الكثير من ابناء هذا الوطن عندما تدافع عن الشمال مثلا الصورة الذهنية التي تتبادر للانسان كأنك تدافع عن الدنقلاوي، المحسي، الحلفاوي أو الشايقي والبديري وبقية القبائل التي ارتبط بها تاريخ هذه المنطقة، صحيح هنالك حضارة ضاربة في الجذور مثل الحضارة النوبية. حضارة كرمة ومروي وغيرها التي ارتبطت بالقبائل النوبية و تجاوز عمرها سبعة الاف سنة ومعروفة محليا وعالميا ، لكن الواقع هذا الإرث يتشاركه كل اهل السودان ولا ينقص من اهل الشمال شيئا ولا يسلب بقية السودان شيئا، وحكمة الله ونعمه على أهل السودان كل بقعة في هذا البلد المترامي الاطراف لديها ما تفتخر وتباهي به، ولكن الشاهد في الامر سحنات أهل السودان من الاقاليم الاخرى ومعظمهم ابناء غرب السودان المتصدرين المشهد في الشمالية الغالبية منهم ليس من القبائل التي ارتبطت تاريخيا بهذا الاقليم انظر المعدنين ٩٠℅ منهم ليس من اهل الشمال الاسواق ٧٠℅ ليس من سكان الاقليم الاصلين، والحقيقة التي لا ينكرها احد القبول بالٱخر الموجود في الشمالية غير موجود حتى في الخرطوم التي تعتبر ( كرش فيل) و عاصمة البلاد، والله ما عايشته في الشمالية مستعد اراهن على اسوأ شخصين ارتبطوا بالخطاب العنصري في الفترة الأخيرة وهما منسوبين للشمالية عبدالرحمن عمسيب وحياة عبدالملك والله لو جاء اليوم نازحين من اقصى غرب السودان ونزلوا مع أُسر هؤلاء الاشخاص والله لا يجدون الا الاحترام والتقدير والكرم، واجزم أن هذا الخطاب لا يمثلهما وما هو الا تنفيس لما حل بنا من كرب واصبح طفح واجندة لا تمثل المجتمعات المحلية وتجده في كل الاقاليم ووصل في بعضها للتصفيات العرقية والمستفيد ( مجهول) ، ولكن رغم هذه التجربة المريرة لا اعتقد المجهول حقق مبتغاه ولا ال في العلن انتصر، فإذن ٱن الاوان ان ندع هذه الاسلحة الصدئة ونجعلها في ذمة التاريخ ونتسامى فوق جراحاتنا من اجل غد افضل لاجيالنا، فإن الأرض لله يرثها عباده الصالحون.. ألهم يسر لأهل السودان أمر رشد .. ألهم امين..