الانتخابات البريطانية: ماذا الذي حدث، وما المتوقع بعد ذلك :
وكالات : ترياق نيوز
حقق حزب العمال فوزا ساحقا في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، بعدما اكتسح مئات المقاعد في جميع أنحاء البلاد وأنهى 14 عاما من سيطرة المحافظين على السلطة. وتم تعيين كير ستارمر رئيسًا للوزراء يوم الجمعة، منهيًا حقبة شهدت إدارة خمسة قادة مختلفين من المحافظين للبلاد.
وتسلّم رئيس الوزراء الجديد ستارمر مهام منصبه في 10 داونينغ ستريت من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ريشي سوناك، في أعقاب فوز كاسح لحزب العمال على حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي جرت أمس.
واعترف سوناك في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، بفوز حزب العمال وقال إنه اتصل بستارمر لتهنئته.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد دقائق من الفوز، وعد زعيم حزب العمال بـ”التجديد الوطني” وأنه سيضع “البلاد أولاً، والحزب ثانياً”.
وزراء جدد
أنجيلا راينر – نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان والمجتمعات المحلية.
راشيل ريفز – وزيرة الخزانة.
ديفيد لامي – وزير الخارجية.
إيفيت كوبر – وزيرة الداخلية.
جون هيلي – وزير الدفاع.
بات مكفادين- مستشار دوقية لانكستر.
شبانا محمود – وزيرة العدل.
ويس ستريتنج – وزير الصحة.
بريدجيت فيليبسون – وزيرة التعليم.
إد ميليباند – وزير الطاقة.
جوناثان رينولدز – وزير الأعمال والتجارة.
بيتر كايل – وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا.
لويز هاي – وزيرة النقل.
ليز كيندال – وزيرة العمل والمعاشات.
ويذكر أن راشيل ريفز أصبحت أول إمرأة تشغل هذا المنصب في المملكة المتحدة بعد قيام ستارمر بتعيين حكومته.
بعد فوزه بغالبية مقاعد مجلس العموم، ما هي خطة حزب العمال المتوقعة؟
بعد فوزه بغالبية المقاعد في مجلس العموم البريطاني، بات على حزب العمال العمل على تنفيذ التعهدات التي تحدث عنها في بيانه الانتخابي.
وهذا تذكير بأبرز الأولويات التي تعهد بها الحزب في عدد من النقاط وهي:
توفير الاستقرار الاقتصادي من خلال قواعد واضحة بشأن الضرائب والإنفاق، وتشمل عدم زيادة معدلات ضريبة الدخل الحالية أو التأمين أو ضريبة القيمة المضافة.
تحسين الخدمات الصحية، وزيادة البدالات للعمل في عطلات نهاية الأسبوع والعمل المسائي.
إنشاء قيادة أمن الحدود بصلاحيات مماثلة لصلاحيات محاربة الإرهاب بهدف وقف عصابات الاتجار بالبشر وتهريبهم.
إنشاء شركة طاقة نظيفة مملوكة للقطاع العام، بهدف خلق فرص عمل والاستثمار في الطاقة النظيفة
معالجة السلوكيات المعادية للمجتمع من خلال 13 ألف ضابط شرطة إضافي وضباط دعم مجتمعي في إنجلترا وويلز
توظيف 6500 معلم إضافي وتقديم نوادي إفطار مجانية في كل مدرسة ابتدائية في إنجلترا
وتمثل النتيجة انعكاسًا مذهلاً لحظوظ الحزب، ففي عام 2019، بقيادة السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين، عانى حزب العمال من أسوأ هزيمة انتخابية منذ قرن تقريبا.
على الجانب الآخر، وصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذي فقد مقعده، الأمر بأنه “كارثة انتخابية” بالنسبة للمحافظين.
ويُعتقد أن تكون هذه أسوأ نتيجة للحزب منذ ما يقرب من 200 عام، مع توقع أن تبدأ معركة حول اتجاهات الحزب المستقبلية في الأيام المقبلة.
مع ظهور النتائج هناك الكثير من الإجراءات والأحداث في المستقبل، إليك ما يحدث، وما يعنيه كل ذلك.
ملخص لآخر 24 ساعة شهدتها السياسة البريطانية
صدر الصورة،EPA
أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، عن معظم التعيينات الوزارية في تشكيل حكومته الجديدة، والآن حان وقت تقييم ما شهدته الـ 24 ساعة الماضية من أكثر الساعات الحافلة في تاريخ السياسة البريطانية.
بعد استطلاع آراء الناخبين في أعقاب خروجهم من مراكز الاقتراع الليلة الماضية، جاءت النتائج سريعة بين عشية وضحاها، وبلغت ذروتها بعد أن حقق حزب العمال فوزا ساحقا وهزيمة تاريخية لحزب المحافظين.
شهدت مراسم انتقال السلطة الجمعة إلقاء رئيس الوزراء المنقضية ولايته، ريشي سوناك، كلمة خارج مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت أعلن فيها عن نيته التنحي عن زعامة حزب المحافظين، قبل أن يقدم استقالته من منصب رئيس الوزراء للملك تشارلز الثالث.
زار ستارمر ملك بريطانيا لتلقي دعوة رسمية لتشكيل حكومة جديدة، قبل أن يلقي خطابه خارج مبنى رئاسة الحكومة.
قال ستارمر: “أدعوكم جميعا للانضمام إلى حكومتي التي تخدم الأمة”، وهو حاليا يضع اللمسات الأخيرة في تشكيل حكومته في مقر إقامته الجديد مع عائلته، قبل أن يبدأ غدا أول أيام عمله في منصب رئيس وزراء بريطانيا.
في ذات الوقت لا زلنا في انتظار إعلان النتيجة في إينفيرنيس وسكاي وويست روس شاير، والتي من المتوقع إعلانها صباح السبت.
انتصار كبير لحزب العمال
يضم مجلس العموم البريطاني 650 نائبا أو عضوا في البرلمان، ويمثل كل من “مقاعدهم” دائرة انتخابية فردية أو منطقة في البلاد.
حصد حزب العمال 412 مقعدا، بينما انخفضت مقاعد حزب المحافظين إلى 121 مقعدًا فقط، وحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 71 مقعدًا.
وحصل حزب الإصلاح، الذي أُنشئ في بادئ الأمر ليكون حزب البريكست (انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي)، على أربعة مقاعد.
تعد الأغلبية المتوقعة لحزب العمال البالغة 170 مقعدًا في مجلس العموم رقمًا هائلًا، ولكنها لا تزال أقل بقليل من الأغلبية التي حققها الحزب تحت قيادة توني بلير في انتخابات عام 1997، والتي بلغت 179 مقعدًا.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن فوز المحافظين في انتخابات عام 2019 تحت قيادة بوريس جونسون، الذي يُنظر إليه على أنه أداء قوي للغاية جعلهم يحصلون على أغلبية 80 مقعدًا.
يُذكر أنه إذا حصل حزب ما على الأغلبية، فهذا يعني أنه لا يحتاج إلى الاعتماد على أحزاب أخرى لتمرير القوانين، فكلما كانت الأغلبية أكبر، كان الأمر أسهل.
الأسماء الكبيرة تسقط واحدا تلو الآخر (لكن بعضها نجا)
ومع إعلان الدوائر الانتخابية نتائجها على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون، اصطف كل المرشحين بجوار بعضهم البعض، وكانت هناك بعض اللحظات الحاسمة.
ولعل أبرزها كانت هزيمة ليز تروس، التي عملت رئيسة الوزراء سابقا لمدة 49 يومًا فقط قبل أن يطيح بها حزبها، حيث فقدت مقعدها في وقت مبكر من صباح الجمعة في دائرتها الانتخابية بجنوب غرب نورفولك.
كان جاكوب ريس موغ، وزير الأعمال المحافظ السابق والمؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر الأسماء التي عانت من الهزيمة أيضا، وقد خسر مقعده في شرق سومرست وهانهام لصالح حزب العمال.
وقال لبي بي سي إنه لا يستطيع “لوم أحد سوى نفسه” في الخسارة لكنه أخذ “جانبا صغيرا من الأمل” من حقيقة أن المحافظين سيكونون “على الأقل المعارضة الرسمية”، في إشارة إلى المخاوف من أنهم لن يكونوا حتى كذلك.
وبدا جرانت شابس، وزير الدفاع، منزعجا بعد أن فقد مقعده في جنوب إنجلترا.
كما خسرت رئيسة مجلس العموم بيني موردونت، التي تنافست مع ريشي سوناك على زعامة الحزب قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء، مقعدها أيضًا.
جيريمي هانت، الذي يشغل منصب المستشار، وهو ما يعادل وزير المالية في المملكة المتحدة، احتفظ بمقعده ولكن بأغلبية قليلة.
من جهته، فاز سوناك بمقعده في يوركشاير بأغلبية مريحة بلغت حوالي 12000 صوت، لكنه أدلى بخطاب قبل فيه التنازل والتأكيد على خسارة حزبه في الانتخابات.
رئيس وزراء جديد خلال يوم واحد
تسير الأمور بسرعة في السياسة البريطانية، فلا يوجد فاصل زمني كبير بين إعلان نتيجة الانتخابات وتنصيب رئيس الوزراء الجديد.
غادر ريشي سوناك 10 داونينغ ستريت، المعادل للبيت الأبيض في بريطانيا، في غضون 24 ساعة، وجرى تنصيب كير ستارمر بسرعة بعد ذلك.
وتسير العملية ضمن إجراءات محددة؛ قدم سوناك استقالته إلى الملك، وتلقى ستارمر دعوة رسمية من قبل الملك لتشكيل الحكومة المقبلة في اجتماع عقد في قصر باكنغهام.
من هو كير ستارمر؟
نسبيا، يعتبر ستارمر جديدا إلى حد ما في السياسة.
بدأ ستارمر حياته المهنية كمحامٍ في التسعينيات، وعُين مديرًا للنيابة العامة (أعلى مدع عام جنائي في إنجلترا وويلز)، في عام 2008.
انتُخب لأول مرة في دائرة هولبورن وسانت بانكراس في شمال لندن عام 2015، وتولى قيادة حزب العمال بعد الانتخابات العامة السيئة للحزب عام 2019، متعهدا ببدء “حقبة جديدة” بعد القيادة اليسارية لجيريمي كوربين.
وأعيد انتخاب ستارمر في نفس الدائرة الانتخابية يوم الخميس، قائلا في خطاب الفوز الذي ألقاه إن الناس “مستعدين للتغيير” ووعد “بإنهاء سياسة الأداء”.
وقال “التغيير يبدأ هنا لأن هذه هي ديمقراطيتكم ومجتمعكم ومستقبلكم”، “لقد قمتم بالتصويت، لقد حان الوقت الآن لكي نحقق النتائج”.
ماذا بعد تعيين رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر؟
أصبح السير كير ستارمر رئيسا للوزراء بعد فوز حزب العمال الذي يرأسه في الانتخابات البريطانية العامة بأغلبية (412 مقعدا من أصل 650 مقعدا).
وبعد أن قدم رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ريشي سوناك، استقالته للملك، تشارلز، وتنحى عن منصب رئيس الوزراء وغادر 10 داونينغ ستريت ( مقر الحكومة) وألقى خطابه الأخير.
طلب الملك تشارلز من رئيس الوزراء الجديد تشكيل الحكومة. وبعدها انتقل كير ستارمر وزرجته رسميا إلى مقر الحكومة، حيث
ألقى ستارمر أول خطاب له كرئيس للوزراء ووعد الجمهور البريطاني بالعمل جادا لتنفيذ ما وعدهم به.
وكما هو متعارف عليه، سيقوم موظفو الخدمة المدنية، الذين يعملون بشكل رئيسي في الإدارات الحكومية ويقدمون تقاريرهم إلى الوزر وليس لهم أي ارتباطات حزبية، بعد ذلك بإطلاع رئيس الوزراء الجديد والوزراء الجدد على أشياء مثل الأمن والاستخبارات.
لكن، ما هي الخطوات التي ستلي هذا الفوز الكبير لـ ستارمر وحزب العمال؟
سيختار رئيس الوزراء أعضاء مجلس حكومته لقيادة مجالات محددة مثل الصحة والدفاع والبيئة.
وسيشهد مقر الحكومة الكثير من الحركة من أعضاء البرلمان يأتون ويذهبون قبل وخلال إعلان أعضاء مجلس الوزراء.
ستكون الأيام القليلة المقبلة مليئة بالمهام والعمل الجاد، وسيتلقى رئيس الوزراء المزيد من الإحاطات الإعلامية من المستشارين، ويحدد أولويات سياسته.
ومن المقرر أن يجتمع النواب المنتخبون حديثًا في مبنى البرلمان (قصر وستمنستر) في 9 يوليو/ تموز، حيث سيجتمع مجلس العموم للمرة الأولى.
وهناك سيُنتخب رئيس مجلس العموم قبل أن يؤدي النواب اليمين الدستورية.
وبعد ذلك سيفتتح الملك البرلمان رسميا بخطاب الملك، الذي سيلقيه في 17 يوليو/ تموز.
ومن المتوقع أن ستشهد الأيام الأولى الكثير من القرارات والتغييرات، إذ أن حزب العمال تعهد خلال حملته الانتخابية بأمور كثيرة تمحورت حول تعزيز معدل النمو الاقتصادي البطيء في البلاد وإصلاح قانون العمل والاستثمار في مجال الطاقة والبنية التحتية الصديقة للبيئة.
أخيراً، نايجل فاراج يصبح عضوًا في البرلمان
كان الحزب الذي اعتُبر متمردا في هذه الانتخابات هو حزب الإصلاح، وهو الخليفة اليميني لحزب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واستقلال المملكة المتحدة.
وفي محاولته الثامنة، فاز زعيمه نايجل فاراج بمقعد، لكن التوقعات الأولية لحزبه بحصوله على 13 مقعداً تضاءلت إلى أربعة.
ولا يزال هذا أفضل مما فعله حزب استقلال المملكة المتحدة وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق، وكان فاراج يحتفل، في وقت بلغت فيها حصة الحزب من الأصوات 14 بالمئة.
أثار حزب الإصلاح جدلاً خلال الحملة الانتخابية بسبب التصريحات المسيئة التي أدلى بها بعض مرشحيه وناشطيه.
وسينضم إلى فاراج في مجلس العموم نائب رئيس حزب المحافظين السابق لي أندرسون، ومؤسس الإصلاح ريتشارد تايس، وروبرت لوي.
تأجيل الإعلان عن النتيجة النهائية للانتخابات العامة إلى يوم السبت
رغم فوز حزب العمال بغالبية ساحقة في الانتخابات العامة، وتعيين رئيس الحزب رسمياً كرئيس للوزراء، إلا أنه لن يكون هناك إعلان رسمي عن النتيجة النهائية اليوم.
وتم تأجيل الإعلان عن النتائج بسبب التوجه لإعادة فرز الأصوات في دائرة إينفيرنيس وسكاي وويست روس شاير، وبالتالي سيتم تأجيل الإعلان عن الانتخابات حتى يوم السبت.
وحتى الأن تم الإعلان 648 مقعداً من أصل 650 مقعداً داخل مجلس العموم، وحصد حزب العمال حتى الآن 412 مقعداً فيما حصل حزب المحافظين على 121 مقعداً.