X

نهى إبراهيم سالم .. تكتب.. عيون لاجئة) .. ( قمر الغياب ) !

 

 

 

 

 

    مرت الأيام تحملني على بساطها ولا ترسم بداخلي مياسماً لأزهار الحياة بل مواسماً للقحط لا تطاق حتى صرت حزينة بلا دموع ، سعيدة بلا ابتسامة ، خائفة بلا تسارع نبضات ، متوترة ولا ارتعاش أنامل ، نائمة بدون نعاس ، متفائلة بلا أمل ، ميتة بغير أجل ، أغني بغير لحن ، وأرقص دون حركة ، منتشية بغير رضى ، ضائعة بلا وجود ،،، سيان عندي الضحك والبكاء ، المعاناة والراحة ، الصراخ والسكون ، العقل والجنون كل الأشياء تشبه متضاداتها – فهل كان علي أن أموت آلاف المرات كي أعرف قيمة الحياة ؟؟ أم كان علي أن أعيش عمراً في الليالي الحالكة كي أدرك سر عظمتك وجمالك أيها القمر ؟؟ كيف وجدتني لتخرجني من ظلامي إلى النور؟؟؟
بت أفكر فيك بشكل مخيف حتى غشي النوم نفسي فغابت بعد أن تعبت أجفانها من السفر في عالم الحضور بقلب يأملك ويتأملك ..غابت لتكمل سفرها نحوك في عالم لا مرئي لا يفتح أبوابه إلا لمن يغلق عيناه، فصرت أهدهدها لعلها تلتقيك في غيابها كطفلة وديعة ..غياب مؤقت عن دورة الحياة لحياة أخرى … فتسللت منها بهدوء شديد أمشي على أطراف أصابعي كي لا تستيقظ ، خرجت لأجلس معي قليلا وأستعيد تلك اللحظات التي رافقتني إليك أو رافقتك إلي ..لا فرق .. أستعيدها لألتمس إجابة لسؤالي ..
من أنت ؟؟؟؟
سؤال لا يعرف الإجابة عليه غيرك ..وأنت ؟ أين أنت ؟؟
لا أدري_ فأحدكما هناك والآخر يأخذني مني بشكل كامل وكلاهما أنت . . . .
وأنا ؟ أين أنا ؟؟ إحدانا هناك تتأملك في الغياب والأخرى هنا تأملك وتستعيدك في صحوها بكل التفاصيل وكلتاهما أنا . .
أعددت فنجان قهوة وجلست قرب نافذة البال دون أن أصدر صوتاً يزعج تلك الغائبة ، جلست وليس برفقتي غيري أرقب طلوعك في سماء العمر .. وها هي رائحة قهوتي ترتشفني رويداَ رويداً قبل أن أرتشفها وأذوب فيها حد السكر فأعود للوراء لأريح رأسي على حافة كرسي ينشد الراحة من قلقي علي وعليك ..
ومن نافذتي أمر عليك في كل اللحظات التي كانت بيننا فأسمع همسنا و سلوانا ببعضنا ،أسمع ضحكاتنا وموسيقانا وشكوى همنا، وأستنشق عبير ورودنا التي زرعناها على أعتاب مكان لا خارطة له، وأجتر معالم درب قادك إلي وقادني إليك ..متى وأين وكيف ؟ لا أدري ..
فكلانا يعيش في الغياب.
مر الوقت وصارت قهوتي باردة بل نامت هي أيضاً ، تشير الساعة للثانية بعد منتصف ليل لم ينتهي منذ أشهر طويييلة … حملت خيالي المهترئ كلفافة قديمة تبكي غيابنا ..دخلت غرفتي ،، نفسي مازالت نائمة أو غائبة لكنها مبتسمة كأنما تراك .. فتسللت وتقمصتها بذات الهدوء الذي خرجت به . . . و أتحدتُّ معها لنصير واحدة هي أنا التي تحبك وترقبك بكل صبر ،، و اجتمعت رؤانا لتصير واحدة كوشم في صدر الحضور والغياب ، حلم واحد لامرأة واحده بقمر واحد .. وعاودت السفر إليك من جديد بشكل آخر … و ما زلت أسأل : من أنت ؟؟.

كَسرة /
كيف سرقتك هذه الحرب اللعينة من عيناي ومني؟
هل أسكنتَك معتقل ؟
أم أهدتك رصاصة ياقمر ؟.