X

تفجر الاوضاع في الفاشر يحول الوضع الانساني لكارثة مئات الأسر تزحف من شمال دارفور الى شمال السودان مدينة ( الدبة) تعاني قلة الامكانيات وتزايد النازحين مفوض العون الانساني يطلق نداء عاجل والاستجابة ضعيفة

Oplus_131072

الدبة _ ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة

 

 

 

Oplus_131072

 

 

 

 

يقول 🙁 علي) اسم مستعار ل ( ترياق نيوز) شعرت بٱلام حادة في معدتي ورغبة ملحة في استخدام المرحاض، وقفت منذ الساعة الخامسة فجرا وحتى الثامنة صباحا انتظر دوري في استخدام المرحاض، ولم اتمكن من ذلك حتى اتسخ ما ارتديه من ملابس رثة لم اغيرها طيلة مسيرة رحلتي التي امتدت من الفاشر للدبة واستغرقت اربعة ايام فزادها( الاسهال اللا ارادي بلة ) فلجأت لشاطئ النهر فاغتسلت وشربت وكان هو الملاذ الاوحد لتبتل عروقي واستعيد توازني . هذا هو نموذج واحد لحوالي (٥٩) اسرة تم ترحيلهم قسرا من احد المدارس بمدينة الدبة شمالي السودان بعد قرار والي الولاية الشمالية عوض عابدين قبل اسبوعين القاضي ببدء العام الدراسي دون الاكتراث بأن جميع دور المؤسسات التعليمية مكتظة بالنازحين و الفارين من جحيم الحرب ، التي اندلعت في الخرطوم منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٤م .
احد المخيمات بمدينة الدبة كان البديل لحكومة الولاية الشمالية لاخلاء احد المدارس من تسعة وخمسين أسرة من بينهم اطفال وشيوخ كبار السن ونساء وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها في مخيم يفتقر لابسط مقومات الحياة، ويقع المخيم في ارض صحراوية تحت درجة حرارة تتجاوز ٤٧ درجة فهرنهايت وتخلو المنطقة من الاشجار وانعدام المياه الا مدها ب ( خرطوش) مياه واحد تتعاقب عليه الاسر للتزود منه كل هذه الاعداد من البشر.. تقول : ( ليلى) والدي شيخ كبير وهو مريض قلب عندما وصلنا هذا المخيم دخل في غيبوبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة الاكسجين حيث اسعفناه لمنزل احد السكان الاصليين ويوجد فيه مبرد هواء فاسترجع انفاسه بصعوبة ولا يوجد بالمخيم مركز صحي او اسعاف ، وتواصل ليلى بان الخيم التي تم نصبها لنا لم تكن بمواصفات تقي من الشمس او البرد وكل اسرتين في خيمة واحدة مساحتها تقريبا ٥×٤ متر ومتوسط عدد افراد الاسرة خمسة افراد ، ولا توجد مساحة بالخارج تسع لوضع كرسي صغير، واصبحت كل انفاس المتواجدين مع بعض مع عدم وجود كهرباء، بجانب وجود فقط عدد اثنين دورات مياه لكل الموجودين بالمخيم وذلك ما يعزز الموقف الذي مر به (علي) وتختم ليلى قائلة : اصبحت حاياتنا بين نارين نار الحرب ونار العيش في هذا المكان القاتل ، وعلينا ان نختار الموت السريع في مناطق العمليات الحربية او الموت ببطء في مثل هذه المخيمات !..

 

 

 

 

 

*تفجر الاوضاع في الفاشر يضاعف المعاناة والمأساة الانسانية تفوق حد الوصف*

 

 

مفوضية العون الانساني الولاية الشمالية / عبدالرحمن خيري

 

 

 

منذ بداية حصار مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وتفجر الاوضاع فيها بدأت موجة جديدة من النزوح المزدوج من هذه المدينة المكلومة حيث ترافق السكان الاصليين بمدينة الفاشر مع الذين نزحوا اليهم من المدن الاخرى وبدأت موجة نزوج جديدة لوجهات مختلفة وبعضهم خرج من المدينة دون وجهة محددة، وحسب بيان رسمي صادر من مفوض العون الانساني بالولاية الشمالية دكتور عبدالرحمن خيري تحصلت ( ترياق نيوز) على نسخة منه وهو يشير الى وصول حوالي مئة اسرة فارة من الحرب بمدينة الفاشر وذلك يوم الخميس ٢٠ يونيو ٢٠٢٤م والمعلومات تشير الى اعداد اخرى ما زالت تزحف بالطريق وعليه ناشد المنظمات بتلافي الوضع الانساني في مدينة الدبة . نص البيان أدناه:

 

 

نداء :

 

 

Oplus_131072

 

 

 

 

 

 

تنوه المفوضية جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات والجمعيات وكافة الكيانات والإنسانيين والمتطوعين جميعا بأن هنالك موجة نزوح متزايدة على الولاية نتيجة الأحداث الدائرة في الفاشر
عليه يجب التوجه إلى محلية الدبة للوقوف على احتياجات النازحين وخاصة أن هنالك أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن والنساء بين النازحين وهنالك احتياجات كبيرة من إيواء وإطعام بجانب الاحتياجات الصحية والعلاجية
حيث وصل بتاريخ اليوم الخميس الموافق للعشرين من يونيو 2024م مايقارب المائة أسرة
وحسب المتابعات هنالك أعداد كبيرة جدا في الطريق الى الولاية) ..
وأكدت متابعة( ترياق نيوز) بأن الاعداد الجديدة من الاسر الذين وصلوا من مدينة الفاشر يعيشون في اوضاع اقل ما توصف بانها مأساوية وحسب متطوعين استطلعتهم ( ترياق نيوز) انهم واجهوا معاملة قاسية من السلطات الرسمية وافادت متطوعة ( حجب اسمها) قالت : بأن الهلال الأحمر بمحلية الدبة قام بإعداد وجبات جاهزة ليتم توزيعها علي النازحين القادمين من مدينة الفاشر لكنهم تفاجئوا بتوجيه من المدير التنفيذي لمحلية الدبة محمد صابر كشكش برفض توزيع الوجبات لهم وعلي ان يتم توزيع الوجبات للنازحين المتواجدين بمراكز الايواء فقط!.
في الوقت الذي يناشد فيه المفوض بالولاية الشمالية المنظمات لتدارك الوضع الانساني بمحلية الدبة تجد اعلى مسؤل في المنطقة يمنع المنظمات من تقديم المساعدات الإنسانية للأسر التي تسكن خارج مخيمات ودور الإيواء ، وهي تتواجد في الطرقات والساحات وكلها نساء واطفال وكبار سن الأمر الذي نفاه مسؤل رفيع في حكومة الولاية وقال هذا الحديث لا يستقيم والجهود الكبيرة التي يبذلها المدير التنفيذي بالمحلية وهو يظل حتى، وقت متأخر بالليل يحمل هم رعيته من المواطنين والنازحين على حد سواء .. وأكد عدد من المتطوعين بأن هنالك تزايد في حالات الوفيات بسبب العطش الذي واجهوه اثناء حصارهم في الفاشر ورحلة المسير الطويلة وكذلك سوء التغذية بجانب حالة الانهاك وعدم وجود رعاية صحية وانعدام الغذاء..

ويقول مفوض العون الانساني للولاية الشمالية في تصريح ل ( ترياق نيوز) : اتصل علي المدير التنفيذي لمحلية الدبة محمد صابر كشكش وهو يحمل هم كبير جدا للاوضاع الانسانية للنازحين تحت رعايته لان منطقة الدبة ظلت اكثر وجهة للنازحين منذ بداية الحرب في الخرطوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وظلت تستقبل يوميا اعداد جديدة من الفارين من الحرب ولم يحدث اي تقاعس تجاههم، ولحظة اتصاله قال لي وصلت اليوم عشرين اسرة .
صحيح كان يتم استقبال النازحين في المدراس حتى بعد قرار بدء الدراسة تم اخراج النازحين بطريقة سلسة جدا، وكل محلية تصرفت حسب امكانياتها الموجودة لاعادة اسكان النازحين حتى يتسنى فتح المدارس وهذا حق من حقوق المواطن.
الان صحيح هنالك مشكلة تم اختيار منطقة معينة للمعسكر وفعلا وجدوا الموقع يحتاج لتهيئة وللاسف الشديد حتى وقت حديثي معهم لم يتهيأ الموقع لاستقبال نازحين، وخاصة بأن يوميا تأتي مئات الاسر للدبة وهي محلية صغيرة جدا و امكانياتها ضعيفة للغاية في الصحة، التعليم وكل الخدمات وكذلك الغذاء ومياه الشرب ، الان النازحين الذين كانوا في اربعة او خمسة مدارس واصبحت الخيارات معدومة الا يتوقف التعليم من جديد، اما موضوع موت الناس بالعطش او الجوع غير صحيح لان هذه الاسر موجودة في السوق ووسط المنطقة والمجتمع المحلي متكافل جدا، حتى اذا لم تستقبلهم المحلية في الدبة في كل شارع يوجد سبيل ( مكان يحوي اواني فخارية لحفظ مياه الشرب) وكذلك بيوت مواطني المنطقة مفتوحة للضيوف، وكذلك المنطقة ليست خلوية حتى يموت انسان جوعا او عطشا.

ومهما كانت الاوضاع الحالية والجهود المبذولة لتخفيفها ما دام ما زالت الحرب مستمرة يظل الوضع الانساني ينذر بكارثة تصبح مأساة انسانية تاريخية جراء الحرب الدائرة في السودان الان..