المطربة فدوى فريد تفجر شلالات الدموع وسط اللاجئين السودانيين بمعسكر بيالي بيوغندا ..
كمبالا : محمد أحمد الدويخ
الى المعلم أحمد الدويخ
وآخرين بالمهاجر..
اربع صور تجسد مضمون هذا المقال بدقة فائقة وإبانة في المعنى..
منها صورتان داخل السودان ومثلهما خارج السودان..حيث يلعب شخصي وشقيقي المعلم أحمد الدويخ دور البطولة في حكاية تلك الصور المعبرة..خاصة بعد هجرة الأستاذ أحمد الدويخ خارج الوطن في ظل هذه الحرب الطاحنة التي لم تضع أوزارها بعد.
نعم تزينت (احلام الهجرة) و (تبرجت) لشقيقي الموجه التربوي ولكن عندما وجد نفسه احد ابرز لاجئي معسكر (بيالي) بدولة يوغندا اصبح (يحن) الى تراب الوطن (على كل حال) وهو يرسل صورة (كئيبة) لبضع أشخاص يمثلون جملة المصلين بذلك المعسكر في صلاة عيد الأضحى المبارك صباح السبت 16 / 6 / 2024.م
ولسان حاله يدفعني لاستعراض صورتين مماثلتين احداهما خلال صلاة عيد الأضحى بقرية الهشابة المصابيح وهو يكتظ بالمصلين من نساء ورجال واطفال قرييتنا الحبيبة وصورة اخرى من داخل كافيه اراربيكا (هديل كافيه) بأم روابة قبل عدة أشهر تتضمن مجموعة من الكتب المعرفية وطقوس القهوة السودانية الكاملة تتخللها
خيوط البخور (الجاولي) ..
حينها تستعرض الذاكرة أغلب مؤلفات #حجي_جابر عن غربة الأوطان وحسرة المهاجرين (تدفعهم)
ذاكرة الحنين الى كل شئ بالوطن ..
لم تكن حالة المعلم والتربوي المهاجر أحمد الدويخ إلا مثال واشارة الى كل العقول المهاجرة من ابناء الوطن في مختلف التخصصات العلمية والتربوية والطبية التي لم تشفع لهم هوية الانتتماء بتوظيفها من اجل شعبه الصابر في ظل حرب (نسفت) أعظم صفات وسمات الشعب
السوداني المسالم وهو يعلم ابنائه على ظهور الدواب من الحمير والابل والمواشي بالبوادي والفرقان من بادية الى بادية وبين قرية و قرية في مشاهد نادرة ما كنا نتوقع إنها (بادت) بعد ان (سادت) في حرب ( الابادة) و (طمس الهُوية)..
وضكارة في الأرحام تضيع..!
المطربة فدوى فريد تفجر شلالات الدموع وسط اللاجئين السودانيين بمعسكر (بيالي) بيوغندا ..!
الجدير بالذكر أن المطربة الجنوب سودانية فدوى فريد القصاص ظلت وفيه ومخلصة لشمال السودان الذي ترعرعت فيه قبل انفصال الجنوب وتغنت للعديد من الشعراء السودانين الافذاذ أمثال مدني النخلي وخالد شقوري وغيرهم واختارت نص ص شعرية ذات رمزية معبرة ومفردات رصينة في وفاء نادر وقد احتفظت الفنانة فدوى برقم هاتفها الجوال بالشريحة (زين سودان) واستخدامه في حسابها الخاص الواتساب وفاءا للأرض التي ترعرعت فيها قبل الاتصال واخلاصاًوتقديراً للجمهور الذي أحب اغانيها الخالدة في حب الوطن والخير والجمال ..
وتُعد أغنية (ليه الحرب) من الاعمال الغنائية الخالدة للشاعر خالد شقوري التي تناقش قضايا الراهن وتعدد صفات وسمات الشعب السوداني الأصيل عبر قواف معبرة وفواصل موسيقية حزينة تفاعل معها جموع للحاضرين من اللاجئين السودانيين بمعسكر مدينة (بيالي) بيوغندا وذرف الحاضرون شلالات من الدموع وذلك قبل يومين فقط من حلول عيد الأضحى المبارك والذي يوافق
16 / 6 / 2024.م
ولسان الحال يردد مع المطربة فدوى فريد صاحبة الصوت الجهور من كلمات الشاعر الفذ خالد شقوري :
ليه الحرب ..؟
كانت ..
بيوت الحلة تصدح بالنشيد
والشفع أيام الحصاد
لبسوا الملون والجديد
والناس خفاااف
مارقين لطااااف
زي كل عيد ..
والناس أهل..
نايمين وصاحين بالأمل..
حتى الشقى الفقران سعيد ..
لكن عيون الشر هناك ..
نصبت شراكا على الدرب..
من كل روح شالوا الهنا ..
وفى كل بيت زرعوا الحرب ..
طال الدمار..
عش الصغار ..
والغنية نامت بالغصب ..
وإتستفت شنط المدن ..
بالحسرة والهم والعويل..
والحاصل الما بتحسب..
ليه الحرب ..؟
ليه الحرب ..؟
حرب القبايل في الديار ..
حرب الحدود حرب البوار..
حرب الكبار وجع الصغار ..
ووطنا ضايع ومنسلب ..
ايه يعنى يعنى وساع بلد ..
وصدورنا في ضيق اللحد ..
خيراتنا يتوطاها شر ..
وعددنا زاتو بلا عدد ..
وايدينا من قداح اللئام ..
ممدودة تتمنى المدد ..
وضكارة في الارحام تضيع ..
وحياتنا كلها في الحرد ..
لمتين نشيل حال البلاد ..؟
البى إيدينا بتتخرب ..
ليييييييييييه الحرب ..؟