كثيرا ما نجتر الاحزان والأوهام .. وندخل أنفسنا في دوامة لا منتهية من الالم وجلد الذات .. بقدوم الاعياد .. وكأنما نؤجل ونراكم مخزون الحزن لحين قدوم العيد ..
العيد فرحة .. رغما عن الاحزان والاوجاع والهموم والحرب .
المتشائمون في الأرض .. ينظرون للنصف الفارغ من الكوب .. ينظرون لتجهم السماء بالغيوم ..
لكالح الظلام رغم علمهم باتيان الصباح ..
للعسر رغما وجوده بين يسرين..
لا يجيدون فن الحياة ..
ولا يعرفون كيف يسعدون أنفسهم وغيرهم ..
شيوخ مكفهري وعابسي الوجه .. يقولون انهم يتشبهون بالسلف الصالح ..
يا سلام وكأنما السلف الصالح ( مكشرين ولاوين بوذهم) ..
يدعون حمل هموم الأمة .. اين هم من هم النبي صلي الله عليه وسلم الذي دعي لاظهار الفرح ايام العيد ..
( دعهم يا أبا بكر فأنها أيام عيد ) ..
( ينط واحد من ذوات بوذ زلومة الفيل في حلقك ) ..أن صلاح الدين الايوبي لم يبتسم حتي فتح القدس ..
اين ذلك من قول عبدالله بن الحارث ( ما رأيت رسول الله قط إلا مبتسما ..
إذن ابتسموا ( وتكشموا زي نار القصب ) ..
افرحوا وبشروا احمدو واستغفروا ..
من فقد حبيبا ابقي الله له مئات الاحباب .
ومن فقد بيته .. ابقي الله له صحة وعافية ..
ومن فقد عملا يسر الله له رزقا اخر ..
ومن اغلق في وجه باب فتحت له آلاف الابواب ..
هذا عروة بن الزبير قطعت رجله ومات ولده .. ماذا قال ( اثكلب وقال احي وووب ) ..
لا قال بكل ايمان ..
( اللهم انك اخذت عضوا وابقيت أعضاء . واخدت أبنا وابقيت أبناء . فلك الحمد ) ..
لن يغير الحزن حالنا ..
ولن يحل التشاؤم مشكلة ..
لم يفيد التباكي..
لن يعيد النواح شيئا ..
نحتاج للتفاؤل لنحول المحنة الي منحة ..
لنكن مفاتيح للخير .. مغاليق للشر ..
تبث املا وتفاؤل ..
لا نلعن الظلام فقط .. بل نوقد شمعة ..
الله قادر أن يوقف هذه الحرب .. نتضرع له .. أن تقف ونعود لديارنا ..
وبكرة الهم يفوتنا ..
ونرجع لبيوتنا ..
بحري وامدرمان ..
بكرة يقولو عودو ..
عيدنا تفوح ورودو ..
والسودان امان ..
عيدكم مبارك وبالفرح .
د.عثمان .