X

حيدر الفكي .. يكتب.. ” حتى الان ” .. ما الذي بينك وبين الله يا عادل؟!

 

 

 

    كيف انعيك اخي عادل عثمان حسين شكاك وقد عشت بيننا سمحاً ودوداً لطيفاً فأنت قبل صلة القُربَى والدم والرحِم فأنت الجار البار لم نرى منك إلا الريح الطيب والمعشر الأطيب وضَّاح المُحيَّا جميل الطباع.. غادرتنا بصمت وهدوء كما هو طبعك في الدنيا يجمِّله الأدب والأخلاق والترفُّع ولذلك حتى عندما اختارك الموت نسج لك معطفاََ من سندس اخلاقك وديباح طبعك فطبت حياََ وودَّعت سمحاََ.. دوماً في مقدمة الركب إن كانت أفراح او اتراح بارا بأهلك وعشيرتك وبلدك مسالماً حد الفضالة تواضعك يضفي عليك هالة.. تميل للصمت حينما يكون الصمت باباً للسلامة ودودا حينما يكون الود مدخلاً ومحفلاً للوصل يقرب القريب ويدني البعيد فهذا لعمري مربط الفرس والركن الركين لمكارم الاخلاق.. الكل يفتقدك وكلُُ على طريقته الخاصة وكأنك أنت صديقه الوحيد والكل يعزي نفسه فيك قبل ان يعزي الآخرين.. سرادق العزاء منصوبة داخل كل قلوب المحبين والدعاء لك في جوف الليل والخلوة وليس في تمتمة المجاملة وليس من طرف اللسان إنما من عمق العرفان.. لم اراك تتحدث في ما لايعنيك.. عفيف اللسان كثير الإحسان حفيُّ باهلك والجيران.. نحسب أنك في نعيم لا يدانيه نعيم وفي برزخ رياضه ممتدة بإمتداد بصرك ورياحينه فوَّاحة لنفس عاشت بيننا بكل سماحة ولكن يا عادل ما الذي بينك وبين الله؟! حتى تبلغ هذا المقام أهي مكارم الأخلاق التي تثِّقل الموازين؟ أم انها الخبيئة التي لا يعلمها إلا الله ام أنها محبة الذات الإلهية التي يقف عندها حد التفسير والتأويل أم ماذا بينك وبين الخالق حتى تحقق (السبعة):-
الأول أن تفيض روحك الى بارئها في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة افضل عشرة ايام في العام والثاني ان تلقى ربك حاجاً مُلبياً والثالث أن تكون مُحرماً متوشحاً بالبياض والرابع أن تكون مُبتسماً حين صعدت روحك الى عوالم الملكوت في عالمها الآخر الأبدي وكلما أراجع صورتك ووجهك تعلوه الإبتسامة وانت في رحاب الله أتعجَّب لجمال الحال والمآل واحسب بأنك رأيت ما يسرك ويسعدك والخامسة ان تُقبض روحك في المدينة المنورة مدينة المصطفى حيث الفيض النوراني الإلهي علي هذه الارض المباركة وانت داخل الطائرة وبمجرد وصولها لهذه الارض الطيبة والسادسة ان تهاتف جُل اهلك واحبابك قبل ايام معدودة وتودعهم الوداع الاخير والسابعة أن تكون وثَّقت لوداع أسرتك الكريمة قبل ساعة الرحيل وكأن قلبك يحدثك بشئ تعلمه الروح ويجهله الجسد.. فُجِعنا لرحيلك المفاجئ وكانك تستعجل الخُطى صوب النعيم المقيم بإذن الواحد الرحيم ولكن سعدنا لِحسن الختام لأن علاماته واضحة وضوح الشمس في كبد النهار والموت حق وهذا كأس كلنا شاربه طال الزمن او قصر ولكن كيفما يكون الإنتقال تكون السعادة أو الشقاء وأحسب انك من السعداء واحسب ايضا أن كثيرا من الناس غبطك على هذا الرحيل وانا منهم وأسأل الله ان يحسن خاتمتي وأياكم وأن نكون من أصحاب هذا الفتح العظيم….
اللهم ارحمه واغفر له وتقبله واكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ببركة هذه الايام المباركة.. اللهم واظله تحت عرشك  يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك اللهم بيِّض وجهه يوم تبيَّض وجوه وتسوَّد وجوه اللهم يمِّن كتابه وثبِّت قدمه يوم تزل فيها الأقدام اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين
والشهداء والأبرار…..