لعلك واجدٌ ان كثير مما يغني ويطرب له في بلادي ..ذو أشارات ودلائل لمعاني التطبيب وشخوصه.
فالأمر ليس بالمستغرب فالطب كعلم ومهنة أن انتفت منه معاني الانسانية ..اصبح مجرد وظيفة خرقاء تنفر الخلق منها.. وتصير بابا للارتزاق ليس إلا .
وقد أشار لذلك العلامة ابن سينا قياسا علي قدوتيه ..أبقراط وجالينوس .. في سفره ( النفس) ..والذي حوي قصيدته العينية .
وقد شملت كثير من معاني سبر غور النفس وتشذيبها خصوصا لموالي المهنة..
( أنفت وما أنست فلما واصلت ..
ألفت مجاورة الخراب البلقع ) ..
وقد أشار لذات المعاني داؤد الأنطاكي ..في مؤلفه ..
( النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة ) .
ويسبق هؤلاء النفر .. قيس بن الملوح والذي لم اجد اقدم منه إشارة للطب في الشعر.
وقد عشت دهرا لا أعد الليالي ..
أصلي فما ادري اذ ما ذكرتها ..
أأثنين صَلَّيْتَ ام ثمانية..
عشقتك يا ليلي وانتِِ صغيرة ..
وانا ابن سبع لم ابلغ الثمانية ..
يقولون ليلي بالعراق مريضة ..
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا.
فهكذا حال الروح والجسد ۔
اما مكتبة غنانا السودانية فمليئة بهذا الكلام والنظم عطفا علي نظرة المجتمع ..
( الدكاترة ولادة الهنا ) ..
فهذا عتيق ينشد :
لو سائلوك عليّ ..
قولهو منامو قلّ..
أصلو شكايتو عله ..
الحب ليس الا ..
فيربط علته بروحه الشاكية الباكية ۔۔
ويصل لتشخيص مرض بجميع مكوناته من علامات وأعراض مرضية .
قال ليّ عندي حمي ..
وبي صداع ألما ..
بأثر انتكاسي. .
ولي يومين بقاسي ..
فهذا ياصاح قد عمل علي توفير أتعاب الطبيب والمعمل .. بنظريته الشعرية هذه. وما عليه الا بالدواء ۔
اخر يزداد إعجابه بالاطباء الشاعر الراحل محمد۔يوسف موسي فينظم :
أعيش في ظلمة انت صباحي ..
انت طبيبي أموت ًب جراحي .
وهكذا وهكذا الي الذي يجعل عيون محبوبته عالما للطب..
عينيك فيها علم الطب.
عينيك علمني أحب.
والشئ بالشئ يذكر في زماننا هذا ..ساد العنف في كل الحياة حتي مهنة الطب. .
ولا ادل علي ذلك الا
( دكتور صلاح ضرب السلاح تح تح تراح) لا ندري اي سلاح هو ؟ .
البنسلين يا تمرجي نادوا ( مامون ) يا تمرجي.
قياسا علي تردي الذوق والاستماع ۔. بقي ان نذكر ان بمهنة الطب من برعوا كادباء كالتجاني الماحي ،
ومحمد عبد الحليم وجريتلي والزين عباس عمارة الي محدثيهم كشادول وعمر محمود خالد ..
اذا تداوا بالشعر والطب معا ..
كما الدواء علاجا للجسد ۔۔ فالشعر علاجا للروح ۔