الفاشر ستكون نقطة فارقة في مسار الحرب وهى ليست كالخرطوم أو الجزيرة وإذا إنهزم الدعم السريع سينتهي الى الابد لذلك نلاحظ تركيز شديد وحشد كبير من قبل الدعم السريع
الذي يفرض حصارا محكماً علي المدينة ويحشد حشودا هائلة لإقتحام مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حتى أن الطيران الحربي للجيش لجأ الى إسقاط جوي لدعم الجيش وبالمقابل فهى ستكون قاصمة الظهر للجيش إذا إنتصر الدعم السريع ويمكن أن نقول وداعاً لكل دارفور وخروجها تماماً من غير رجعة لأنها هى آخر معقل للجيش في دارفور وستكون دفعة معنوية كبيرة للدعم السريع اما بالنسبة للحركات المسلحة فليس لها مقر ولا مستقر إذا خسرت الفاشر و لا يمكن أن تقبلها أي منطقة في السودان مهما كانت الأسباب.. هذا وستبقى اكبر كارثة هى وجود الشعب بين قوسين من نار بين تلك القوى المتعددة والمدججة بالسلاح ولكل حساباته بأن هذه حرب وجود تكون او لاتكون لذا نحذر من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة ما لم يتعامل الفرقاء والمجتمع الدولي بحجم احتمال حدوث الكارثة والتي بدات بالفعل حيث ذكر بيان الإتحاد الأوروبي أن الجيش السوداني يقصف بشكل عشوائي مما زاد من تفاقم الازمة الإنسانية الشئ الذي أدى الي رفض الخارجية السودانية بيان الإتحاد الأوروبي حيث ذكرت أنه ساوى بين الجيش ومليشيا الدعم السريع والتي هى من تحاصر المدينة وتتسبب في خلق هذه الأزمة والجيش هو من يدافع عن المدينة وأهلها واتهمت الخارجية السودانية الإتحاد الأوروبي بأنه لا يقف الموقف الإخلاقي الصحيح الذي يُمكِّنه من المساهمة في قف الحرب على حد ذكرها ومن جانبه ذكر بيان الإتحاد الأوروبي دعوة أطراف الصراع الى السماح الى وصول المساعدات فوراً دون عوائق الى الفاشر
هذا ومن جانب آخر فقد أبدى المجتمع الدولي إهتماماً شديداً بهذه الازمة وحذر من تداعياتها الكارثية الإنسانية حيث انها منطقة بها عدد مقدر من آلاف النازحين الفارين من مناطق النزاع التي تشتعل فيها الحروب بحثاً عن ملاذ آمن اضف الى ذلك ان هذه منطقة تداخل قبلي مُعقّد يمتد الى دول الجوار وهنا يمكن ان تنتقل آثار الحرب خارج حدود وجغرافيا الإقليم والدولة وعليه ابدت الدول التي لها تأثير على اطراف النزاع قلقاً واضحاً من مآلات هذا التصعيد الخطير الولايات المتحدة نموذجاً حيث طلبت من طرفي النزاع وقفاً فورياً للقتال والعودة الى منبر جدة التفاوضي أما الأمم المتحدة فقد صرَّحت في بيان لها أن (الهجوم على المدينة ستكون له عواقب وخيمة)
جدير بالذكر أن هذه الحرب والتي بدأت منتصف ابريل 2023 حيث خلٌّفت 15 الف قتيل وثمانية ملايين نازح ولاجئ سوداني وفقاً للأمم المتحدة
كذلك ومما لا شك فيه أن هذه الحرب إن لم يتم وقفها ستخلف كارثة يصعب وصفها وستكون المدينة على قاب قوسين او أدنى من مجاعة وشيكة حيث سيكون هناك نقص حاد في الغذاء والدواء والمُؤن الضرورية جراء الحصار المحكم المفروض من قبل الدعم السريع وستتأثر مراكز الإيواء وأعمال الإغاثة بالأوضاع الملتهبة حول المدينة
الحرب لم تكن خيار لأي عاقل مهما أمتلك من القوة والمعينات ولم تكن الحرب في يوم من الايام مخرج لأي ازمة إنما الأزمات المفصلية تكون نتاج الحروب وسيعرف اطراف الصراع أن الحرب نهايتها بالتفاوض بعد فوات الأوان وبعد ان تقضي على الاخضر واليابس حينها سيتاكد للقادة أنهم يتمتعون بدرجة متقدمة من تواضع الفكر والبصيرة وكذلك الداعمين لها سيعرفون اكثر انهم هم من أزكى نارها من غير إدراك ومن غير وعي وكانوا صيد سهل وثمين لتجار الحروب والازمات وحينها لا ينفع الندم وستكون المحصلة صفر في كل شئ وستُسجل في مدونة التاريخ كأسوأ ما تكون الممارسة والسلوك والفهم للإنسان البدائي….
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال