نعود للكتابة بعد صمت طويل ترفعا من الدفق السئ للاعلام السوداني الذي ولغ معظمه في دماء شعبنا وأقله سوءا تبنى خطاب الكراهية حتى اصبح شعبنا في الداخل من يجد المعاملة بالقانون تعتبر رفاهية وأصبحت المحاكمات في الشوارع على اساس اثني وعرقي وجهوي كل ذلك يتحمل وزره هذا الاعلام الفج اولا ، وللاسف هذا الاعلام مدعوم من دوائر متعددة بما فيهم سلطة الأمر الواقع على الأقل لم تزجر داعميها من اعلامي الغفلة الذين وصل بهم الأمر أن تجد من يدعو لإبادة قبيلة كاملة قد يكون بجريرة فئة محدودة لا تخلو منها أي قبيلة أو أي مجتمع، السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما علاقة ذلك بعنوان المقال أعلاه ، أولا انا هنا ليس في مقام الدفاع عن مصر أو تعدد مميزاتها كدولة عريقة لكن الشاهد في الأمر الاقدار الكونية والعلاقة الطبيعية جعلت مصر تتحمل جزء كبير من إفرازات الحرب الدائرة الآن في السودان وايضا نحن ليس بصدد سرد هذه الافرازات لكن نتيجة للانقاسامات التي ضربت المكونات السودانية سواء الاطراف المتنازعة في السلطة عسكرية أو مدنية أو انقسامات النخب أو الانقسامات الاجتماعية وضعت أربعة مطالب رئيسة امام طاولة الأشقاء المصريين يصعب تحقيقها جميعا إن لم يكن مستحيلا ، أولا مطلب داعمي الحرب يريدون من مصر أن تدخل مباشرة وتقاتل في صف القوات المسلحة تحت غطاء اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الجيشين المصري والسوداني وحماية لأمنها القومي في جنوب الوادي ، أما المطلب الثاني من رافضي الحرب ويرون بأن مصر وبما لها من النفوذ والعلاقات المباشرة مع السودان وتأثيرها الاقليمي والدولي تستطيع إيقاف الحرب في أي لحظة وخاصة أنها حرب عبثية وتضرر منها الشعبين، واستمرارها يخلق أزمات جديدة بل إضعاف السودان لهذه الدرجة يجعل أمن مصر القومي مهدد أكثر من أي وقت مضى ، وتتدرج المطالب ويرى الديسمبرين بأن مصر تماهت كثيرا مع ” كيزان ” السودان ونست او تناست أنهم بالأمس القريب أوصلوا العلاقة بين مصر والسودان الى الدرك الأسفل ووصلت مرحلة ضرب الدبلوماسين في الشوارع وكانت محاولة اغتيال حسني مبارك قاصمة الظهر التي ادخلت السودان في نفق مظلم لم يخرج منه حتى الآن ، فكيف تكون ملاذهم الآمن ومنصتهم لإعادة نظامهم البائد ، في المقابل يرى الفريق الآخر بأن مصر موقفها المعلن والواضح حتى قبل الحرب هي مع الجيوش الوطنية ولا تدعم أي قوة مسلحة خارج الجيش الوطني لأي دولة عربية أو افريقية وبالتالي ” الكيزان ” ومن والاهم يرفعون شعار دعم الجيش والوقوف في صفه وهو ما ينسجم مع مبدأ مصر دون النظر لما يعتبر صغائر أمور مقارنة ب الاهداف الكلية مثل سيطرة عناصر الانقاذ على ما تبقى من سلطة ومحاولة اعادة برامج الانقاذ مثل صنع ملايش جديدة والتضييق على الخصوم السياسين ووصم كل من يخالفهم بالخيانة وعدم الوطنية وعليه يرون بأن مصر يجب أن لا تستقبل رموز الديسمبرين مثل حمدوك وغيره بل اوحوا للمصريين بأن تقدم والحرية والتغيير يريدون أن يقتلعوا السودان من حضنه العربي الطبيعي بقيادة مصر ورميه في الحضن الغربي بقيادة امريكا وبريطانيا وبالتالي تصبح مصر مكشوفة الظهر اذا تسيد المدنيين المشهد ، هذه المطالب الاربعة من قبل الفرقاء السودانيين امام القيادة المصرية بجانب المطالب الفرعية الأخرى ويأتي في مقدمتها بأن الوجود السوداني في مصر بسبب الحرب وقبل الحرب يريد من مصر أن تطوع له قوانينها التي تحكم الوجود الأجنبي داخل مصر.. لكن الحقيقة والتاريخ بأن مصر قيادة وشعبا تعاملت بحكمة وهدوء كبيرين أمام هذه المطالب الموتورة والسر في ذلك بأن الدول وخاصة سياساتها الخارجية لا تدار بالعواطف والأمر الذي ساهم في صمود مصر ومواقفها أمام هذه التناقضات من الجارة المزعجة ” السودان ” بأن مصر دولة مؤسسات ودولة تحكمها استراتيجيات لا تهزها المواقف العابرة وتعرف كيف تصل لمصالحها الوطنية وتحافظ على مصالح شعبها وهي محقة في ذلك، فعليه ستتحقق مطالبنا عندما نتجاوز مراراتنا الذاتية ونعبر حواجز بعضنا البعض ونحترم بعضنا ليحترمنا الآخرين ” وما حك جلدك غير ظفرك “ ..