كنت أزور الاستاذ اسحق احمد فضل الله في مكتبه في العمارات نتجاذب اطراف احاديث المدينة و حكاوي السودان نخرج نضرب الفول (المدنكل) في مؤسستهم العامرة بعدها نعود للمكتب وهو في حقيقة الامر عبارة عن مكتبه تعج بالكتب هنا وهناك حتي الكراسي يلزمك الامر ان ترفع منها الكثير من المجلدات لكي تجلس..!
يكتب مقاله وكانه يحل في مسائل التفاضل والتكامل والجبر في الرياضيات، يفرد ورقة اظنها A3 ‘
وجملة هنا وجملتين هناك وتوقع هناك واتصال من هنا فيكون المقال عبارة عن سرد ممتع كان معظم السودانيين يحرصرون علي قرأته بعد كوب شاي الصباح حيث كانت الانتباهة هي الصحيفة الاولي علي مستوي السودان…
ذات مرة من المرات لا أذكر ان كان في حلقة حوارات التي استضفته فيها موجودة الان علي اليوتيوب او نقاش عابر قلت له (مايحصل كدا) فرد علي يادكتور (في فرق بين الاماني والواقع)…!
اتذكر جملته هذه وانا اقرأ للاخ بكري المدني مقال بعنوان (علي من يضحك حميدتي) وهو يقول ان لا مستقبل لحميدتي وامتداداته إطلاقا في السودان…
رغم ان غالبيتنا كسودانيين يتمني ان يزول الدعم السريع في لحظة ويختفي عن الوجود ، بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبها في كل ربوع السودان من قتل وتهجير و سرقات وتصرفات لاتشبه أخلاقنا وقيمنا إطلاقا، الا ان الواقع يقول حديثنا اعلاه مجرد اماني واشوق وعلينا ان نفرق بين الاماني والواقع، فالتاريخ الحديث يقول لاتوجد حرب انتهت من جماعه عسكرية او سياسية بالكامل واخفتهم من الوجود وتجاربنا في السودان خير دليل علي ذلك، الحركات المسلحة التي حاربها حميدتي بدلا من الجيش وساهم في اضعافها بشكل كبير لازالت موجوده في المشهد السياسي السوداني، ومن المفارقات المضحكه ان الحركات كانت ترفع خطاب المظلوميه والتهميش وحاربها حميدتي، والان حميدتي ايضا يدعي بانه يقتال من اجل المهمشيين وتحقيق العدالة وهو لايدري بان جنوده لقد قتلوا المهمشيين في الطرقات!
الحزب الشيوعي الذي حاربه الجميع رغم العدد البسيط لعضويته إلا انه لازال يخرج في البيانات و يعقد تحالفته مع اجسام كرتونية لاوجود لها في الواقع، ان اردنا خيرا لبلادنا فعلينا ان نبحث عن اصل المشكلة ونعالجها من جزورها كما ظل يردد بعض تجار الحرب هذه المقولة، لنبحث لماذا تمرد ابناء دارفور ولماذا تمرد حميدتي ولماذا تم تكوين قوات حرس الحدود والدعم السريع من الأساس..؟
في ظل وجود قوات مسلحة لها تاريخ عظيم وسجل حافل، علينا ان ندير حوار شفاف مثل النقاش الذي دار في قاعات الحوار الوطني سابقا لنرد لكل مظلوم حقه، ونسكت كل مدعي للظلم ونقول للسودانين هذه هي سجلات الضباط و سجلات الموظفين في الدولة والذين يقولون ان بنك السودان المركزي ربما تسيطر عليه قبيلة واحده نخرج لهم بيانات الموظفين ونخبرهم عن العدالة التي تحققت في التوظيف من نشر اعلانات الوظائف و نتائج المعاينات لنقول لهم لم يظلم احد فكل ابناء السودان سواسية في الواجبات والحقوق…
لنوقف دائرة شر الحروب والتمرد وخطاب التهميش والمظلومية
نصر الله قواتنا المسلحة
#وكفى