هذه الزاوية ” فزع الحروف ” منذ انطلاقتها في الصحف الورقية قبل سنينا عددا الى هذا العهد وحضورها في الصحافة الالكترونية لم تكن يوما منبرا لمدح الرجال والتزلل لهم او التقرب منهم زلفى ، بل دوما ستظل زاوية للمواقف التي تمثل قناعة كاتبها دون إملاء او فرض رؤية أما أن تكتب بقناعة أو تختفي .. فلذلك يسعدني اليوم أن اكتب عن رجل هو في حد ذاته ” موقف ” والرجال مواقف الا وهو رجل الاعمال الشاب عمر عثمان النمير واقول سأكتب عنه ك ” موقف ” وموقف مشرف في هذه الايام الحالكة وانا حتى كتابة هذه الاحرف لم ألتقيه ولا في محفل عام ولم اراه مباشرة الا صورة في الاعلام واتواصل معه نهائيا بحثت عنه حين عرفته عبر ” موقف رجل ” الشاهد في الأمر بأني فررت من الحرب باسرتي مثل كثير من الأسر بعد الأذى الكبير الذي لحق بنا ونحن ثمانية اشهر في ظلال الرصاص والقاذفات . وعندما وصلت القاهرة واول ما فكرت فيه أن لا اتخلى عن شعبنا في الداخل أو الخارج وبما إننا لا مال نهديه ولا خيل نسومه ولا نملك غير هذا القلم الذي لن ينكسر أو ينحني ما دام النفس طالع ونازل بإذن الله . فذهبت لاول فعالية تنظمها أحد المنظمات الطوعية التي نظمت بمدارس وادي النيل بالقاهرة فوجدت ساحتها امتلأت على سعتها بالأسر السودانية والغالبية العظمي من النساء والاطفال وسبب الحضور الكبير بأن الفعالية معلن خلالها علاج مجاني وتوزيع بطاطين و٩٠% من الذين حضروا لم يتلقوا علاج وعدد البطاطين فقط ” ٣٠٠ ” بطانية والحضور تجاوز الالف بكثير وحالة البؤس والقهر والفقر والتوهان لهذه الأسر تغني عن السؤال والفائدة الاكبر التي خرج بها هذا الجمع هو اللقاء اسري سوداني لمزيد من المواساة على وطن جريح وشعب مكلوم .. لكن هذا المشهد دعاني للتساؤل عن رجال المال السودانيين الذين معظمهم متواجد بمصر رغم إنهم تضرروا ضرر كبير جراء الحرب الدائرة الآن ولحق بمؤسساتهم الدمار لكن ايضا معظمهم لهم مدخراتهم الخارجية وارصدة البنوك وغير ذلك ” وبيت الضبع لا يخلو من العظم ” والكثير منهم نعرفهم ويعرفوننا ونملك ملفاتهم المشرفة والمخزية لكن الان لا صوت يعلو فوق صوت هذه الحرب المدمرة في بلادنا واثارها .. لكن مشاهد الاسر السودانية وتزللهم من اجل كسب ” بطانية ” جعلني اتحسس مواقف رجال الاعمال السودانيين فاتصلت باثنين من الذين يعرفون ني عن كثب لعلهم يجودون بألف او ثلاث الف بطانية تحفظ كرامتنا وتقي صغيرا او شيخا كبيرا البرد القارص وتقي الفاعل والدال عليه حرور يوم لا ظل الا ظله ولكن للاسف لم يردوا مجرد التحية لعل كل متصل هذه الايام على صاحب مال له حاجة ! .. لكن وسط هذه العتمة عرفت بأن نجم لامع من النجوم اللوامع رجل اعمال سوداني شاب طموح حقق نجاحات مزهلة يسد ثغرة كبيرة ويوفر سلع استراتيجية للشعب السوداني في ظل هذه الحرب في وقت تخلى عنه الكثيرين هذا الشاب هو ابن البلد الاصيل عمر عثمان النمير وحتى استثماراته التجارية قبل الحرب واثناءها مرتبطة بالانتاج والانتاجية سواء في مجال الثروة الحيوانية والمنتحات البترولية والزراعية وهو يحيل صحراء غرب ام درمان الى حدائق غناء فهو دق الصخرة الصماء حتى اخرج الصخر لنا زرعا وقمحا وفاعجبت بموقفه المشرف وهو يقف بجانب وطنه وشعبه في هذه الظروف الحالكة وكذلك هو خارج الديار نموذج سوداني شاب ناجح وسط الأمم المتقدمه ولم اجد الا ان اهديه هذه الابيات الشعرية :
يا باحثا عن ترقي ما به الأمم ومفتشا عما به يتحقق الحلم
السر في عزماتنا نحن الشباب ولا تخبو العزائم
عندما تعلو بها الهمم
نحن المشاعل في طريق المجد تسيقنا انوارنا ولوهجها تتقهقر الظلم
نحن النجوم لوامع والليل يعرفنا والكون يعجب من تألقنا ويبتسم
في الروح إصرار وفي اعماقنا امل لا يعتري خطواتنا يأس ولا سأم
وإذا الجبال طريقها فطموحنا القمم