إن الحرب القذرة في بلادنا تدخل اسوأ مراحلها وأصبحت الكل ضد الكل كما أراد لها ” جماعة الهوس الديني ” في بلادنا السودان ، وأن القوتين العسكريتين المتقاتلتين الجيش والدعم السريع أصبحتا كالافيال يتصارعان والشعب الحشائش يدوسونه ولا يأبهون يدخلون المدن غزاة أو فاتحين ، يستهدفون المدنيين بزريعة العمالة والتخوبن وكله باسم الديمقراطية والدين ، لا الاذان يوقف المدافع ولا المنابر تعلو على المشانق ، يركعون لله ويبترون الركب التي ركعت لله ويسجدون والرصاص ينتاش الجباه التي سجدت لله ، وكله باسم الدين ولله ، ويتلون من كتاب الله ” ومن لم يحكم بما انزل الله ” وفساقهم يصدرون الاحكام ظلما ضد خلق الله .. ضاعت الحكمة في بلادي وفقه الدين بضاعة في سوق النخاسة مسجاة ، فقه الضرورة يداعب هوى النفس ، قتل الاسير أو التنكيل به مباح ، هذا متمرد وذاك فارس جحجاح ، هنالك اغتصاب شرف وهنا انتهاك اعراض صراح ، من يعلو صوته لا للحرب يهدر دمه والقاتل تعلو رايته ويمشي في موكبه الوجهاء والدهماء خائبي الرجاء بانشراح .. يا علماء امتنا الاسلامية في رابطتكم العالمية وكعبتكم المشرفة وازهريكم العريق وقدسكم المشرف
.. ألم يفتح الله عليكم بفتوى توقف القتل في بلادي أو صرخة حق تدرأ عنا الاعادي ، ألم تتلون في كتاب الله نصرة المستضعفين واجب على المسلمين ، أم فات عليكم حديث رسول الله وفي السودان عضو منكم أشتكى ولم تداعى له اجسامكم بالسهر والحمى؟ .. ويا اتباع عيسى عليه السلام ألم تقرأون في انجيلكم ” لله المسرة وعلى الارض السلام ” نحن نلهث وراء السلام في المساجد والكنائس والبيع والصلوات وعند المجوس والنصارى واللا دينين والحيارى ، أن اوقفوا القتل المجاني في بلدي . و ” الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ” وانا لا أقوى الا على حسبي الله ونعم الوكيل ، وايات السكينة هي السلوى ، وشئ من القريض لمن اتعظ ومن أهتدى كما جاء في نظم فؤاد زاديكه :
قُلْ لِمَنْ بالروحِ و الديّانِ يسخرْ
داعياً للقتلِ في بلواهُ يمخرْ
قُلْ لهُ يا أيُّها الإنسانُ أنتَ
مُجرمٌ و العقلُ مأجورٌ مُؤَجَّرْ
تدّعي أنّ الذي أعطاكَ روحاً
قد أحلَّ القتلَ، كي تسعى تُدَمِّرْ
إنّ هذا الفكرَ و المفهومَ مسعى
جاهلٍ و الحقدُ قد أعماهُ أكثرْ
مَنْ يريدُ القتلَ مَعدومٌ ضميراً
لا يرى اللهَ الذي بالحبِّ عَمَّرْ
ما نراهُ الآنَ مِنْ خيرٍ جميلٍ
أو سلاماً شاءهُ سفراً مُطَهَّرْ
كلُّ مَنْ يدعو إلى قتلٍ جبانٌ
ربُّهُ الشيطانُ و الشّرُّ المُدَمِّرْ
ليس مِنْ فكرٍ سليمٍ أو صحيحٍ
يرتضي بالقتلِ قانوناً و مَعْبَرْ
للعلاقاتِ التي تحتاجُ حبّاً
و انفتاحاً بين كلّ الناسِ يحضرْ
إنّ حُبَّ اللهِ للإنسانِ يدعو
ذلكَ الإنسانَ في صحوٍ، ليَسْهَرْ
راعياً حُبّاً و سلماً و اعتدالاً
نافعاً، لا أنْ ينادي (اللهُ أكبَرْ)
كلّما أفنى، و أبلى في شرورٍ
و اعتداءاتٍ و ذَبحٍ حينَ ينحَرْ
أيُّ أللهِ ينادي؟ لسنا ندري
ربّما الله، الذي بالفعلِ أصغرْ!
قُلْ لهُ استعديتَ و استخدمتَ عنفاً
ثُمَّ إرهاباً فظيعاً، ليس يُغْفَرْ.