X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الى قادة العرب قبل قمتهم المرتقبة !

تأتي القمة العربية المنعقدة غدا بمدنية جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية في ظل ظرف دقيق وحساس وتغيرات كبيرة تشهدها المنطقة ، ايضا في ظل رفع وتيرة تطلعات الشارع العربي الذي يشعر دائما تجاه القمة العربية باحباط شديد بحكم انها دائما تكون صدى للاحداث وخاصة المحاور الاقليمية والدولية التي تتحكم في المشهد العربي وبالتالي لا تخرج قرارات الجامعة العربية من باب ” تدين وتشجب ” حتى وصل الاستهزاء بها من المواطن العربي ويطلق عليها ” الغمة العربية ” ..
لكن الان في قمة جدة المرتقبة غدا هنالك شعور كبير بأن القادة العرب استشعروا المسؤلية بناءا على القضايا المطروحة والتي تبناها الاجتماع التمهيدي لوزراء الخارجية العرب وابرزها القضية السورية وعودتها لحضن الجامعة العربية وكذلك الاثار الايجابية لتحسن العلاقات السعودية الايرانية واثرها الايجابي على القضية اليمنية وغيرها من قضايا المنطقة ، وهذا التأثير ينسحب على العلاقات التركية مع الدول العربية وتعقيدات المشهد في لبنان والقضية الام الا وهي القضية الفلسطينية .. بجانب قضايا التكامل الاقتصادي والتنمية واعمار ما دمرته الحرب في سوريا والاهم من ذلك ايجاد صيغة لتعامل الجامعة العربية مع قضايا الدول العربية وعدم التدخل في شئونها الداخلية مثل الوضع في سوريا الذي ما زال يبارح مكانه في ظل سيطرة حكومة بشار الاسد من جهة وسيطرة المعارضة على جزء من الدولة في وجود صراع دولي عميق في هذا البلد الشقيق ..
عليه التعويل كبير على قمة جدة لاذابة جبل الجليد لهذه القضايا الشائكة ، بجانب التحدي الكبير على خلفية التصعيد الاسرائيلي للوضع في فلسطين .. لذلك هذه القمة تعد الاهم في السنوات الاخيرة ورغم صعوبة المهمة لكن الامل معقود عليها بان تكون مخرجاتها على قدر الطموح ..
لكن ما يلينا هنا كسودانيين ننظر للقمة العربية كأن هؤلاء القادة العرب يجلسون وسط بركة دماء الشعب السوداني بحكم الحرب الدائرة لاكثر من شهر وبلغ عدد ضحاياها ارقام قياسية ما بين قتيل وجريح ومشرد بجانب تدمير البنية التحتية .. نعم هنالك ايادي خارجية في المشهد السوداني ولكنه ما زال يتدخل باستحياء ليحقق اهدافه دون أن يظهر للعلن ونعم هنالك ادوار ايجابية لعدد من الدول العربية والافريقية مثل السعودية ومبادرتها المشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية رغم عدم وجود اثر لها على الارض لكنها خطوة يمكن البناء عليها ، وكذلك مصر كانت ملاذ امن لعدد كبير للشعب السوداني الذي اتجه شمالا ونداءات قيادة مصر بوقف القتال ..
ولكنها حقيقة كلها تحركات دون طموح الشعب السوداني المتطلع لوقف الحرب في اسرع وقت ..
ورسالتنا للقادة العرب في قمتهم بأن الشعب السوداني مجمع على الهدف السامي الا وهو وجود جيش قومي واحد ولا يسره وجود سلاح في ايد اي جهة اخرى .. الاختلاف فقط هنالك من يرى تحقيق هذا الهدف صفريا بمواصلة الحرب حتى القضاء على تمرد الدعم السريع وهنالك من يرى بأن الدعم السريع يمكن الاستفادة من ما تبقى من مقدراته دون استصحاب الطموح الشخصي لقادته وكذلك بحوار جاد يسبقه وقف حقيقي لاطلاق النار بعد ما اوصلت الحرب رسالتها … وخطورة المعادلة الصفرية بأنها تقود البلاد لخروج امرها من يد القوى الوطنية وبالتالي خروجها من حضنها العربي والافريقي ..
ولذلك نقول للقادة العرب الآن تتبنون قضية سوريا الهامة جدا وبعد اكثر من عقد من الزمان وهاهو بيان بالعمل بان الحرب لم تحقق نصر لاي طرف من الاطراف المتصارعة على السلطة ، فهلا استفدتم من هذا الدرس وخرجتم بقرار حاسم يوقف الحرب في السودان قبل فوات الاوان ؟؟؟!