ليس هناك عاقل يتضامن مع رئيس متسلِّط فاسد وقسِّم البلاد حيث فقدنا جزءاََ عزيزاََ من التراب الوطني في عهده .. اباد اهل دارفور وهذا بإعترافه المسجل والإعتراف سيد الأدلة .. جعل اخوانه يستبيحون البلاد طولاََ وعرضاََ في أكبر عملية فساد ومحسوبية .. بدأ حكمه ببيوت الأشباح وتم تعذيب الوطنيين الأحرار حتى الموت واستشهد دكتور على فضل بمسمار في رأسه بعد ممارسة ابشع انواع التعذيب عليه وختم حياته السياسية بقتل الشهيد المعلم احمد الخير بآلة حادة في الدبر ولسان حال الشهيد أحمد الخير يقول عند احتضاره كما قال سعيد ابن جبير في حق الطاغية الحجاج بن يوسف (اللهم لاتسلطه على احد من بعدي) وقد استجيبت دعوتهما (رئيس يبدأ مشواره الإجرامي في الحكم بقتل طبيب ويختمه بقتل معلم وبأبشع الوسائل) .. رئيس لحظة القبض عليه في قصره وجدت ملايين الدولارت تحت وسادته وقال بكل برود الدنيا انها هدية من رئيس دولة ولم يسمه وليته سكت لأن السكوت كان أفضل من إراقة ما وجهه هذا إذا كان له ماء وجه حيث انتزع منه الإحترام فلم يبق له ماء يُراق ولا كرامة تُمتهن .. باي فهم وباي منطق وباي وطنية تتضامن مع رئيس امتهن كرامة المواطن السوداني على مدار ثلاثين عاما واجهض نظاما ديمقراطيا في سنينه الأولي لتجربة كانت ممكن ان تكون بداية لتاسيس نظام ديمقراطي مُستدام .. ايها الفلول جرد الحساب يطول مع رئيسكم ولكن ساضع قلمي على بعض مناطق الوجع هذا إن كان لديكم إحساس .. أول جريمة قتل جماعي بعد سنة من إغتصاب السلطة وفي شهر رمضان المعظم يوم 28 سنة 1990 وعلى مشارف ابواب عيد الفطر تم إعدام ضباط من القوات المسلحة بعد محاولة إنقلابية على حكمه وعلى وجه السرعة ولم تراعى فيها أدنى معايير القضاء العسكري ولو شكلياََ وتم دفنهم وبعضهم أحياء !!! ثم كانت مأساة معسكر العيلفون وكانت أيضا على مشارف عيد الأضحى فسالت دماء الضحايا كما تسيل دماء الأضاحي في تلك السنة وتوشحت بيوت كثيرة بالسواد وسالت الدموع وعلت اصوات النحيب بدل مباركات تهاني العيد وكان ذلك في عام 1998 بعد محاولة من طلاب داخل معسكر الخدمة الإلزامية بمنطقة العيلفون الهروب لحضور عيد الأضحى فكانت النتيجة أن اصبحوا هم الأضاحي لنظام باطش متسلط ومتعطش للدماء وقد فاق عددهم المائة .. وهنا تستوقفني خاطرة غريبة ومحيِّرة وهى عشق هؤلاء القتلة الفجرة لإراقة الدماء في شهر رمضان والأعياد ؟؟!! هذا قطعاََ لم يكن مصادفة وإنما يتم وفق خلفية هؤلاء المجرمين النفسية المريضة والتي تعشق التشفي في هذا الشعب المغلوب على أمره حتى تحيل اعياده ومناسباته الدينية الى سرادق عزاء وحزن لاينتهي مهمًا تقادمت الأيام ومرت السنين
أما إذا تطرقنا لابواب الفساد المالي المهول والذي تم في عهد الرئيس المعزول البشير والذي لم يسبقه عليه أحد منذ تاريخ السودان القديم والحديث فهنا حدِّث ولا حرج فقد تم إبتكار وسائل لا تخطر على بال في نهب مقدرات دولة وشعب كامل وإفقاره حد العوز والهروب خارج حدود بلاده فأصبح البشير هو النذير وطائر الشؤم حلق في سماء البلاد 30 سنة اذاق شعبها الويلات والحوجة .. ومن البدع في عهده التي دمرت الإقتصاد تجنيب الأموال للوزارات وتكون خارج ولاية المال العام وخارج دائرة المحاسبية !!! وأذكر في ذلك الوقت سألت مسؤلا رفيعاََ في وزارة المالية عن مصير الأموال المجنبة وما هو سندها القانوني فقال لي هذا لن يتكرر مرة أخرى فسالته عن وضع الاموال التي تم تجنيبها فقال لي بالحرف الواحد بأنها لن ترجع الى خزينة الدولة ؟؟!! ثم ظهرت أشكال اخرى لضياع المال العام وهو فقه التحلل وهذا يعني ان يرد المسؤولين الحكوميبن الأموال التي اختلسوها من المال العام دون ان تمتد اليهم يد القانون والعقاب بينما يُسحل العامة من الشعب في ابسط التجاوزات المالية !!! هذا ليس له علاقة بالدين ولا بالأخلاق وتشمئز منه الفطرة السليمة السوية .. مجرد طرحه فقط يشعرك بالخجل والإشمئزاز ناهيك عن تنفيذه !!!
إما إذا طفنا مابين ما انتجوه من مشاريع فاشلة وما دمروه من مشاريع عملاقة كانت موجودة قبل عهد المخلوع فيكفينا سد مروي ومشروع الجزيرة .. فسد مروي المشروع الربوي المعروف والذي فشل فشلا ذريعا يشهد له القاصي والداني إذا كان على مستوى المد الكهربائي والطاقة او على زيادة الرقعة الزراعية .. ولكن تبقى أكبر كارثة حلت بالإقتصاد السوداني في عهده المشؤوم هى تدمير مشروع الجزيرة أكبر مشروع في القارة الأفريقية يروى بري إنسيابي غير مكلف ويغطي مساحة شاسعة من أرض الجزيرة وقد كان هو الرافد الرئيسي لخزانة الدولة ايام إنتاج الذهب الأبيض (القطن) مما عزز قيمة وقوة الجنيه السوداني في ذلك الزمان قبل عهد الإنقاذ فتم في عهد المعزول سيئ الذكر تدمير هذا المشروع بإمتياز يحسد عليه في فن الهدم والدمار وتم بيع أصوله كحسن ختام هذا وبإختصار شديد ..
وتتوالى المواجع حيث تم بيع بيت السودان في لندن وبعض العقارات في اميز المناطق بالعاصمة البريطانية وكذلك لاننسى مواجع وكسرات صديقي الفاتح جبرا حول بيع خط هيثرو والذي كان من أكبر المكاسب حيث لم تحظ دول فائقة الثراء بهذا الإمتياز (وخط هيثرو وهو خط هبوط للطائرات السودانية في المطار البريطاني وأعطته ملكة بريطانيا للسودان علم 1947 وبعد مشكلات الطيران السوداني تم تأجيره مقابل مبالغ دولارية ضخمة) وتم فقد هذا الخط التاريخي والمهم بكل بساطة في عهد المخلوع
هذا قليل قليل من كثير وقطرة في بحر فساد النظام البائد بقيادة الرئيس البشير المعزول بأمر الثورة والوطن ويكفي مقولة عرابكم الترابي (لقد أكلوا المال العام أكلاََ عجيباََ) فبأي حق وبأي دين وبأي وطنية ان تتضامن مع هذا المجرم ؟؟!!
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال …..