الخرطوم : سعيد عباس
نظمت نقابة الصحفيين السودانيين بمقرها أمس احتفالًا باليوم العالي للراديو، تحت شعار ” المكتبة الصوتية بإذاعة امدرمان ذاكرة الامة وجامعة تراثها”، وأكد المتحدثون ان المكتبة الصوتية تواجه أوضاعًا بالغة التعقيد تهدد الحفاظ على ذاكرة وتاريخ السودان ، ما دفع ممثل اليونسكو بالخرطوم إلى أن يبدي أسفه وحزنه على ما آلت إليه أوضاع الأرشيف الصوتي بالإذاعة السودانية وقال:”زرت هذا الأرشيف وأنا حزين لوضعه”.
وأعلن عن تنسيقه مع نقابة الصحفيين بالتحرك للمحافظة عليه قائلًا :” التزم أمامكم سأفعل كل شيء للحفاظ على هذا الأرشيف وسوف أنسق مع النقابة” وأضاف ، “هذا تاريخ السودان ولا بد من الحفاظ عليه”.
ذاكرة ووجدان الشعب
ابتدر الحديث نقيب الصحافيين السودانيين عبد المنعم ابو ادريس وأكد اهمية العمل الاذاعي بالسودان وتحدث عن الرعيل الاول من جيل الاذاعيين والاسماء الفنية التي ارتبطت بالاذاعة السودانية وشكلت وجدان الشعب السوداني ، وذكر منهم محمد صالح وعلي شمو ومحاسن سيف الدين ومحمود ابو العزائم ومتولي عيد ونجاة كبيدة والفلاتية ومنى الخير وفاطمة الحاج وابو داؤود وعثمان حسين ووردي ودعا بضرورة استقلال وتطوير وتقنين العمل الاذاعي بالبلاد.
أوضاع غير جيدة
من جانبه قال مندوب اليونسكو جورج بابا قيانيس ان الراديو وسيلة اعلامية مريحة بالنسبة له كصحفي ويستطيع من خلالها الالمام بامور كثيرة وبكل هدوء، مشيراً إلى أنه يكون مرتاحا اكثر عندما يتحدث في المذياع وافضل له من ان يكون محاطا بالعديد من المعدات الكهربائية والالكترونية المختلفة في التلفاز .
وقال إن الراديو وسيلة افضل لنشر ثقافة السلام ، مشيرًا إلى أنه سجل زيارة للاذاعة السودانية ووجد ان الاوضاع بها غير جيدة فيما يختص بالمكتبة الصوتية والتسجيلات التاريخية وقال بأنهم سيعملون على ترتيبها بقدر المستطاع ويحاولون اصلاح ما يمكن اصلاحه من تسجيلات وبرامج تاريخية ومعالجة للملفات والوسائط القديمة واكد على ضرورة معالجة وحفظ تاريخ البلاد وتاريخ الرموز التاريخية والشخصيات الوطنية .
الأرشفة الإذاعية
وقدم الاذاعيان ابوبكر الهادي ووفاء الصادق ورقة تحدثت عن المكاتب الصوتية والارشفة الاذاعية والمشاكل التي تعتريهما وتحدث ابوبكر عن اقسام المكتبة الصوتية واستعرض المكتبة السياسية والمكتبة التاريخية والارشيف وزيارة الملكة اليزا بيث للخرطوم وتحدث عن مكتبة البروف عبد الله الطيب وماتحتويه من مواد ذات قيمة دينية وادبية عالية مثل برنامج سيرة ابن هشام ودراسات في القرءان الكريم وبرنامج لسان العرب لفراج الطيب وتناول تاريخ مكتبة الاذاعة المتخصصة واذاعة البرنامج الثاني ومكتبة البرنامج العام وتوثيقات الطيب محمد الطيب وكتاب الفن لمحمود ابو العزائم ومكتبة الدراما والتسجيلات الفنية ، وقال ان الاذاعة قد تعاقدت من قبل مع شركة نواة ومن خلالها تم ارشفة حوالي 1200 ساعة على ثلاث مراحل وقال الهادي إن هناك اشكاليات مازالت تواجه المكتبة الصوتية والارشفة بالاذاعة ومن ضمن تلك الاشكاليات عدم توفر الحماية اللازمة لمحتويات المكتبة وعدم امن وصلاحية الموقع الجغرافي للحفظ وعوامل الطبيعة من الغبار والاتربة وشح اجهزة التكييف.
اشكالات الأرشفة
وقال الهادي إن عدم وجود الامن الكافي لحراسة ذلك الارث ادى لسرقته وبثه في اذاعات داخلية مختلفة واوضح ابوبكر بان هنالك اشكاليات بين شركات الارشفة والاذاعة وقال يجب ان تؤرشف الاذاعة وتو ضع عدة نسخ من المادة المؤرشفة لمزيد من الحفظ والامان وقال ان المكتبة بالاذاعة اصبحت عمل من لا عمل له وقال ان المدراء والمسؤولين يوفدون اي فائض عمالة للمكتبة وهذا ما ادى لدمارها ، واضاف بانه لا بد من ان تتوفر الخبرة والتاهيل الكامل لكل من اراد ان يعمل بالمكتبة والارشفة وأكد الهادي بان اذاعة امدرمان اصبح مداها قصيرا وقال لا بد من محاولة تقنين ذاكرة الامة لانها برامج تربط الاجيال ببعضها البعض.
وناقش المتداخلون اشكالية فرض الدولة مبلغ 5مليارات جنية كرسوم للمحطة الإذاعية وقالوا بأن تلك الرسوم حتما ستؤدي لإغلاق العديد من المحطات وتحدث الاذاعي ميرغني جبريل عن المشاكل التي يعاني منها المتعاونون وقال بأنهم ظلوا يعملون لأكثر من عشرين عاما دون ان يُثبتوا بصفة رسمية وقال ان اي اورنيك مرضي او غياب ليوم واحد فان ذلك يعني فقدان الشخص لوظيفته، واضاف بأنهم غالبا مايعملون لأكثر من 12 ساعة دون أجر مجز واضاف بأنهم لا يتمتعون بالتدرج الوظيفي ولا يجدون حظهم في التدريب والترقيات والضمان الاجتماعي والتامين الصحي، واضاف قائلا بان المتعاونين غالبا ما يتعرضون للفصل التعسفي حتى بوجود اورنيك مرضي في كثير من الاحيان.
غياب السياسات
وقال الاذاعي الرشيد احمد عيسى بان عدم وجود سياسات واضحة ستسهم كثيرا في وأد المهنة واضاف قائلا بانهم سيضربون قريبا عن العمل اذا لم تكن هناك سياسات واضحة تجاه المتعاونين والا ستتوقف الاجهزة ، وعن السياسات العامة والمحتوى قدمت ورقة نقابة الصحفيين بنودا أوضحوا فيها التعبير عن التنوع بمفهومه الاشمل والذي يعني الانطلاق عن سياسة واضحة لا تقف عند المضامين فقط وانما تشمل الكادر العامل في الخدمة فلا بد ان يكون هو ايضا متنوعا، وصناعة خدمة اذاعية تنهض على ادارة الموارد المتاحة وتعبر عن احتياجنا الحقيقي بعيدا عن المحاكاة والتكلف ، وان تكون الخدمة للجميع يطرحون من خلالها اي موضوع وباي لغة او لهجة “اذن واحدة واصوات متنوعة”، ونشر ثقافة الديمقراطية والحريات الشخصية والعامة ، التاكيد على المشتركات بين السودانيين وصناعة الالتفاف حولها .
دعم إذاعات الإف إم
وتحدث الاذاعي عمر محيي الدين والاذاعية سارة محمد عبد الله عن اذاعات الاف ام ودعمها للثقافة وقضايا الوطن واستعرض محيي الدين تاريخ دخول وظهور اذاعات الاف ام والغرض من انشائها من مستحدثيها وقال ان هنالك اذاعات برزت في وقت مبكر عبر محطات الاف ام منها ملتقى النيلين والاقتصادية واذاعة البيت السوداني التي قدمت محتوا اجتماعيا سودانيا للحد البعيد بالاضافة لاذاعة مانقو واذاعة راديو الرابعة واضاف بأن هنالك اذاعات جاءت متخصصة في مجالات معينة منها الاذاعة الرياضية والاذاعة الاقتصادية التي تخصصت في الجانب الاقتصادي والاذاعة الطبية التي تخصصت في الجانب الطبي واذاعة هلا التي تخصصت في الجانب الوطني فيما استعرض محيي الدين العوائق والمشاكل التي تعتري سير تلك الاذاعات بشيء من التفصيل واوصى الوزارة والجهة المانحة للترخيص بمراجعة الاذاعة لمعاينة تطابق المحتوى مع الترخيص وقال لا بد من وجود لجنة للجودة بالوزارة في كل مايقدم وتوظيف كوادر مختصة ومؤهلة لتلك المهام وقال لا بد من وجود شروط خدمة مجزية للعاملين بتلك الاذاعات وتوفير التدريب المناسب وتوظيف المؤهلين بمستوى عالٍ.
صحيفة السوداني