تعرفت على استشاري طب العيون الشهير بروف عبدالوهاب السيسي منذ عقد من الزمان فالرجل له مقدرة فائقة في التجذر في المجتمع بجانب شخصيته المركزية كطبيب شهير ، تجد السيسي جزء من مجتمع السياسيين والسيسي نجم وسط المثقفين واهل الفن ونجم رياضي مرموق وسط الرياضيين وكذلك بارع في صناعة المنتديات الاجتماعية احتفاء بالاحبة وليالي الانس بين الاصدقاء ، وكذلك رجل إدارة اهلية حيث تتلبسه هذه الحالة اذا وجد متخاصمين وتجده مستمتع بالمخاشنات السياسية بين فرقاء الرأي واذا وصل الأمر حد الخصام سريعا ما يقوم بجمع المتخاصمين وتلطيف الأجواء .. طبعا بالتأكيد يصعب تصنيف هذا الرجل بلون سياسي أو لون رياضي محدد وهذا السر اكتشفته خلال أول زيارة لي لعيادته كما تتابعون في الفقرة التالية ..
الخميس الماضي اشفقت على ابن عمي صباح الخير الخليفة البكري الذي تعرض لخطأ طبي كاد يفقده عينيه الأثنين فوعدته أن اقف بجانبه فقلت له لو محظوظ يكون بروف السيسي في السودان لانه كثيرا ما يسافر خارج السودان لوجود اسرته الصغيرة هنالك وبالفعل اتصلت عليه اول ما حدثته عن عن ابن عمي فاجأني بموعد غريب فقال البروف الساعة ستة ونص او سبعة صباح السبت القادم يكون معي في العيادة استغربت من هذه المواعيد معقول ناس نمرة ٢ اولاد المصارين البيض ديل بصحوا الفجر ؟! فقلت هذه فرصة نتعرف على هذا الرجل في مقر عمله وبالفعل ذهبنا لعيادته بشارع حوادث مستشفى بحري ‘ توقعت نكون اول الحاضرين فاذا به نجد صالة الانتظار مليانة بمختلف الاعمار كلهم حظوا بالصبح اذا تنفس طاعة في الله او استجابة لبكرية بروف السيسي الذي علمت انه يصلي الصبح حاضر ويتوجه لعيادته ببحري الساعة ١١ صباحا يكون قابل آخر مريض وتوجه للقاءاته الاجتماعية وراحته المنزلية وبالتالي يتفادي زبائنه اغلاق الطرق والكباري ومن اراد ان يواصل عمله فبقية اليوم متاح .. لكن الاهم متعة الانتظار مع بروف السيسي داخل عيادته حيث منحني فرصة الانتظار بجواره وهو يقوم باللازم لابن عمي وهو يبعث فيه الامل من جديد بأنه يمكن يعود له بصيص نظره ويذهب عنه الالم دون تدخل جراحي كما كان موعود به من اطباء آخرين لكن الاهم من ذلك مقابلة السيسي لمرضاه كبار السن والشباب والاطفال كل شخص يعتبر نفسه اهم زول لدى السيسي وهو لا يكل ولا يمل بقفشاته وتفقد احوال المرضي النفسية والاجتماعية واحوال ذويهم وانت تراقبه تحاول تتفحصه هل هو معالج نفسي او طبيب اجتماعي فاول ما يقوم به يخرج المريض من حالة الاحباط ويبعث فيه الامل ثم يضعه امام حقيقة مرضه بصورة مبسطة ومفهومة ثم يكشف له عن خطته العلاجية واهم شئ يؤكد للمريض بأنه ستكون علاقته معه مستمرة فالحاجة العجوزة عمر تسعين يوعدها بعريس والشابة يؤكد لها بانها سيدة الحسان والجمال والطفلة انها احلى امورة وكل ذلك لا يحدث اي خلل في الترتيب والتنظيم مع فريق عمله المتفاني وخاصة سكرتيرته الدقيقة في تنظيمها وحفظ حق اي مريض في فرصته .. والجانب الثاني نجوم المجتمع من الاعلامين والرياضيين والسياسين الذين يجتمعون في عيادة السيسي دون موعد مسبق ويكون السيسي دائما هو القاسم المشترك ودينمو هذا المنتدى الذي يدهش ويبدع في الشعور باننا داخل سودان مصغر في عيادة البروف عبدالوهاب السيسي .. متعك الله بالصحة والعافية وزادك من فضله وجمع حولك احبابك واصدقائك بالخير والمحبة والمودة .. دمت زخرا يا صديقي .. يا ملح الارض ..